التحية واجبة لرجال الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة للجهد الكبير والدقة في جمع البيانات والمستندات للكشف عن فساد السادة المسئولين والوزراء السابقين الذين حلفوا اليمين للمحافظة علي البلاد وثرواتها ولكنهم للأسف سرقوها واستغلوا نفوذهم ليحصلوا علي ما لا يستحقون. قبل ثورة 25 يناير هل كان يتصور أحد منا أن يتم الكشف عن هؤلاء الفاسدين وتتم محاكمتهم ويضعون في السجون لو أن كاتب قصة أو مخرج سينمائي قدم هذا كفيلم في السينما لن نصدقه بل إننا نقول لا يمكن أن يحدث هذا في مصر إنه مجرد فيلم وياريت يتحقق إنه حلم. وتحقق الحلم بالثورة وانكشف المستور وتم ويتم محاسبة اللصوص الكبار والمخادعين الذين كنا نراهم في المؤتمرات وعلي شاشات التليفزيون يتحدثون عن الشرف والنزاهة. لقد سرقونا ليتعالوا و يتكبروا علينا، والغريب أن كل واحد من هؤلاء كان ينكر الاتهامات قبل بداية التحقيق معه ولكن بعد مواجهته بتقارير الرقابة الإدارية وتحريات مباحث الأموال العامة يصمت ويندهش كيف استطاع الرجال الأكفاء الشرفاء أن يعرفوا خباياهم وتفاصيل ما كان يعتقد الفاسدون أنهم أخفوه عن عيون الشعب وآخر هؤلاء الذين تم التحقيق معهم وأنكر كل الاتهامات صفوت الشريف صاحب كلمة الريادة، ويبدو أنه صاحب الريادة في أشياء أخري غير الإعلام.. لقد اعترف صفوت الشريف بأنه حصل علي هدايا من المؤسسات الصحفية وأنها برفانات وكرافتات وهو كان لا يفتح هذه الهدايا بل يقوم بتوزيعها علي الغلابة ولا أدري إذا كان صفوت الشريف لا يفتح هذه الهدايا كيف عرف أنها تحتوي علي برفانات وكرافتات؟ وهل الغلابة يا صاحب الريادة بتوزع عليهم برفانات وكرافتات طبعا عندك حق إنت نسيت مين هو الغلبان وماذا يحتاج وقال صفوت الشريف إن القائمين علي المؤسسات الصحفية كانوا يرسلون له الهدايا لعجز في مؤسساتهم. وإذا كانت التحية واجبة لرجال الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة فهي واجبة أيضا للمحققين الأكفاء الذين يؤدون عملهم بدقة وأمانة ويكشفون لنا ما لم نكن نتصوره. أما الاعتذار فيجب أن نقدمه لأننا كنا نتعجل سرعة التحقيقات مع الفاسدين. واعتقد البعض في لحظة أن القانون ربما لا يصل إلي كبار اللصوص.. حقيقة أن وزير العدل المحترم المستشار عبد العزيز الجندي أكد لنا مرارا أن لا أحد فوق القانون وإنه يجب توافر المستندات الكافية للتحقيق مع أي إنسان إلا أننا لا ننكر أننا كنا في حالة قلق وترقب ولكن الآن بعد أن أصبح اللصوص الكبار في السجون نقول له إن ما تقومون به من جهد يجدد ثقتنا فيكم، وتأكدنا أننا أصبحنا في دولة يسودها القانون.