النفاق الاجتماعى فى زماننا هو التلون فى العلاقات، وعدم الوضوح فى المواقف والمبادئ لغرض الإفساد أو الانتفاع الشخصى، لن أطيل عليكم.. فى شهر إبريل الماضى خرج علينا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بتصريحات وردية مفادها أن بلاده ستبذل قصارى جهدها من أجل التوصل إلى هدنة أولمبية خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التى ستقام فى باريس والتى يجب أن تكون لحظة سلام دبلوماسية، وفاتت الأيام وانطلقت الأولمبياد وسط صراعات واضطرابات دولية بسبب المجازر التى ترتكب ضد أهلنا فى غزة ولم نر الهدنة وفى تقديرى لن نراها! لم ولن نرى الهدنة والجميع فى باريس يفرش الأرض بالورود لبعثة الكيان الصهيونى المحتل وأولهم اللجنة الأولمبية الدولية صاحبة الميثاق الأولمبى الذى يدعو حكومات العالم للالتزام ب«الهدنة الأولمبية» ووقف الحروب طيلة فترة إقامة الألعاب الأولمبية ولم تنفذه ولم تطلب تطبيقه على بعثة الكيان المحتل الذى يرتكب أبشع المجازر فى حق أطفال ونساء عزل يوميًا. بدأت أشك فى نزاهة اللجنة الأولمبية الدولية التى تكيل بمكيالين، فكيف منعت الروس من المشاركة تحت راية وعلم بلادهم وطالبت بمشاركتهم كلاعبين محايدين عقب غزو أوكرانيا، ومن قبلهم منعت جنوب إفريقيا عام 1964 بسبب سياستها فى التمييز العنصرى ولم تعد مجددًا إلا بعد سقوط الفصل العنصرى عام 1991، والآن تفرد ذراعيها للاعبى الكيان الصهيونى الذى قتل وشرد قطاعًا كاملًا من المدنيين على مرأى ومسمع من الجميع وباعتراف محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية بالادلة والبراهين. نحن ننتظر هذا الحدث الجلل بشغف كل أربعة أعوام للتعرف على ثقافات مختلفة واكتساب خبرات من مدارس جديدة والاستمتاع بالمنافسات الشريفة والتشجيع سواء لوطننا أو لاعبين نحبهم على مستوى الألعاب الفردية لكن هذه المرة نتابع بقلب يعتصره الألم والحزن دون شغف ونحن نرى اللامبالاة تسيطر على كيانات دولية مؤثرة لا تلتفت أو تستحى من إبادة شعب أعزل لا يريد سوى السلام. أتمنى أن يصل صوتى لجميع المشاركين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية هذا العام وهم أعداد ليست بقليلة، أتمنى أن يبتكروا طريقة للرد على انتهاكات اللجنة الأولمبية للقيم الأولمبية وشرف الميثاق الأولمبى، فهذه مسئوليتنا جميعًا الآن، إذا تعمدوا وأد القضية الفلسطينية فنحن دورنا التضامن بطريقتنا سواء الكتابة أو رفع العلم أو ارتداء تميمة الفلسطينيين للتعبيرعن القضية. أتمنى ألا تمر أولمبياد باريس مرور الكرام دون تضامن واضح وعلنى لأنها إذا مرت ستفقد هدفها الحقيقى الذى أنشئت من أجله وهو نشر السلام والمحبة بين جميع شعوب العالم.