«مجرم مدان.. يسعى للوصول إلى منصب الرئاسة فى سابقة هى الأولى من نوعها فى التاريخ» «شيء ما أصاب هذا الرجل حقا بعد عام 2020، إن هذا أصابه بالجنون حرفيا» بهذه الكلمات وجه الرئيس الأمريكى جو بايدن حديثه عن منافسه الجمهورى دونالد ترامب، بعد ما أقرت محكمة نيويورك إدانة الأخير عن 34 تهمة جنائية تتعلق بتزوير سجلات مالية للتستر على علاقته بممثلة إباحية ،ستورمى دانيلز، إبان فترة ترشحه للرئاسة عام 2016، للمرة الأولى يصرح بايدن بهذه التصريحات لخصمه اللدود بهذا الشكل.. فى فترة لا يستطيع فيها ترامب إصدار كلمة واحدة للرد عن هذه القضية بسبب حكم المحكمة الذى صدر قبل القضية لمنع ترامب بنشر أى تصريحات حول قضية «شراء الصمت».. هذا الأمر بشر بدخول الأشهر المتبقية قبل انتخابات 5 نوفمبر فى فترة «أكشن» غير تقليدية بين مرشحى الرئاسة الأمريكية. انتصارات الإدانة «يا صديقى، هل هذه نهاية أمريكا؟ لقد أُدنت للتو فى محاكمة سياسية. لم أرتكب أى خطأ! لقد دهموا منزلى، واعتقلونى، وأخذوا صورتى» بهذه الكلمات بعث ترامب رسالة إلى مناصريه والشعب الأمريكى يؤكد أن «محاكمة الساحرات»، كما يدعى، تسعى لإزاحته من السباق الرئاسى بسبب جو بايدن.
وبعد وقت قصير من إعلان قرار إدانة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، أرسلت حملته الانتخابية بريدا إلكترونيا لجمع التبرعات. وعانى نظام جمع التبرعات عبر الإنترنت من خلل فنى بسبب «الأرقام القياسية» من المؤيدين الذين يتطلعون لدعمه، وفقا لمتحدث باسم الحملة. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن حملة ترامب أعلنت عن جمع ما يقرب من 53 مليون دولار فى ال 24 ساعة التى أعقبت إدانته مما أدى إلى تحطيم الأرقام القياسية على الإنترنت للجمهوريين وجمع أموال كافية لمساعدته فى سد فجوة مالية كبيرة مع الرئيس بايدن قبل الانتخابات الأمريكية 2024 وأوضحت «نيويورك تايمز» أن المبلغ الذى جمع فى يوم واحد يعادل تقريبًا المبلغ الذى جمعته حملة ترامب عبر الإنترنت فى الأشهر الستة الأخيرة من عام 2023، وفقًا لسجلات المكتب الفيدرالي. وأُدين ترامب فى 34 تهمة جنائية تتعلق بتزوير السجلات التجارية والتستر على مدفوعات مالية سرية لممثلة أفلام إباحية تدعى ستورمى دانيلز، مما يجعله أول رئيس سابق يوصف بأنه «مجرم مدان». ويضع القرار -الذى صدر بالإجماع من هيئة محلفين مكونة من 12 من سكان حى مانهاتن بمدينة نيويورك– حدا لمحاكمة استمرت 6 أسابيع اتهم فيها ممثلو الادعاء ترامب بتدبير مؤامرة غير قانونية للتأثير على الانتخابات الرئاسية لعام 2016. ومن المقرر أن يصدر الحكم النهائى على ترامب يوم 11 يوليو المقبل، وذلك فى حال لم يقدم طلبا باستئناف المحاكمة، حيث يقر قانون نيويورك بتقديم طلب الاستئناف خلال 20 يوما من إصدار الحكم، ولكن موعد النطق النهائى المقرر فى يوليو سيكون قبل 4 أيام من بدء المؤتمر الوطنى للحزب الجمهورى الذى ينطلق يوم 15 وينتهى فى 18 من الشهر ذاته، وهو المؤتمر الذى يعلن فيه الحزب بشكل رسمى عن مرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية. ربما تكون معضلة الرئيس السابق القضائية قبل الانتخابات قد انتهت بالفعل بإدانته فى 34 تهمة جنائية فى نيويورك، وبذلك ينتهى طريقه الطويل فى المشاكل القانونية عند هذه القضية. وعلى الرغم من أنه لا تزال هناك 3 قضايا جنائية معلقة فى العاصمة واشنطن وفلوريدا وجورجيا، فإن ترامب يستعد لمواجهة الناخبين قبل أن يقترب من أى محاكمة بشأن التهم الأكثر خطورة التى وجهها المدّعون العامون فى تلك القضايا. وإذا فاز فى انتخابات نوفمبر المقبل، فربما لا يواجه تلك القضايا الأخرى على الإطلاق. هانتر وترامب.. والقضاء فى المقابل، قال بيان لحملة الرئيس جو بايدن: «فى نيويورك اليوم، رأينا أنه لا أحد فوق القانون، لطالما اعتقد دونالد ترامب خطأ أنه لن يواجه أبدا عواقب خرق القانون لتحقيق مكاسب شخصية». وأضاف البيان ذاته: «لكن حكم اليوم لا يغير حقيقة أن الشعب الأمريكى يواجه حقيقة بسيطة، لا تزال هناك طريقة واحدة فقط لإبعاد ترامب عن المكتب البيضاوى، وهى صندوق الاقتراع. وسواء أُدين بارتكاب جريمة أو لا، سيكون ترامب المرشح الجمهورى للرئاسة». وبعد ثلاثة أيام من إعلان جو بايدن أنه «لا أحد فوق القانون»، يواجه ابنه هانتر بايدن محاكمة جنائية بتهم فيدرالية تتعلق بالأسلحة النارية، مما قد يؤدى إلى احتمال سجنه.. وللمرة الأولى أيضًا يتم توجيه هذا الاتهام لابن رئيس أمريكى.. بل وربما يكون معرضا للسجن مثل ترامب. الأضواء السياسية الخاصة بالانتخابات الرئاسية فى الولاياتالمتحدة، والمتشابكة مع دراما قانونية غير مسبوقة تحولت خلال أسبوع واحد من المحاكمة الجنائية للرئيس السابق دونالد ترامب إلى محاكمة نجل الرئيس الحالى جو بايدن مع دخول الحملة الانتخابية لمرحلة جديدة حامية. محاكمة هانتر بايدن بتهمة حيازة سلاح، والتى تأتى بعد أيام قليلة من إدانة ترامب فى قضية أموال الصمت، ستكون لحظة من الألم الشخصى الشديد للرئيس بايدن، وتأتى فى الوقت الذى يسعى فيه لإيجاد انفراجة سياسية بعد أسابيع من التغطية التى تركزت على قضية ترامب. وفق شبكة CNN ترى أن أول محاكمة لنجل رئيس حالى فى الولاياتالمتحدة يمكن أن يدحض مزاعم الجمهوريين بأن وزارة العدل تستهدف الجمهوريين فقط. وكان البيت الأبيض قد استبعد إمكانية العفو عن هانتر بايدن فى حال إدانته، إلا أن الرئيس الأمريكى قال إن ابنه لم يرتكب مخالفات وأنه استطاع تغيير حياته بعد معاناة من إدمان الكحول والمخدرات. وقد يواجه هانتر حكما بالسجن لمدة 25 عاما، إذا ما أدانته المحكمة، غير أن التاريخ الجنائى فى مثل هذه القضايا يشير إلى أن عددا قليلا ممن تمت إدانتهم قد أُلقوا فى السجن. للمرة الأولى فى التاريخ الأمريكي.. كلاكيت تانى مرة ويتهم مدعون فيدراليون نجل بايدن البالغ 54 عاما باستخدام معلومات مضللة عند ملئه استمارة للحصول على سلاح نارى عام 2018، إذ أنكر إدمانه للمخدرات خاصة «الكوكايين»، وهو ما اعترف به لاحقا، كما واجه اتهامات بالاحتيال الضريبى فى قضية أخرى. وستضطر هيئة المحلفين فى «ويلمينجتون»، معقل بايدن بولاية ديلاوير، إلى النظر فى تهمتين رئيسيتين حول احتمالية الاحتيال فى ملء وثائق لشراء سلاح نارى، بالإضافة إلى تهمة أخرى بشأن حيازته بشكل غير قانونى. ووفقا للتقارير، فإن هانتر بايدن احتفظ بسلاحه النارى لمدة 11 يوما، إلى أن ألقته صديقته فى المهملات. وكان نجل الرئيس الأمريكى محاميا ثم أصبح عضوا بارزا بإحدى جماعات الضغط، كما عُرف عنه إدمانه الكحول والمواد المخدرة حتى تمكن من الإقلاع عن تعاطيها ويتجه إلى ممارسة الرسم. وعلى الرغم من تجاهل الرئيس جو بايدن، الحديث عن تلك الاتهامات التى يواجهها ابنه الأصغر، فإنه عادة ما عبر عن «حبه الأبوى». بينما يرى الحزب الديمقراطى، أن من مصلحته أن تتصدر تصريحات بايدن فى هذا الشأن عناوين الصحف بدلا من الحديث عن إدانة منافسة الجمهورى فى الانتخابات الأمريكية دونالد ترامب. فى المقابل، ونظرا لماضى هانتر المشبوه وتاريخه مع الإدمان، فإن خصوم والده السياسيين وعلى رأسهم منافسه الانتخابى دونالد ترامب، يعدونه أحد أبرز نقاط ضعف الرئيس الأمريكى، خاصة بعد ما حاول بايدن سد الفجوة السياسية الخاصة بقانون الهجرة، التى طالما استخدمها الجمهوريون ضد بايدن، ووقع قانونا إلزاميا للحد من الهجرة غير الشرعية للبلاد رغم أنه كان أحد أبرز المدافعين عن المهاجرين. كل شىء مباح فى الانتخابات وفى خضم هذه الصراعات غير المعهودة، جاء تقرير لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية ليضرب بقنبلة مدوية فى الصراع الرئاسى، حيث نقلت الصحيفة عن مصادرها أن الرئيس الأمريكى وبعد خطابه المؤثر عقب بدء محاكمة نجله هانتر الذى قال فيه إنه يعلن دعمه لابنه، مشيرا إلى أنه أب بالإضافة إلى الرئيس وفقا لموقع بوليتكو الأمريكي. حيث سلطت هذه الإجراءات الضوء على الدور المعقد للغاية والمركزى الذى يشغله هانتر بايدن فى محيط الأسرة. وأصبحت تعاملات هانتر بايدن التجارية ومعاناته مع الإدمان ومشاكله القانونية مادة لمنتقدى الرئيس ومصدرًا لعدم اليقين السياسى لوالده. ونقلت «بوليتيكو» عن مصادرها، إن بايدن شارك عائلته فى مناقشات موجزة فى وقت مبكر حول عدم السعى لإعادة انتخابه لتخفيف العبء على ابنه، وفقًا لأربعة أشخاص على علم بالأمر تم منحهم عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الموضوع الحساس. لكنهم قالوا إن هذه المخاوف وضعت جانبا عندما حثت الأسرة بما فى ذلك هانتر الرئيس على الترشح مرة أخرى، خاصة أن الرئيس السابق دونالد ترامب بدا على وشك العودة، لكن الخلافات التى أثارها هانتر بايدن زادت من الضغط العاطفى الهائل على الرئيس. وأعرب جو بايدن منذ فترة طويلة عن شعوره الخاص بالذنب أمام المقربين منه بشأن الأضواء التى ألقتها حياته المهنية على عائلته. وأعرب عن خوفه من أن تؤدى المحاكمة إلى سجن ابنه أو تعريضه للخطر. وبحسب المقربين من بايدن، كان هناك قلق متزايد من أن العبء الشخصى الذى يشعر به الرئيس سيزداد سوءًا مع بدء إجراءات المحكمة. وانضمت السيدة الأولى جيل بايدن، فى عيد ميلادها، إلى العديد من أقاربها لدعم هانتر فى المحكمة الاثنين الماضى، ومن المرجح أن يتم استدعاء أمهات خمسة من أحفاد بايدن للإدلاء بشهادتهن كجزء من قضية الادعاء ضد ابنه. وشكل شبح شهادة كاثلين بوهلى (زوجة هانتر بايدن السابقة) وهالى بايدن (زوجة بو بايدن التى أقام هانتر بايدن علاقة معها بعد وفاة شقيقه) تحديا للرئيس. وهذا ليس فقط لأنه من المتوقع أن تتحدث المرأتان عن ماضى هانتر «الدنيء»، ولكن بسبب توقيت شهادتهما التى تأتى بعد أيام قليلة فقط من أصعب يوم فى عام الرئيس سنويًا وهى ذكرى وفاة بو بايدن. وقال شخص مقرب من الرئيس، طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث علناً عن المحادثات الخاصة وفق «بولتيكو»: «إنه يحمل الكثير من القلق والحزن على عائلته طوال الوقت، وهذا الأمر موجود بشكل خاص الآن، ورؤية هالى هناك ستكون صعبة». ونادرًا ما يناقش الرئيس العلاقة التى كانت تربط هالى بهانتر، وفقًا للأشخاص المطلعين. لكنه قام بزيارة منزلها فى ويلمنغتون قبل أيام من المحاكمة، مما دفع النقاد إلى الإشارة إلى أنه كان يحاول التدخل فى محاكمة ابنه. وقال البيت الأبيض إن الرئيس كان هناك لتكريم بو ولم يذكر المحاكمة. ورفض البيت الأبيض التعليق على هذه القصة. وفى حين أن هناك مخاوف من أن يتأثر بايدن نفسيا بمحاكمة نجله، فإن الديمقراطيين لا يعتقدون أنها ستلعب دورا رئيسيا انتخابيا. وقال باسل سميكلى، الخبير الاستراتيجى الديمقراطى فى تعليقه على هذه الأحداث: «هناك دائمًا بعض المخاطر، مهما كانت صغيرة، فى تأثير المحاكمة على الرئيس إذا انتهى بها الأمر فى عناوين الأخبار كل يوم» لكن ما يساعده هو أن ابنه أظهر الندم بينما لم يفعل دونالد ترامب ذلك وهذه الشاشة المقسمة للناخب مهمة جدًا.
