رغم الغموض الذي يسيطر حتي الآن علي عملية هروب عناصر خلية حزب الله الإرهابية وحماس من السجون المصرية، حصلت «روزاليوسف» علي التفاصيل الكاملة لعملية الهروب من سجن المرج وزارت موفدتنا الزنازين التي كان يسجن بها أكثر من 25 مسجونا، ورجح أحد المصادر الأمنية أن الهروب تم بالتنسيق مع عناصر بعضها غير مصري ممن لديهم اتصالات بعناصر حماس وارتبطوا بعمليات تهريب مختلفة. وتفيد المعلومات التي حصلنا عليها إلي أن التعاون بين هذه العناصر مكن مقتحمي السجن من التسلل عبر الحدود من غزة إلي سيناء من الأنفاق، وركبوا سيارات بنمر مصرية وأمامهم موتوسيكلات سائقوها مسلحون وملثمون، وقطعوا الطريق الدولي مارين بمحافظات حلوان والشرقية والفيوم للانقضاض علي السجون. وتأكد أن هؤلاء الملثمين غير مصريين، وكانوا قد حاولوا إخفاء الهدف الحقيقي لعمليتهم بإطلاق سراح المسجونين السياسيين ثم هربوا المتهمين في قضايا جنائية، وهذا ما أكده بعض المساجين بسجن المرج الذين تم تهريبهم ثم عادوا للسجن مرة أخري، حيث قال أحدهم لروزاليوسف ويدعي أحمد فتحي 42 عاما المحكوم عليه ب 15 عاماً سجناً مشدداً في قضية مخدرات، أنا فوجئت يوم الأحد 30 يناير الماضي في حوالي الساعة الواحدة ظهرا بدخول أشخاص ملثمين علينا في الزنزانة بعد كسرهم الباب وأشهروا في وجهنا سلاحا ناريا وأجبرونا علي ترك السجن وقالوا لنا اللي مش حيخرج حنقتله وكانت لهجتهم غير مصرية قريبة من اللهجة الشامية وكان معهم عربات تنتظرهم خارج السجن أخذوا كل مجموعة منا داخل عربية وتركونا في أقرب مكان لبلدتنا وأعطوني أنا ومجموعتي 80 جنيها ليذهب كل واحد منا إلي أسرته. --- السجين ميلاد نصري وهو لبناني الجنسية خلال زيارتنا للسجن قال لنا: أن يوم الحادث حدث هرج ومرج في السجن بعدما سمعنا أصوات طلقات نار وأصوات تكسير في السجون، وأضاف «نصري» المحكوم عليه بالمؤبد في قضية تجارة مخدرات.. علمنا أن أشخاصاً مجهولين قاموا بكسر العنابر الخاصة بالمتهمين السياسيين من حزب الله وحماس وقاموا بتهريبهم وبعد ذلك فوجئنا باقتحام عنابرنا وإرغام الملثمين لنا بالخروج، ولكنني أصررت علي البقاء ولماذا أهرب ولم يبق لي من فترة العقوبة سوي شهور، وعندما لم أنصع لأوامرهم وضعوا سكينا علي رقبتي لتهديدي بالقتل، وفي تلك اللحظة دخل الجيش السجن ففروا هاربين. وأكد الرائد محمد باسم رئيس مباحث سجن المرج أن هؤلاء الملثمين كانوا يرتدون ملابس الميليشيات وعندما فحصنا فوارغ الطلقات وجدنا لونها أخضر وهذا النوع من الرصاص يستخدمه فقط الإسرائيليون وأعضاء حماس وحزب الله لأن الرصاص المصري لونه أصفر، وهذا يؤكد أنهم عناصر غير مصرية وكان هدفهم الأساسي تهريب أعضاء حزب الله والذين كنا نضعهم في عنابر خاصة بهم بعيدة عن المساجين الآخرين، فكان عددهم 22 فردا ووضعنا كل ثلاثة منهم في غرفة منهم لبناني واحد وهو سامي شهاب و7 فلسطينيين وواحد سوداني والباقي مصريون وكانت لهم مواعيد زيارة خاصة وممنوع اختلاطهم بالمساجين الآخرين. أما مساجين حركة حماس فكانوا اثنين فقط هما أيمن نوفل وهو قائد الجناح العسكري لحركة حماس ومحمد هشام رئيس المخابرات الحربية، وكانا في عنبر واحد مع بعضهما وممنوع اختلاطهما مع أحد من المساجين الآخرين، وكنا نعتبرهما أكثر خطورة من أعضاء حزب الله لذلك كنا نضع عليهما حراسة خاصة ومشددة، أما غير ذلك فكانا يمارسان حياتهما الطبيعية بشكل عادي. وأضاف باسم أن هولاء الملثمين أرادوا التعتيم علي مقصدهم الأساسي وهو تهريبهم للمساجين السياسيين وذلك بتهريبهم المساجين الجنائيين، ولكن طبعا ذلك لم يفلح لأن مقصدهم كان واضحا مثل الشمس، كما أن هذا الاقتحام وإن دل يدل علي أنه تم وفق خطة مرسومة ومنظمة بصورة جيدة. --- وتفيد المعلومات أن عملية الاقتحام التي سبقت التهريب استغرقت أكثر من 3 ساعات حتي نفدت ذخيرة القوة المؤمنة للسجن، ودخلت ميليشيات الملثمين غير المصريين علي لودارات من أربعة جوانب فانسحبت القوة المؤمنة وإدارة السجن، وكانت هذه المحاولة الثانية لدخول السجن حيث سبق وحاولوا قبلها ب 24 ساعة وفشلوا في اقتحامه بإطلاق النيران الكثيفة علي أسوار السجن، ودخلوا إلي زنازين حزب الله وحماس وحطموا الحوائط المجاورة للأبواب بالمطارق وهربوا من أعلي الباب أعضاء خلية حزب الله في حوالي نصف ساعة، وهربوا بعد ذلك المساجين الجنائيين للتعتيم علي جريمتهم، وفي صفقة غالية جدا تم تهريب عناصر حزب الله وحماس عبر الأنفاق، وكان أول الواصلين «نوفل» الذي احتفلت به الفضائيات في أحضان أهله بعد هروبه بساعات.