استيقظ الشعب الإثيوبى قبل يومين على حادث غامض، عُثر خلاله على المدير التنفيذى لمشروع سد النهضة الإثيوبى، المهندس «سيميجنيو بيكيلى» مقتولاً داخل سيارته فى ميدان مسكال وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وهو نفس الميدان الذى تعرض فيه رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد لمحاولة اغتيال فاشلة قبل نهاية يونيو الماضى. «بيكيلى» الذى يطلق عليه الإثيوبيون والمختصون فى ملف مياه النيل «أبو السدود الإثيوبية»، لم يكن سد النهضة هو أول مشروع يرأسه، بل كان رئيسًا لمشروع سد «تيكيزى» على بحيرة تانا، وسدى «جليبل 1 و2»، كان قد ولد فى مدينة جوندر، شمال شرق إثيوبيا عام 1965. ورغم أن التحقيقات الأولية للشرطة أرجعت سبب الحادث إلى طلق نارى فى منطقة الرأس دون تحديد أى ملابسات أخرى تشير إلى طبيعة الشخص أو الجهة المتورطة فى عملية الاغتيال، فإن بعض أصابع الاتهام توجهت مباشرة إلى قومية التجراى التى ظلت مسيطرة على مفاصل الحكم فى الدولة طوال عقود، حتى جاء رئيس الوزراء الحالى إلى الحكم فى نهاية مارس الماضى. «سيميجنيو بيكيلى» ليس الوحيد بين مسئولى السد الذى تعرض للاغتيال فى ظروف غامضة، فقد سبقه «ديب كمارا» مدير شركة دانجوت للأسمنت، وهو ما دفع بعض المراقبين للقول إن فاتورة الإصلاح فى إثيوبيا ستكون باهظة وأكثر كلفة إذا استمرت الدولة العميقة فى عرقلة سير عجلة الإصلاح والترميم. منذ وصول آبى أحمد للسلطة فى أبريل الماضى وهو ينتهج نهجًا مغايرًا تمامًا لسالفه هيلى مريام ديسالين فى كثير من القضايا الداخلية والخارجية، لاسيما أنه مسلم وينتمى لقومية الأورومو التى قادت الاحتجاجات الواسعة بالبلاد ضد سياسات ديسالين، وفى أحد خطاباته قال آبى أحمد تعليقا على سد النهضة إن دوره السياسى أكبر كثيرًا من مردوده الاقتصادى.