فى الوقت الذى يتدهور فيه الاقتصاد العالمى بسبب جائحة فيروس «كورونا»، الذى أدى إلى توقف بعض الشركات والصناعات، ومن بينها دُور السينما والمسارح، شركة واحدة - على الأقل - هى التى ازدهرت وسط هذا التوقف شبه التام، وهى «Netflix»، إذ أعلنت الشركة يوم الثلاثاء الماضى عن ارتفاع مذهل فى الاشتراكات خلال الربع الأول من عام 2020م.
ما يؤكد أن انتشار فيروس (COVID-19) يصب فى مصلحة «نتفليكس»، فقد اشترك نحو 15.8 مليون شخص حول العالم فى الخدمة الإلكترونية حتى مارس الماضى، من بينهم 2.3 مليون فى «الولاياتالمتحدة، وكندا»، و13.5 مليون مشترك من جميع أنحاء العالم. وهو أكثر من ضعف ما توقعه محللو «وول ستريت»، الذين توقعوا اشتراك 7.2 مليون شخص فقط، وبهذا يصل إجمالى المشتركين على «نتفليكس» قرابة 183 مليون مشترك، ما يجعلها واحدة من أكبر خدمات الترفيه فى العالم.
وقد عَلّق مسئولون تنفيذيون فى «نتفليكس» أنه خلال الشهرَين الأوليْن من الربع الأول لهذا العام، كانت نسبة نمو المشتركين مشابهة للعامَين الماضيَيْن، لكن ومع أوامر الإغلاق، والحَجْر فى العديد من البلاد، بدءًا من مارس الماضى، انضم عددٌ أكبر إلى المنصة.
أمّا إيرادات الشركة فى الربع الأول من العام؛ فقد بلغت 5.77 مليار دولار، مقارنة ب4.52 مليار دولار فى الفترة نفسها من العام الماضى، بينما وصلت أرباح الشركة فى الربع الأول من العام إلى 709 ملايين دولار، (أو 1.57 دولارًا للسهم)، مقارنة ب 344 مليون دولار، (أو 76 سنتًا للسهم)، فى الفترة نفسها من العام الماضى.
كما تم رصد أكثر من 29 مليون أسرة تتابع الموسم الثالث من مسلسل (Ozark) ، وهو دراما إجرامية من بطولة «جايسون بيتمان»، كما جذب برنامج الواقع (Love Is Blind) 30 مليون مُشاهد، لكن المفاجأة كانت سلسلة (Tiger King) الوثائقية، التى حققت بشعبية كبيرة؛ حيث شاهدها 64 مليون مشترك، أمّا فيلم (Spenser Confidential)، من بطولة «مارك والبيرج»، الذى عرض فى 6مارس الماضى على «نتفليكس»؛ فقد شاهده 83 مليون شخص. بذلك تمكنت «نتفليكس» من تحقيق نجاح ساحق فى الربع الأول من العام، مع وجود عدد كبير من الأفلام والمسلسلات المتنوعة، التى يمكن مشاهدتها على أى جهاز تقريبًا، كما أنها خدمة يحلم بها شخص عالق فى المنزل خلال فترة الحَجْر الصحى، أو العزل الذاتى الذى فُرض مؤخرًا على أغلب سكان الأرض.
وقد رأى المحللون الغربيون، أن انفجار قنبلة المشتركين الجُدُد يُعد تسارعًا غير متوقع فى هيمنة «نتفليكس»، بينما تواجه الأفلام السينمائية واقعًا قاتمًا، مع إغلاق دُور السينما وتأجيل الاستوديوهات الكبرى عرض وتصوير أفلامها.
وفى المقابل، لا تواجه «نتفليكس» هذه المشكلة، إذ أوضحت الشركة، أنه رُغم توقُّف إنتاجها مؤقتًا؛ فإنها تستفيد من مجموعة كبيرة من الأعمال التى كانت كاملة وجاهزة للعرض، أو فى مرحلة ما بعد الإنتاج. لذا، سوف تستمر الشبكة فى تقديم مجموعة متنوعة من الأعمال الجديدة طوال عامَى 2020 و2021م.
ومع ذلك، توقعت الشركة أن تتباطأ من جديد فى الربع الثانى من العام الجارى، الذى ينتهى فى شهر يونيو المقبل. إذ توقعت الشركة زيادة 7.5 مليون مشترك جديد فقط، ونحو 6 مليارات دولار فى المبيعات، و820 مليون دولار فى الأرباح، وذلك مع انتهاء الحَجْر المنزلى، ويأتى هذا الإعلان فى الوقت الذى بدأت به «نتفليكس» فى مواجهة عدد كبير من المنافسين مثل «Disney Plus» التى انطلقت فى نوفمبر الماضى، وحققت بالفعل أكثر من 50 مليون مشترك حتى الآن، كما أطلقت «NBC Universal»، «Peacock» الأسبوع الماضى لأكثر من 15 مليون عميل لها، قبل إتاحتها على نطاق واسع للجميع فى هذا الصيف، كما أعلنت «AT & T» يوم الثلاثاء الماضى أن «HBO Max»، سيتم طرحها فى 27 مايو المقبل. ولكن، حتى الآن تتفوق «نتفليكس» بكثير على منافسيها، وفقًا لشركة «HarrisX»، وهى شركة أبحاث، متخصصة فى الاستطلاع عبر الإنترنت، وتحليلات البيانات. إذ أكدت أن «نتفليكس» استحوذت على 72 % من وقت البث فى المنازل.
