تواجه الدول الأوروبية إضرابات واحتجاجات بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وغلاء المعيشة.ومع اقتراب أعياد الميلاد، عطلت مصالح حكومية كثيرة أشغالها وأعلنت قيامها بإضرابات بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وغلاء المعيشة فى ظل أزمات اقتصادية عالمية على خلفية تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية، مما أدى إلى تفاقم التضخم والغلاء، لا سيما على صعيد الطاقة والمواد الغذائية. وتتزايد المخاوف فى أغلب الدول من ركود عالمى قد يفاقم الأزمة. فى ألمانيا، نظم عمال ألمان احتجاجات واسعة للتعبير عن اعتراضهم على زيادة الأسعار، والمطالبة بزيادة الأجور. وخرج أكثر من 800 عامل ألمانى بمنشآت عسكرية أمريكية فى بافاريا، إلى الشوارع احتجاجًا على سوء الأوضاع الاقتصادية التى يعيشونها. من جانبه أفاد الاتحاد الذى يمثل المدنيين العاملين فى القواعد، بجميع أنحاء أوروبا، أن الإضراب الذى شهدته أكبر ولاية ألمانية، يعود إلى رفضهم زيادة الأجور بنسبة 2.5 %، التى قدمها الجيشان الأمريكى والألمانى، وذلك بعدما نظم الموظفون فى القواعد فى هوهينفيلس، وفيلسيك، وجرافنوهر، وأنسباخ، وإليشيم، وكاترباخ، إضرابًا. وبالتزامن مع ذلك شهدت مدينة جارمش بارتنكيرشن، قيام ما يقرب من 20 عضوًا فى النقابة، بتنظيم احتجاج قصير وقت الغداء. من جانبها، حذرت جمعية مستشفيات برلين من أن 40 % من المرافق الصحية مهددة بالإغلاق، بسبب ارتفاع فواتير الطاقة، فى وقت لا تقدم فيه الحكومة الدعم الكافى لهذا القطاع على حد تعبيرها، وأضافت أن الأطباء الألمان لا يخفون قلقهم العميق من تداعيات أزمة الطاقة فى أوروبا وانقطاع إمدادات الكهرباء والغاز. وفقًا لجمعية مستشفيات برلين، فإن تأثير الأزمة لا يتوقف عند وتيرة العمل المعتادة، بل يؤثر حتى على صحة المرضى، وتحذر الجمعية من أن نسبة كبيرة من مستشفياتها تواجه احتمال إغلاقها خلال الفترة المقبلة، بسبب ارتفاع فواتير الطاقة من جهة، وعدم قدرتها على تحمل الارتفاع بالنسبة للمرضى من جهة أخرى. والشىء الأخطر كما يقول الأطباء أن إجراءات توفير الطاقة لا تنطبق على القطاع الصحى الذى لا يستطيع إطفاء الأنوار أو خفض درجات الحرارة خوفًا على صحة وسلامة المرضى. فرنسا فى ظلام وحذرت مسئولة فرنسية من أن أزمة الطاقة والغاز فى أوروبا خلال الشتاء المقبل ستكون أشد بكثير من الشتاء الحالى، مؤكدة أن الإمدادات ستظل محدودة فى السنوات المقبلة. وقالت رئيسة هيئة تنظيم الطاقة الفرنسية، إيمانويل وارغون، إن «ما هو واضح الآن فيما يتعلق بوضع إمدادات الغاز إلى أوروبا الشتاء المقبل سيكون أكثر صعوبة من هذا الشتاء». وأضافت، «سيكون من الضرورى الانتظار عدة سنوات قبل العودة إلى الوضع الطبيعى، بالفعل شتاء متوتر ينتظر فرنسا هذا العام». وتابعت وارغون، «على الرغم من أن فرنسا لا تستهلك الكثير من الغاز، على عكس أوروبا التى تستهلك الكثير، ونحن نستخدم الغاز للتدفئة والصناعة»، ورجحت وارغون أن التوترات بشأن إمدادات الغاز ستستمر. ونوهت إلى أن فرنسا ستتعامل مع إمدادات الغاز المحدودة هذا الشتاء، لكن يجب أن تستعد بعناية لموسم التدفئة 2023-2024. تسبب انقطاع فى التيار الكهربائى ليل الخميس بإغراق عدة أحياء فى جنوبباريس فى الظلام، وربطت شركة «إر تى إي» الفرنسية المشغلة لشبكة الكهرباء الانقطاع بخلل فنى فى أحد المحولات الكهربائية لشركة إينيديس للطاقة الكهربية. كما حذرت الشركة المشغلة لقطاع النقل فى العاصمة الفرنسية «إر.آ.تى.بي» من أن حركة وسائل المواصلات العامة ستضطرب بشكل كبير بسبب إضراب دعت إليه النقابات العمالية احتجاجًا على التضخم. ودعت إحدى هذه النقابات، وهى الكونفدرالية العامة للعمل «سى جى تي»، إلى إضراب عام يشمل جميع القطاعات، ولكن هذا لم يلق تجاوب النقابات الأخرى. مياه الصرف وبدأت بلدية باريس فى فرنسا تحويل مياه الصرف إلى مصدر طاقة يؤمّن التدفئة، فى تجربة نموذجية لتشغيل وحدات التدفئة فى 5 مبانٍ حكومية، على أمل تعميم استخدامها مستقبلًا. وبالقرب من ساحة كولونيل فابيان فى الدائرة العاشرة بالعاصمة الفرنسية، يسترعى نحو 10 عمال الانتباه بحركتهم النشطة ذهابًا وإيابًا بين الطريق وطبقتها السفلية، عبر غطاء فتحة المجارى، مرتدين بزات بيضاء ومجهزين بأحزمة أمان وقفازات وخوذات صلبة. وتعمل شركة «سوييز» التى رسا عليها عقد بقيمة 2 مليون يورو (نحو 2.1 مليون دولار) لتنفيذ الأشغال فى الموقع واستثماره، على تركيب مبادلين حراريين بطول 60 مترًا، يقع كل منهما على جانب من نقطة تجميع المياه، لتوفير 60 % من احتياجات التدفئة ل5 مبانِ عامة مجاورة، هى 3 مدارس وصالة ألعاب رياضية ومسبح للأطفال. وهذا المشروع ليس الأول على المستوى الوطنى، إذ تجرى بلديتا مدينتى بوردو ولوفالوا بيريه تجارب على هذا النظام منذ عقد، حتى إن المشروع الحالى فى باريس هو الثانى فى العاصمة لاستعادة الحرارة فى المجارى، وسبق أن طبق عام 2019 على مبنى البلدية فى الدائرة الحادية عشرة ومدرسة مجاورة لها. وتوفر مياه الصرف للمبنيين 30 % من استهلاكهما من الطاقة منذ ذلك الحين، بحسب البلدية المركزية. ومع أن «فى فرنسا كلها نحو 20 مشروعًا» من هذا النوع، توفّر العاصمة مكانًا يمكن فيه تطبيق هذه التقنية على نطاق واسع، إذ يبلغ طول شبكة المجارى تحت الأرض نحو 2600 كيلومتر، بحسب رئيس قسم مشاريع الطاقة المتجددة فى البلدية سيدريك ريبولو. اقتصاد بريطانيا فى خطر موجة جديدة من الإضرابات والمسيرات الاحتجاجية فى بريطانيا، من قبل الممرضين وعمال البريد والأساتذة الجامعيين، تشعلها أزمة مريرة فى تكلفة المعيشة ناجمة عن تنامى معدلات التضخم وتدهور الاقتصاد. وقالت صحيفة إندبندنت البريطانية، إن التضخم فى أسعار الغذاء ببريطانيا قد وصل إلى رقم قياسى جديد بنسبة 12.4 %، فى ظل توقعات بشتاء قاتم بشكل متزايد، مع قلق كثير من الناس من قدرتهم على تحمل تكلفة عشاء عيد الميلاد. وتواجه الأسر فى بريطانيا ارتفاعًا فى أسعار التسوق أعلى بنسبة 7.4 % عن نوفمبر العام الماضى، وارتفاعًا من 6.6 % فى أكتوبر. ويستعد العاملون فى قطاع التمريض فى بريطانيا للإضراب خلال يومى 15 و20 يسمبر الجارى، بسبب نزاع على الأجور مع الحكومة. وسيجرى الإضراب فى جميع أنحاء إنجلترا وأيرلندا الشمالية وويلز. ومن المتوقع أن يشارك نحو 100 ألف ممرض فى الإضراب، على أن يستمر تقديم خدمات الرعاية الطارئة. وأكد اتحاد «جى إم بي» المعنى بالممرضين والعاملين فى قطاع الصحة بالمملكة، يوم الثلاثاء، أنّ أكثر من 10 آلاف من عمال الإسعاف فى إنكلترا وويلز سيضربون حتى يوم 28 ديسمبر، بسبب مشكلات فى الأجور، وستشمل الإضرابات أيضًا المسعفين وموظفى غرفة التحكم وعمال الدعم. وأعلن اتحاد عمال البريد البريطانى بدء إضراب على مستوى البلاد قبل عيد الميلاد، خلال أيام 9، 11، 14، 15، 23، 24 ديسمبر الجارى. كما أعلن آلاف العمال العموميين المنتسبين إلى نقابة الخدمات العامة والتجارية عزمهم تنظيم إضراب يستمر ثمانية أيام بدايةً من 23 ديسمبر. ويشارك فى هذا الإضراب حرس الحدود العاملون فى مطارات برمنغهام، كارديف، جاتويك، هيثرو، مانشستر، بالإضافة إلى ميناء نيوهافن. وأعلنت نقابة العاملين فى قوة الحدود والجوازات البريطانية عن عزمها تنفيذ إضراب لمدة ثمانية أيام اعتبارًا من 23 ديسمبر الجارى فى المطارات الرئيسية (هيثرو) و(غاتويك) و(مانشستر) و(غلاسكو) إلى جانب عدد من المطارات الأخرى. وذكرت النقابة فى بيان صحفى أن الإضرابات عن العمل ستبدأ فى ال 23 وحتى ال 26 من الشهر الجارى ومن ال 28 وحتى ال 31 من الشهر ذاته، مشيرًا إلى أن مطالبها تتلخص فى «زيادة الأجور وتحسين الأمن الوظيفي». وأضاف البيان أن النقابة «اضطرت» إلى إعلان الإضراب بعد أن وصلت إلى «طريق مسدود» مع الحكومة التى رفضت زيادة أجور العاملين وأيضًا لتهديدها بتقليص الوظائف وتغيير بعض قواعد المعاشات التقاعدية. ويشتكى الموظفون من تراجع قدرتهم الشرائية بشكل كبير جراء ارتفاع التضخم الذى يعنى غلاء أسعار السلع والمواد الأساسية إلى جانب ارتفاع تكاليف الطاقة من كهرباء وغاز ووقود السيارات إلى مستويات لم تعرفها البلاد من قبل. وسبق لمكتب الإحصاء الوطنى البريطانى أن أكد فى تقرير نشره قبل أسبوعين أن أسعار المواد الغذائية سجلت زيادة سنوية بنحو 4ر16 فى المئة وبوتيرة لم تسجل منذ عام 1977. تعانى مئات الآلاف من الأسر فى بريطانيا من صعوبة توفير ثمن الوجبات الساخنة التى توفرها المدارس لطلابها مقابل 2.2 جنيه استرلينى يوميًا. ويتم تقديم وجبات الغداء المدرسية مجانًا لجميع الأطفال ابتداءً من سن الرابعة إلى حوالى سبع سنوات فى المملكة المتحدة، ولكن يتعين على معظم آباء الأطفال الأكبر سنًا دفع حوالى 2.20 جنيه استرلينى يوميًا إذا كانوا يرغبون أن يتناول أطفالهم وجبة مطبوخة.