كتب: عبدالعزيز النحاس «نحن جيل جديد من الشباب، نؤمن بأننا جزء من نسيج المجتمع المصرى المدرك لمسؤولياته تجاه وطنه».. كانت تلك الكلمات جزءًا من البيان التأسيسى لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين فى أبريل 2018، عقب دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتشكيل لجنة من الأحزاب السياسية للتواصل مع السلطة التنفيذية، داعيًا جميع القوى إلى وحدة الصف والتعاون فيما بينهم لإعادة الروح للحياة السياسية مرة أخرى. وتهدف «التنسيقية» إلى فتح قنوات اتصال مباشرة مع الدولة ومؤسساتها، وذلك من أجل تحمُّل المسئولية الوطنية، وإيصال أصوات الشباب لتكون لهم بصمة فى صنع القرار السياسى، والعمل على تحقيق التكامل والتلاحم بين شباب الأحزاب والسياسيين وترسيخ تجربة جديدة فى ممارسة العمل العام بهدف التكاتف خلف مشروع وطنى. الدكتورة شيماء عبدالإله، المتحدث الرسمى باسم تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين أكدت أن التنسيقية أدت دورًا فاعلًا فى الحياة السياسية خلال الفترة الماضية من خلال مشاركتها فى المؤتمر الوطنى للشباب فى نسخته الخامسة والسادسة والسابعة، ومنتدى شباب العالم فى نوفمبر 2018، وملتقى الشباب العربى والأفريقى فى مارس 2019، ومشاركتها فى الحوار المجتمعى حول التعديلات الدستورية، وكذلك قانون الجمعيات الأهلية، وغيرها من الفعاليات التى تساهم فى التوعية السياسية للشباب. وأضافت «عبدالإله» فى تصريحات ل«روزاليوسف»، أن مؤتمر الشباب الأخير الذى عُقد بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، شهد مشاركة ممثلين عن التنسيقية بصورة فعالة، فى جلستى نموذج محاكاة الدولة المصرية، وإطلاق مبادرة التحول الرقمى، فى تجربة أشاد بها جميع المحللين. وأشارت متحدثة التنسيقية، إلى أن تنمية الحياة السياسية هدفهم الأسمى، وأن الاصطفاف خلف الوطن سر نجاحهم فى الفترة الماضية، فبالرغم من اختلاف الأيديولوجيا والأفكار والتوجهات السياسية، فإننا استطعنا الجلوس على طاولة حوار واحدة للنقاش حول كافة الموضوعات، وهذا ما ظهرت نتائجه من خلال أوراق العمل التى شاركنا بها فى المؤتمرات والمنتديات، مضيفة بأن التنسيقية تضم ممثلى 25 حزبا من مختلف الأطياف، و11 من شباب السياسيين غير الحزبيين، وهناك الكثير من طلبات الانضمام المعروضة عليهم، وسيتم النظر فيها وفقا للقواعد والمعايير التى وضعها أعضاء التنسيقية . وأشارت إلى أن الأداء الجيد للتنسيقية، كان دافعًا قويًا لكل الأعضاء للاستمرار فى النجاحات لتنمية الحياة الحزبية والسياسية فى مصر، والتى كانت إحدى نتائجها مشاركتهم مع لجنة العفو الرئاسى فى قوائم العفو عن الشباب المحبوسين على ذمة قضايا الرأى، وكذلك مدرسة الكادر السياسى والتى تساهم بشكل كبير فى تأهيل الشباب سياسيًا، مؤكدة استمرارهم بالتعاون مع الأحزاب لإعداد كوادر شبابية جديدة قادرة على القيادة. من جانبه، قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن خطوة تدشين تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين جيدة ومبتكرة، وعبرت عن نفسها فى المؤتمر الوطنى للشباب فى نسخته السابعة، مؤكدًا أهمية دعمها لإعادة الحياة فى الأحزاب المصرية، موضحًا أن سبب نجاح هؤلاء الشباب أنهم ممثلون عن أحزابهم وليسوا قيادات، فعملوا بروح عالية لإثبات أنفسهم، وأنهم جيل واعد قادر على التأثير فى المستقبل. وأشار «فهمى» فى تصريحات لروزاليوسف، إلى أن التنسيقية تحتاج للتطوير والخروج من الإطار النظرى إلى آلية دائمة، ممثلة فى هيئة مستقلة « بيت خبرة حزبي»، يضم كافة الأفكار والاتجاهات فى التثقيف وإعداد الكوادر، هدفه التوجيه ونقل الخبرات للشباب، مناشدًا جميع الأحزاب بالانضمام لها بما فيها أحزاب اليسار والتيار الشعبى من أجل إثراء الحياة السياسية. وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أنه يجب إنشاء مراكز إعداد للقادة داخل جميع الأحزاب، خاصة وأن مصر مقبلة على العديد من الاستحقاقات الانتخابية، ومنها المحليات التى تحتاج لكوادر شبابية ذوى خبرات إدارية وسياسية، مؤكدا على أن هؤلاء الشباب من سيساهموا فى تقوية أحزابهم، وإحداث حراك حزبى فى مصر.