وزيرة التنمية المحلية تقوم بجولة للتعرف على الموظفين والعاملين بالإدارات المختلفة وتعقد سلسلة من الاجتماعات مع قيادات الوزارة.. صور    17 مجمعاً صناعياً تمت إضافتها في 15 محافظةً بإجمالي 5046 وحدةً صناعيةً.. نائب رئيس الوزراء لشؤون الصناعة يوجه بإعادة هيكلة القطاع    تفاصيل اجتماع البنك المركزي الأوروبي اليوم .. مفاجأة بشأن سعر الفائدة    باحث سياسي ل"القاهرة الإخبارية": إسرائيل فى حالة فوضى تزداد بمرور الوقت    الرياضية السعودية: الخلود في مفاوضات جادة مع النني    نتيجة الدبلومات الفنية 2024 بالأقصر    ضبط عنصر إجرامي بحوزته كمية من المخدرات في الأقصر    تامر حسنى يحيي حفل مهرجان العلمين يوم الجمعة 26 يوليو    غدا، انطلاق الدورة الأولى لمهرجان الإسكندرية الخضراء    نتنياهو يبلغ بايدن بقراره إرسال وفد لمواصلة المفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن    الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم..آداب يوم الجمعة    ماذا نفعل لاستقبال للعام الهجرى الجديد؟.. خالد الجندى يوضح ب"لعلهم يفقهون"    تنتهي في هذا الموعد.. وزير الصحة يزف بشرى للمرضى حول أزمة نقص الأدوية    إصابة 7 عمال في حادث تصادم أعلى محور شريف إسماعيل    رابط التقديم للصف الأول الثانوي 2025 بالقاهرة.. ما الشروط والمواعيد؟    الرئيس ينيب محافظ القاهرة لحضور احتفال وزارة الأوقاف بالعام الهجري الجديد    مستأنف التجمع الخامس تقضى بحبس المتهم بقتل طبيبة دهسا مع وقف التنفيذ    تدشين خط جديد ل(مواصلات مصر) بأكتوبر الجديدة الإثنين المقبل    مبابى قبل قمة البرتغال ضد فرنسا: رونالدو لن يتكرر وأتمنى أن يخيب أمله غدا    «التاجوري» رئيسا لمجلس إدارة غرفة المنشآت والمطاعم السياحية 2024    بن غفير يرفض إغلاق السجن المؤقت "سديه تيمان" المخصص لمعتقلى غزة    والدة المخرج محمد سامي توجه رسالة لابنها بشأن برنامجه "بيت السعد"    هل تنتهي بالاعتذار؟ محاولات في الأهلي لاحتواء أزمة كهربا وكولر وديًا    أول تصريح لمحافظ السويس: «وقت إضافي للعمل» لتحسين الخدمات للمواطنين    خالد الجندي: أهل الجاهلية كان عندهم أخلاق -(فيديو)    نائب وزير الكهرباء: تنفيذ 50% من مشروع الربط المصري السعودي    عمل مستمر.. ملفات مهمة أمام وزير الصحة (فيديو)    محمد أنور يشاهد فيلم «جوازة توكسيك» مع الجمهور.. تعرف على الموعد    بعد تصدره التريند.. كل ما تريد معرفته عن توفيق عبد الحميد    يميل إلى الإنفاق على التسلية والترفيه.. توقعات برج الدلو في شهر يوليو 2024    بدء الصمت الانتخابي اليوم تمهيدا لجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية    بالصور..محافظ البحيرة الجديد: هذه الملفات على رأس أولوياتي    محافظ قنا يؤكد أهمية الإعلام في التعريف بالمشروعات القومية    من بينهم رونالدو ومبابي وبيلينجهام.. 39 لاعبًا مهددون في ربع نهائي يورو 2024    المكتب الإعلامي بغزة يحذر من مخاطر توقف المولدات بمجمع ناصر    الري تفتح باب التقديم في مسابقة الأبحاث العلمية بأسبوع القاهرة للمياه    أول اجتماع بعد تجديد الثقة، أشرف صبحي يتابع استعدادات إطلاق "صيف شبابنا"    السيسي يمنح رئيسي مجلس الدولة وهيئة النيابة الإدارية السابقين وسام الجمهورية من الطبقة الأولى    أردوغان يحذر خلال لقاء مع نظيره الصيني من امتداد الصراع بالمنطقة    جدول امتحانات الدور الثاني للعام الدراسي 2023-2024 بمحافظة القاهرة    خطوات اضافة المواليد في بطاقة التموين 2024    جداول امتحانات الدور الثاني لصفوف النقل والشهادة الإعدادية بالقاهرة    "جهار": مشروع "مؤشر مصر الصحي" يستهدف قياس أثر تطبيق معايير الجودة على الخدمات    الخشت: أسامة الأزهري سيكون خير سفير للإسلام السمح    وزارة الأوقاف تحتفل بالعام الهجري الجديد 1446ه بالسيدة زينب مساء السبت    أمريكا تخصص حزمة مساعدات عسكرية جديدة لدعم أوكرانيا ب 150 مليون دولار    وزير الأوقاف يتلقى اتصالا هاتفيا من وزير الشئون الإسلامية بدولة إندونيسيا    مانشستر يونايتد يمدد تعاقد تين هاج    تقرير مغربي: اتفاق شبه نهائي.. يحيى عطية الله سينتقل إلى الأهلي    «السبكي» يشارك في احتفالية الهيئة العامة للتأمين الصحي لمرور 60 عامًا على إنشائها    أمين الفتوى: لا ترموا كل ما يحدث لكم على السحر والحسد    تحرير 35 ألف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    أستاذ جراحة تجميل: التعرض لأشعة الشمس 10 دقائق يوميا يقوي عظام الأطفال    البيت الأبيض: هدف باريس وواشنطن حل الصراع عبر الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل دبلوماسيًا    مباحث العمرانية تضبط عاطلين بحوزتهما 5 كيلو حشيش    العكلوك: الاحتلال يستهدف التوسع الاستيطاني وتقويض صلاحيات الحكومة الفلسطينية    "رغم سنه الكبير".. مخطط أحمال بيراميدز يكشف ما يفعله عبدالله السعيد في التدريب    أول رد سمي من موردن سبوت بشأن انتقال «نجويم» ل الزمالك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأيادى المصرية البيضاء على القارة السمراء

بعد أيام قليلة، تنتهى مدة رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى على أن تتسلمها جنوب إفريقيا، خلال أعمال القمة العادية فى دورتها الثالثة والثلاثين المقرر إقامتها فى أديس أبابا بإثيوبيا فى 9 و10 فبراير المقبل، ولم تكن رئاسة مصر للاتحاد حدثا عاديا بل كانت رئاسة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، فالمحللون يؤكدون أن مصر بذلت جهدا يفوق طاقة أى دبلوماسية أخرى خلال فترة رئاستها للاتحاد، وهو ما انعكس فى الطفرة الواضحة التى شهدتها العلاقات الإفريقية بالدول الكبرى وتدل عليها مجموعة القمم التى عقدت، وآخرها قمة الاستثمار البريطانية - الإفريقية، ومن قبلها القمة الإفريقية- الروسية، والقمة الإفريقية- اليابانية «تيكاد 7» والقمة الصينية - الإفريقية، وجميعها تشير إلى أن القاهرة مثلت حلقة الوصل بين القارة السمراء ببقية دول العالم الكبرى.
التقرير الصادر عن الهيئة العامة للاستعلامات يسلط الضوء على الإنجازات التى تحققت خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، بدءا من الإنجازات الاقتصادية الكبيرة وأهمها اطلاق المرحلة التشغيلية لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية، ومرورا بالإنجازات الأمنية والسياسية، وأبرزها مبادرة «إسكات البنادق» التى طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسى وحازت اهتماما سياسيا وإعلاميا دوليا كبيرًا وحصلت على تأييد مجلس الأمن بالاجماع ومساندة كل الدول الإفريقية، وصولا إلى الانجازات الرياضية والاجتماعية والشبابية والصحية والتى تحققت بشكل احترافى شهد له الجميع.

إنشاء منطقة تجارة حرة إفريقية
كان أهم ما حققته الرئاسة المصرية للاتحاد هو دخول اتفاق التجارة الحرة القارية حيز النفاذ، حيث شهدت القمة الاستثنائية الإفريقية بالنيجر فى يوليو الماضى، إطلاق المرحلة التشغيلية لمنطقة التجارة الحرة الأفريقية، التى وقعت عليها 54 دولة، وتجسد واحدة من أكبر مناطق التجارة الحرة منذ تدشين منظمة التجارة العالمية، وتهدف الاتفاقية لإزالة الحواجز الجمركية تدريجيا بين دول القارة وبالتالى خلق سوق قارية لجميع السلع والخدمات داخل القارة تضم أكثر من مليار نسمة ويفوق حجم الناتج المحلى الإجمالى لها على 3 تريليونات دولار، مما يؤدى إلى إنشاء الاتحاد الجمركى الإفريقى وتطبيق التعريفة الجمركية الموحدة تجاه واردات القارة من الخارج، وتحقق هذه الخطوة انسيابا فى حركة التجارة وجذبا للاستثمارات الأجنبية، وتفتح أسواق 37 دولة أمام الصادرات المصرية خاصة من دول غرب إفريقيا.

جذب الاستثمارات للقارة

تحفيزا لجذب الاستثمار الاجنبى للقارة قرر الرئيس السيسى، خلال منتدى إفريقيا فى ديسمبر 2018 وقبل تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى بثلاثة أشهر، إنشاء صندوق ضمان مخاطر الاستثمار فى إفريقيا بهدف توفير ضمانات للمستثمرين بشأن المخاطر السياسية والاقتصادية والتى تعد أكبر عائق للاستثمار بالقارة وتخفيض أسعار الاقتراض لدول القارة. وخلال استضافة مصر لفعاليات منتدى إفريقيا 2019، فى نوفمبر الماضى بالعاصمة الإدارية الجديدة والذى شارك فيه عدد من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية، فضلا عن 200 من رجال الأعمال والمستثمرين من جميع أنحاء العالم تم توقيع 13 مذكرة تفاهم واتفاقية بقيمة استثمارات تصل ل3 مليارات دولار وفقا لتصريحات سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى السابقة. التقرير السنوى الصادر عن الحكومة أكد أن الفترة من يوليو 2018 ليونيو 2019 شهدت مضاعفة أنشطة الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية فى إفريقيا، وبلغت نسبة زيادة المستفيدين من الكوادر الإفريقية 61 %، فضلا عن ارتفاع قيمة المنح والمساعدات بنسبة 113 % عن النصف الأول من العام، والتى بلغت 27.9 مليون جنيه، وأنشات مصر 8 مزارع نموذجية من إجمالى 22 مزرعة تهدف وزراة الزراعة الانتهاء من انجازها بنهاية عام 2020، كما خصصت وزارة الزراعة 35 مليون جنيه من موازنتها العامة وبصورة سنوية؛ لتنمية مشروعاتها فى إفريقيا، كما تم افتتاح المرحلة الأولى من محطة توليد الطاقة الشمسية بالمزرعة المصرية التنزانية المشتركة، ومتابعة تنفيذ سد «ستيجلر جورج» بتنزانيا.

توصيل الكهرباء ل600 مليون إفريقى

عملت مصر على دعم جهود الدول الإفريقية لتوليد الطاقة النظيفة وفق مبادرة تهدف إلى توليد 10 جيجاوات من مشروعات الطاقة المتجددة بحلول هذا العام 2020، وزيادة هذه القدرات لتصل إلى 300 جيجاوات بحلول عام 2030، كما تعاون الاتحاد الإفريقى مع الصين بداية من أبريل 2019، فى حل مشكلة الطاقة والكهرباء لأكثر من 600 مليون إفريقى يعيشون فى الظلام, وفى مجال النقل تعمل القاهرة على إنشاء الطريق البرى «القاهرة - كيب تاون» وهو أطول مشروع لربط دول شمال إفريقيا بالجنوب بطول 11 ألف كم، ويمر ب9 دول من شمال القارة، ويمكن المستثمرين من نقل بضائعهم لأى دولة من الدول التى يمر بها الطريق فى مدة لاتزيد على 4 أيام، على عكس البحر الذى يستغرق شهورا، فضلا عن خطط الربط الملاحى «الربط بين بحيرة فكتوريا والبحر المتوسط»، الذى يستهدف عمل نهضة إقليمية لدول حوض النيل، حيث يتضمن إنشاء مجارى نهرية وسكة حديد وطرق برية، فضلا عن توفير شبكات للإنترنت ومراكز لوجستية، مما سيساهم فى تنشيط حركة التجارة بين دول القارة.
مبادرة إسكات البنادق 2020

فى إطار دعم العلاقات مع دول القارة، أعادت الجولة الإفريقية التى أجراها الرئيس السيسى إلى كل من غينيا وكوت ديفوار والسنغال، أجواء الريادة المصرية للقارة الإفريقية، وقد تركزت مباحثات الرئيس فى الدول الثلاث حول قضيتين رئيسيتين: الأولى، هى مكافحة الإرهاب والتطرف، وتحقيق السلم والأمن والاستقرار فى إفريقيا، والثانية، هى التنمية وتعزيز التعاون التجارى والاستثمارى وفى مجال البنية التحتية بين مصر وهذه الدول، كما شرح الرئيس رؤية مصر لمكافحة الإرهاب، والتى تستند إلى التعامل مع تلك الظاهرة من جميع جوانبها بما فى ذلك الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والدينية، فضلا عن التصدى لآليات التمويل والدعم السياسى والإعلامى للجماعات الإرهابية. أعد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقى، المبادرة التى قدمها الرئيس السيسى، بعنوان مبادرة «إسكات البنادق»، خلال القمة الإفريقية بأديس أبابا فى فبراير 2019، والتى تضمنت آليات محددة لإنهاء النزاعات والحروب بالقارة السمراء بحلول عام 2020، وتستهدف التوصل إلى اتفاقات نهائية بين أطراف النزاعات بربوع القارة السمراء بوقف إطلاق النار، فضلا عن طرح مبادرات للحوار بين جميع الأطراف، وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاعات ومحاربة المجاعات، وفى نفس الشهر (فبراير 2019) أكد مجلس الامن الدولى على دعمة لمبادرة إسكات البنادق وأصدر القرار 2457 بالاجماع والذى رحب فيه بتصميم الاتحاد الإفريقى على تخليص أفريقيا من النزاعات.
إعادة الإعمار بعد النزاعات

وقع وزير الخارجية سامح شكرى، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى موسى فكى، فى ديسمبر اتفاقية استضافة مركز الاتحاد الأفريقى لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، والذى اقترحت مصر إنشاءه فى فبراير الماضى، وقال الرئيس السيسى عن المركز «نهدف إلى أن يكون المركز بمثابة منصة تنسيق جامعة وعقل مفكر يعكف على إعداد برامج مخصصة للدول الخارجة من النزاعات، تراعى خصوصية كل دولة، وتحمى حقها فى ملكية مسار إعادة الإعمار والتنمية»، والمركز يختص بإعادة الإعمار والتنمية الإفريقية، وتحصين الدول الإفريقية الخارجة من النزاعات والصراعات ضد أخطار الانتكاس، إلى جانب بناء قُدرات مؤسسات الدول لأداء مهامها فى حماية أوطانها ترسيخا للاستقرار والسلام.

المشاركة فى حل الأزمة فى السودان وليبيا
أشاد الفريق ياسر عطا، رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكرى الانتقالى السودانى، بدور مصر فى حل الأزمة فى بلاده مؤكدا أن القاهرة لعبت دورا محوريا فى حل الأزمة، إذ استضافت فى أبريل 2019، قمة إفريقية مصغرة، بحضور 13 رئيسا ومسؤلا إفريقيا؛ لمناقشة تطورات الأوضاع بالسودان، وخلصت القمة إلى مد المهلة التى أمهلها الاتحاد الإفريقى للمجلس العسكرى السودانى من 15 يوما إلى ثلاثة أشهر قبل اسقاط عضويتها فى الاتحاد، وحضر مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء المصرى، فعاليات مؤتمر فرح السودان، الذى شهد توقيع المجلس العسكرى الانتقالى وقوى «إعلان الحرية والتغيير» على اتفاق نقل السلطة لحكومة مدنية. من ناحية أخرى سعت مصر إلى توحيد القوى الوطنية الليبية؛ للتوصل لحل سياسى للأزمة، كما رعت عدة جولات من المباحثات؛ للوساطة بين المشير خليفة حفتر وحكومة فايز السراج، وكان آخرها المشاركة فى مؤتمر برلين الأخير قبل أيام كما استضافت 80 نائبا ليبيا بدعوة من اللجنة الوطنية المعنية بليبيا؛ لتوحيد رؤى النواب الليبيين حول حل سياسى بقيادة البرلمان الليبى؛ لوضع حد للأزمة التى تمر بها البلاد.

بوابة القارة الإفريقية إلى العالم
لم يترك الرئيس عبدالفتاح السيسى محفلاً دوليًا إلا وشارك فيه ممثلا للقارة الإفريقية باعتبار مصر رئيس الاتحاد الإفريقى خلال عام 2019، فشارك فى أعمال الدورة ال55 لمؤتمر ميونخ للأمن بألمانيا، وطرح خلالها الرؤية المصرية لحل أزمات العالم العربى وتطوير التعاون الأوروبى الإفريقى، كما ناقش خلال المؤتمر أجندة إفريقيا 2063 وسبل التكامل والاندماج الاقتصادى الإقليمى وتعزيز التجارة البينية بالقارة. شارك الرئيس أيضا فى منتدى الحزام والطريق ببكين- الصين فى أبريل 2019، كما شارك فى القمة الصينية الأفريقية المصغرة على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا، والتى جمعت إلى جانبه كلاً من الرئيس الصينى «شى جين بينج»، ورئيس جنوب أفريقيا «سيريل رامافوزا»، والرئيس السنغالى «ماكى سال»، وسكرتير عام الأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش». تلبيةً لدعوة من رئيس الوزراء اليابانى الذى تتولى بلاده الرئاسة الحالية لمجموعة العشرين شاركت مصر فى قمة مجموعة العشرين فى أوساكا باليابان وعرض الرئيس أمام قادة 37 دولة حضروا القمة إلى جانب كبار المسئولين الدوليين، الرؤية المصرية فيما يخص الشراكة بين الجانبين والتحديات الحالية، وطالب بحق أفريقيا فى شراكة اقتصادية عادلة، مؤكدًا أن القارة الأفريقية مؤهلة لنقل التكنولوجيا واستقبال الاستثمارات خاصة فى مجال البنية التحتية.. فى أغسطس 2019 شارك الرئيس السيسى فى قمة السبع الكبرى بمدينة «بياريتز» الفرنسية، والتى ركز جدول أعمالها على مكافحة الإرهاب وتجديد الشراكة مع القارة الإفريقية على نحو يتسم بقدر كبير من الإنصاف، وخلال الشهر ذاته شارك فى «مؤتمر طوكيو الدولى السابع للتنمية فى أفريقيا» (تيكاد 7) الذى عقد فى أغسطس بمدينة «يوكوهاما»، تحت رئاسة مشتركة يابانية - مصرية، فى ضوء الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى، وكانت هذه القمة فرصة لتكثيف تبادل وجهات النظر بين البلدين فى هذا الإطار، فضلا عن أن «تيكاد» تعد إحدى أهم القمم والتجمعات من أجل التعاون فى تنمية وتطور القارة السمراء. وفى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر 2019 ركز السيسى على المبادرات الصحية المصرية التى يهدف لنشرها وتعميمها بإفريقيا، مثل تعميم مبادرة «مائة مليون صحة» بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وتطرق إلى رؤية مصر فى سبل مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن والسلم العالميين، كما تناول جدول أعمال الدورة موضوع «الشراكة الجديدة من أجل التنمية فى إفريقيا».. قبل نهاية أكتوبر الماضى، جاءت القمة الروسية الإفريقية والتى ترأس «السيسى» ونظيره الروسى فلاديمير بوتين أعمالها وناقش الجانبان خلالها قضايا تتعلق ب«التقنيات النووية فى خدمة تنمية القارة» و«المناجم الإفريقية فى خدمة شعوب إفريقيا»، فى نوفمبر جاءت القمة الألمانية الإفريقية والتى أنعقدت تحت عنوان “قمة الاستثمار مستقبل مشترك” بحضور الرئيس السيسى إلى جانب عدد من الرؤساء الأفارقة. قبل أيام انطلقت فى العاصمة البريطانية لندن أعمال قمة الاستثمار البريطانية الإفريقية بمشاركة 16 من قادة دول القارة السمراء، وبحضور الرئيس السيسى إضافة إلى ممثلى 6 دول إفريقية أخرى، بينهم رؤساء حكومات، وجاءت القمة بعد سنوات طويلة شهدت تراجعًا للدور البريطانى فى القارة السمراء، وسعت القمة لتكوين شراكات استثمارية مع الدول الإفريقية، وذلك نتيجة زيادة المملكة المتحدة لحدود الإنفاق وزيادة رغبتها الاستثمارية فى مصر ونيجيريا ورواندا.
كأس الأمم الإفريقية.. 2019

ولم يتوقف الدور المصرى فى إفريقيا عند الجوانب السياسية والاقتصادية بل امتد إلى الجوانب الرياضية، حيث اختيرت مصر لتنظيم البطولة الكروية الأهم داخل القارة، كأس الأمم الإفريقية لعام 2019، واستطاعت القاهرة تحقيق انجاز كبير خلال عام 2019، بتنظيمها أكبر بطولتين فى القارة الإفريقية للمنتخبات خلال وقت قياسى لم يتعد 4 أشهر وبشكل أبهر العالم بسبب الاحترافية والتنظيم الرائع، والحضور الجماهيرى الكبير فى مباريات البطولتين، كما كان نصيب إفريقيا فى منتديات شباب العالم 2019 نصيب الأسد.

إشادة كبيرة بتنامى الدور المصرى
فى إطار تقييم مدة رئاستها للاتحاد الإفريقى، أشاد خبراء بدور مصر فى دعم القضايا المتعلقة بالقارة السمراء، مؤكدين على نجاح استراتيجية الرئيس السيسى فى إعادة مكانة مصر وريادتها إلى وضعها الطبيعى خلال فترة رئاسة الاتحاد، وقال د.طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن القاهرة تحركت فى دوائرها التقليدية وغير التقليدية على مدار عدة أعوام بكفاءة، وأضاف: نجحت مصر فى تقديم إفريقيا للعالم كخريطة جاذبة للاستثمار والتنمية، حيث قامت ببناء خريطة سياسية واستراتيجية واقتصادية كبيرة للقارة ونجحت فى هذا بجدارة. كما أشاد د. فهمى بمشاركة الرئيس السيسى فى حل وتحليل الصراعات فى إفريقيا وفى تقديم رؤية، خاصة فيما يعرف بمؤسسات الاتحاد الإفريقى، وتابع: أرى أن ما تم إنجازه خلال عام كامل يجعلنا نفكر فى كيفية ملء الفراغ قبل أن تسلم مصر رئاسة الاتحاد لدولة جنوب إفريقيا وفى إطار ذلك لا بد أن نستحدث أدوات وآليات تأثير كبيرة تعوض ذلك، وأفضل أن يكون من خلال الحوارات المشتركة مع المؤسسات الإفريقية الرسمية وغير الرسمية. واستطرد فهمي: يتوجب علينا ايضا فى أطار محاولة استحداث آليات تأثير جديدة فى إفريقيا بعد الخروج من الاتحاد الإفريقى الاستمرار فى تبنى المشروعات الكبيرة فى إفريقيا كريادة الأعمال والابتكار، وإلا نغيب عن الرؤى السياسية الأخرى المطروحة فى الإقليم الإفريقى وغيره. وأكد الباحث السياسى، احمد العنانى عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن مصر تستحق لقب سيدة القارة السمراء بعد عام كامل من المبادرات الداعمة لقضايا القارة والتحركات التى أدت إلى طفرة كبيرة فى علاقات القارة بالدول الكبرى، لافتا إلى ذكاء الدبلوماسية المصرية فى وضع قضايا القارة على اجندة قادة العالم. و يرى العنانى أن فترة رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى حققت لها الكثير من المكاسب السياسية القوية التى تستطيع مصر من خلالها أن يكون لها صوت مسموع داخل الاتحاد الإفريقى، موضحا أن قادة إفريقيا أصبحوا ينظرون إلى مصر بشكل مختلف عن العقود السابقة، حيث أعادت مصر الثقة من جديد فى دورها وتأثيرها فى محيطها الإفريقى, وأشار إلى أن مصر تعاملت بذكاء شديد مع القضايا المتعلقة بالملف الاقتصادى، موضحا أن تحركات مصر فى هذا الإطار كان لها نتائج إيجابية كبرى تمثلت فى سعى القوى الاقتصادية الكبرى فى العالم لتعزيز شراكاتها الاقتصادية مع إفريقيا فى المجال التجارى، وخاصة عقب إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية. واعتبر العنانى أن من أهم المكاسب أيضا هو جذب الشباب الإفريقى ومحاولات التقريب الذى انتهجها الرئيس السيسى من خلال منتديات الشباب التى ساهمت فى جذب الكثير من الشباب الإفريقى إلى مصر والارتباط بها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.