سامح فهمي قصة البترول مع الدورى بدأت بصعود إنبى الابن البكر لهذا القطاع إلى الدورى الممتاز موسم 2002/.2003 وتبعه ابن الصعيد بترول أسيوط فى موسم 2005/2006 ثم استكمل بتروجيت الشقيق الأصغر المثلث البترولى فى تاريخ الدورى الممتاز بالصعود موسم 2006/..2007 لم تدخل تلك الأندية من السلم الخلفى للمسابقة، بل أنشئت ومارست نشاطها ونافست وصعدت تحت سمع وبصر اتحاد الكرة المصرى «المغيب» الذى كان يجهل أعضاء مجلس إدارته المادة 18 التى تنص على «عدم جواز الجمع بين أكثر من ناد واحد لكل هيئة للمشاركة فى كل قسم من أقسام الدورى». كانت كلمة السر فى الأندية البترولية هى «سامح فهمى» وزير البترول الأسبق الذى كان يسيطر بقبضة حديدية.. أراد فهمى أن يدعم الإمبراطورية البترولية بأندية تجلب المزيد من الدعاية و«الشو» الإعلامى له ولإنجازات القطاع ونجح بجدارة متجاهلا أن هذا الإجراء من شأنه الإضرار بالكرة المصرية التى فقدت بوجود «الإخوان بترول» مبدأ تكافؤ الفرص. وهو ما حدث فى الواقعة الشهيرة فى مباراة الأشقاء إنبى وبتروجيت التى شارك فيها اللاعب الموقوف زيكا جورى مع إنبى التى هزم فيها بتروجيت وكان يحق له المطالبة بنقاط المباراة، لكن لاعتبارات الدم البترولى بين الفريقين قرر بتروجيت التغاضى عن حقه بإيعاز فوقى من الوزير السابق فى حين سكت اتحاد الكرة عن الحق كشيطان أخرس متجاوزا ومتحديا كل المبادئ.. تلك الواقعة نبهت إلى خطر وجود «الإخوان بترول» الذى يصيب الاحتراف ومبادئ اللعب النظيف فى مقتل.. وبعد قيام الثورة وتحت وطأة مطالبات الثوار بقتل الفساد فى كل أرجاء المحروسة، كان لابد أن تفتح ملفات أندية البترول وشركاته خاصة بعد اكتشاف عمليات إهدار مال عام قيد التحقيق الآن، إضافة إلى الكشف عن تعيين لاعبين ومدربين يتقاضون آلاف الجنيهات من أموال دافع الضرائب المصرى دون أن يتواجدوا أو يؤدوا عملا حقيقيا فيما كان يسمى «بالإجازة مدفوعة الأجر»، وأبرزهم حسام البدرى وأحمد ناجى وضياء السيد ومختار مختار وخالد بيبو وياسر ريان وغيرهم الكثيرون، فيما تم إحباط محاولة فى اللحظات الأخيرة لتعيين النجم أبوتريكة! نفتح ملف أندية البترول لنكشف جانبا من الحقيقة الغائبة عن الشارع الرياضى المصرى وسيظل الملف مفتوحا لتكشف الأيام المزيد من الأسرار والكواليس. كابتن محمد عامر المدير الفنى الحالى للاتحاد السكندرى تحدث عن تجربته مع أندية البترول: (عامر تولى قيادة بترول أسيوط فى دورى القسم الثانى عام 2008 وصعد معهم للدورى الممتاز ونجح فى البقاء به). الاهتمام لم يكن موجودا من فهمى وكان يرفض بيع لاعبين من أندية إنبى وبتروجيت برغم جلوسهم على دكة البدلاء وعدم حاجتها لهم لدرجة أننا طلبنا المهاجم النيجيرى المتألق بوبا الذى كان إنبى ينوى الاستغناء عنه آنذاك وحصلنا على توقيع اللاعب ولكننا فوجئنا برفض إنبى ورحيل اللاعب بأمر فوقى من الوزير لنادى الشرطة! الدكتور جمال محمد على المدير الفنى السابق لبترول أسيوط فى موسم 2010 أضاف قائلا: الوزير الأسبق سامح فهمى هو الذى كان يدير الأندية البترولية وليس مجالس إداراتها الديكورية التى عينها بنفسه وكانوا موظفين لديه يستطيع استبعادهم فى أى وقت، ويتابع: عندما تسلمت الفريق كان قد فرغ من نجومه بأوامر الوزير لصالح إنبى أو بتروجيت وبأقل من قيمتهم الحقيقية!! أو لجلب أموال تضخ لصالح نفس الناديين وفى نفس الوقت كان فهمى يرفض دعم النادى فى شراء لاعبين جدد فى ظل ميزانية هى الأضعف بين أندية الممتاز (4 ملايين شاملة شراء لاعبين ورواتبهم والانتقالات والتغذية)!! لدرجة أننا كنا نبحث عن لاعبين (كسر) لايرتبطون بعقود مع أنديتهم ولا ترغب الأندية فى شرائهم لنضمهم فى محاولة يائسة لتدعيم الفريق. وكانت عقود اللاعبين لاتتعدى مبلغ -100 ألف جنيه- وهى تقل عن عقود لاعبى بعض الأندية فى القسم الثانى مثل تليفونات بنى سويف، وهو ما كان يصيب اللاعبين بمزيد من الإحباط خاصة وهم يلعبون فى الممتاز، ويستكمل: كان التجاهل هو شعار الوزير الأسبق لبترول أسيوط فى استمرار لتجاهل الدولة للصعيد فكانت الإقامة فى مباريات الفريق الدورى الممتاز خارج أسيوط فى فنادق درجة ثالثة لاتليق ولا تسكن بها حتى الأندية الشعبية التى تعانى ماليا!! ويضيف الدكتور جمال: إنه بعد تسلمه للفريق قام بوضع لائحة جديدة للفريق تضم مكافأة للفوز - 7 آلاف - لتحفيز اللاعبين ولم يستطع تنفيذها نتيجة عدم وجود مجلس إدارة للنادى لتجاهل الوزير تعيينه واعتمدت اللائحة فى بداية الدور الثانى!! بعد تعيين مجلس إدارة.. ولكنها لم تفعل انتظارا لإشارة الوزير التى أعطاها فى لقائنا به قبل مباراة الزمالك وجاء فوزنا الأول بعد اللائحة على الجونة وحصلنا بالفعل على المكافأة.. ولكننا فوجئنا بتأخير رواتب الفريق بعدها لمدة شهرين ليتم استقطاع مبلغ المكافأة من الرواتب مما سبب صدمة عنيفة للجميع لاعبين وإدارة فنية خاصة أن بعضهم اضطر للاستدانة للوفاء بالتزاماته ولم يكتف الوزير الأسبق بهذا الموقف المخزى، بل حرمنا من مكافأة الفوز لنهاية الموسم فى قرار غير معلن برغم فوزنا بعدة مباريات مهمة مثل الاتحاد والكروم فى الكأس وتحسن النتائج وكأنه كان يخطط لهبوط بترول أسيوط!! وفشلت كل محاولاتنا للوصول إليه واللقاء معه. ويقول وائل فراج مهاجم بترول أسيوط الحالى: إن انتقالات اللاعبين لم تكن تخضع لأى معايير سوى رغبة الوزير ودلل بحالة اللاعب أحمد على - نجم هجوم الإسماعيلى والهلال السعودى الحالى والذى كان لاعبا بنادى بترول أسيوط - وكان متعاقدا مع النادى لمدة 4 أعوام ونصف وكان يتقاضى حوالى150 ألف جنيه فى الموسم ولكنه بعد مرور عام ونصف على تواجده مع الفريق سمح له رئيس النادى «الإسمعلاوى» محمد شعيب بمباركة الوزير بالانتقال للإسماعيلى دون مقابل!! ودفع اللاعب 40 ألف جنيه فقط من جيبه للنادى!! ليحصل على استغناء موجه وينتقل للدراويش ويتألق ويصبح من أعمدة المنتخب الرئيسية، وهو الأمر الذى تكرر أيضا مع اللاعب باسم على الظهير الأيمن للمقاولون العرب الحالى والذى تلهث ورائه أندية القمة فى الاستغناء عنه بدون مقابل من قبل شعيب رئيس النادى. كابتن عصام عبد المنعم رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم الأسبق: لا أعتقد أن وظيفة وزارة البترول صنع مؤسسات رياضية منافسة تابعة لها خاصة فى ظل إهدار المال العام الذى كان يجرى فى عهد الوزير الأسبق سامح فهمى الذى افتقدت سياساته للشفافية وكان حجم الإنفاق أكثر من الإيرادات وكان من الأولى بالوزير الأسبق رعاية أحد الأندية الجماهيرية. وتابع أرى أن يمثل قطاع البترول بنادٍ واحد بشرط ألا يخسر ماليا من إدارته لنشاط كرة القدم وأن حدث يلغى النشاط الرياضى فى هذا النادى. والأمر نفسه ينطبق على أندية القوات المسلحة والشرطة التى لابد من توفيق أوضاعها وإن كانت تتميز عن الأندية البترولية بأنها لاتخسر نتيجة ترشيد الإنفاق ووجود سقف يحدد عمليات شراء اللاعبين وانتقالاتهم. وعن تعيين الرياضيين فى قطاع البترول هاجم عبدالمنعم قرار الوزير الحالى للبترول المهندس عبدالله غراب بتخيير اللاعبين والرياضيين المعينين ما بين الاستمرار مع الحضور وممارسة عملهم الفعلى بالقطاع أو الحصول على إجازة بدون راتب مطالبا إياه بإلغاء تعيين هؤلاء الذين يمتلكون مصدرا آخر للدخل وهو كرة القدم سواء كمدربين أو لاعبين لإتاحة الفرصة للمستحقين والكفاءات. علاء عبدالصادق مدير الكرة فى نادى إنبى قال: المادة 18 التى تلزم أندية الهيئات بعدم وجود أكثر من ناد تابع لها فى الدورى لا تنطبق على ناديى إنبى وبتروجيت ولذا فهما ليسا طرفا فى هذه الأزمة التى اختلقها الإعلام وبعض المستفيدين، لأن نادى إنبى مستقل تماما عن بتروجيت إداريا وماليا. حازم الهوارى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة تحدث عن خطة الاتحاد فى إطار المادة 18 لتوفيق أوضاع أندية البترول وغيرها قائلا: إنه لايعرف أن كانت اللائحة تنطبق على أندية البترول أم لا؟!! وبالتالى فإن الأمر يستحق مزيدا من البحث!! ونفى محمد عبيد خبير اللوائح فى الفيفا ادعاءات اتحاد الكرة بأن الاتحاد الدولى منحهم مهلة حتى الموسم بعد القادم لتطبيق دورى المحترفين. وقال إن أندية المؤسسات ستصطدم بالمادة 18 لأن لوائح الاتحاد الدولى لم ولن تسمح إلا لناد واحد لكل هيئة للمشاركة فى كل قسم من أقسام الدورى مهما حاولت إدارات الأندية الالتفاف بتغيير مسميات تلك الأندية أو بأى طرق أخرى، فعلى سبيل المثال فإن قطاع البترول الذى يمتلك ناديين فى الدورى الممتاز» إنبى وبتروجيت وناديين فى القسم الأول جاسكو وبترول أسيوط «عند تطبيق دورى المحترفين سيتم الاكتفاء بناد واحد فى كل قسم.