غريب أوى موضوع الجواز ده يا جماعة، كل الناس بتبقى عايزة تتجوز وأول ما تتجوز أتوماتيكيًا بتتحول لناس إما بتشتكى أو متضايقة منه. وأكثر ما يدهشنى مش الشكوى فى حد ذاتها، الحقيقة مصدر دهشتى هو أن محدش متفاجئ بالنقطة دى، بمعنى أن لا أنت ولا أنتى أول واحد أو واحدة يتجوز فى تاريخ البشرية، إنت حد من ضمن مليارات البشر اللي مشيوا قبلك فى السكة دى. إذًا الطريق معروف مش مجهول ولا متمشاش فيه قبل كده، لا كله على عينك يا تاجر والموضوع اتولدنا لقينا شجرة العيلة كلها عارفاه بمشاكله بسلطاته ببابا غنوجه. عادة بتبقى الشكوى إما على عدم الاهتمام أو عدم التواجد أو أن الشخص اتغير عما كان عليه فى فترة الخطوبة أو عدم الوفاء. استوقفتنى نقطة عدم الوفاء بالذات ودفعنى الفضول إنيّ أشوف هل بقية الكائنات الحية عندها نفس الموضوع من عدم الوفاء للرفيق بتاعها ولا ده سلوك بشرى فقط.. اتجهت للحيوانات وبالدراسة والتمحيص عرفت أن أوفى الأزواج هو الثعلب.. متخيلين الثعلب المكار اللي عنده حيل وطرق مبتكرة عشان يصطاد فريسته وفى جدًا فى حياته الشخصية، وفى دراسات بتقول إن وفاؤه بعلاقاته بزوجته أكتر من وفاء الكلب لصاحبه، حيث يرتبط ذكر الثعلب بزوجته ويتزوج أنثى واحدة فقط ولما تموت بيفضل باقى حياته سينجل بدون جواز، فى حين زوجته مش وفية زيه وممكن تدور عن ذكر آخر للزواج بعد وفاة رفيقها. والمثال الثانى للوفاء هو الهدهد اللي لا بيتزوج غير مرة واحدة وبيقدم للعروسة بمنقاره مهر ورقة شجر أو دودة أو حشرة وهو فارد عُرفه الجميل، ولو وافقت على طلبه بتاخد المهر بمنقارها وساعتها بياخدها يوريها عش الزوجية اللي هوا بانيه وهوا بيبقى غالبًا حفرة فى جذع شجرة. يضرب المثل بطائر الهدهد فى الوفاء لزوجته زى الثعلب كده وعمره ما بياكل ولا يقترب من الطعام إلا معاها ولو غابت عنه يفضل يطير يدور عليها ولو ماتت كل ما يفتكرها بيقعد يصيح ويبكى ويروح للأماكن اللى كان بيطيروا فيها سوى ويسترجع الذكريات اللي جمعت بينهم وهو كمان لا يتزوج بعد وفاتها ويظل وفيًا لها حتى موتها. من النموذجين السابقين نقدر بكل ثقة نشوف أن الزوج سواء كان تعلب أو هدهد وفى جدًا لرفيقه فى حين فى حالة الإنسان عادى إننا نشوف خيانة وعدم الوفاء. ومن موقعى هذا أقدر أقول إن الحد المناسب اللي هيقدرك يا ست الكل وممكن تتجوزيه وأنت حاطة فى بطنك بطيخ صيفى هو التعلب أو الهدهد - بس بما أننا كبشر شايفين إن التعلب مكار والفكرة دى مترسخة فى عقولنا يبقى سيبك منه وتوكلى على الله واتجوزى هدهد.
