تتعاون شركات الأجهزة الإلكترونية والاتصالات مع أجهزة الاستخبارات العالمية لتسهيل آليات وأدوات الحصول على المعلومات، وليس هناك غرابة أن تفعل شركة «أبل» العالمية ذلك عبر برامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعى ومنها تطبيق« -SIRI سيرى». وهناك أيضًا تطبيق «-Alexaإليكسا» التابع لشركة «أمازون»، وهما تطبيقان بحث بالصوت، ويعتمد عليهما أغلب مستخدمى الهواتف الذكية. برنامج «سيري»، بدأ كمشروع لوكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية الأمريكية «DARPA» وكان يدعى «كالو»، ويوضح هذا البرنامج كيف سعى الجيش الأمريكى لتطوير واستخدام الذكاء الاصطناعى، عندما قرر «البنتاجون» بالتعاون مع شركتين ناشئتين فى «وادى سيليكون»، إجراء هذا المشروع أعلن حينها أنه يجرى تطويرًا خارج توقعات الجمهور، لأن المقصود منه مساعدة الجيش. وحذر مبرمجون، مستخدمى هذا البرنامج من قول معلومات حساسة عنهم، لأن البرنامج يحتفظ بالبيانات، وهو أمر لا بد أن يُؤخذ فى الاعتبار، وشددوا على ضرورة حذف بياناتهم أولًا بأول بعد إيقاف تشغيل «سيري» على جهازهم. يعد تطبيق «اليسكا» بديل «سيري» فى أجهزة الأندرويد، ووضع «جيف يزوس» الرئيس التنفيذى ل«اليكسا» 100 مليون دولار لصندوق البرنامج، لتوفير رأس المال لشركات تطوير التكنولوجيا، وتعد «إليكسا» أخطر من «سيري»، ففى 2013 تحدثت وثائق «ويكليكس» عن أن ال« CIA» تعاقد مع إليكسا بمبلغ 600 مليون دولار أو أكثر. بعد الفضيحة التى كشفتها وثائق «ويكليكس»، فكرت امرأة تُدعى «كووك» بسؤال برنامج إليكسا عن الأمر، وصورت الحديث الذى دار بينهما، ونشرته، فقالت كووك: «إليكسا؟»، أضيء الجهاز باللون الأزرق للإشارة إلى أنه يستمع، وسألته «هل تكذب على ؟». فرد: «أحاول دائما أن أقول الحقيقة، أنا لست دائمًا على حق، لكن لن أكذب عمدًا عليك أو على أى شخص آخر»، فسألته كووك: «ما هو ال CIA فرد الثاني: «وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية». ثم سألته مرة أخري: «هل أنتِ على اتصال بالوكالة»، وبدلاً من أن يرد، صدر صدى صوت، ثم رد بأنه لم يفهم السؤال، وكررت «كووك» سؤالها، فصدمت من رد فعل الجهاز، فتحولت حلقة الضوء الأزرق إلى اللون الرمادى، ثم صمت الجهاز. موقع شركة «أمازون» فور هذا الحادث قال إن ما حدث «خلل تقني»، كما تم تغيير رد «إليكسا»، ليكون رده على سؤال: «هل أنتِ متصل بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية»، ليصبح رده «لا، أنا أعمل تابعًا ل«أمازون»، وبحلول صيف 2014 نشر موقع «أمازون» أن «إليكسا» بدأت تخدم جميع الوكالات ال17 فى مجتمع الاستخبارات الأمريكى. كل هذا لم يكن كافيًا، فظهر الاختراق عن طريق تطبيقات تحتوى على برمجيات «خبيثة»، فاخترقت برامج تجسس برمجة أندرويد، من خلال برامج إعلانية ضارة لأكثر من 500 تطبيق، تم تحميلها أكثر من 100 مليون مرة، فتعرض تطبيقات الهواتف، وخاصة التطبيقات المجانية، إعلانات عملائها من خلال شبكات الإعلانات الحالية، لتحقيق أرباح، ومن هنا تأتى الثغرة الخبيثة لنقل فيروسات خطرة فور النقر على تلك الإعلانات، ومن بينها على سبيل المثال، تطبيق التصوير الفوتوغرافى الذى يسمى «سيلفي-سيتي»، الذى تم تحميله أكثر من خمسة ملايين مرة، بالإضافة إلى تطبيق آخر يسمى «لاكى كاش»، والذى تم تحميله أكثر من مليون مرة، فكلاهما احتوى على برامج تجسسية ضارة. البرامج التجسسية لا تتوقف عند هذا النوع من التطبيقات، بل شملت لعب المراهقين، التى يتجاوز عدد تحميلها 50 مليون تحميل، وتطبيقات الطقس، وبرامج الصور، بعدد تحميل ما بين مليون إلى 5 ملايين تحميل، وتطبيق راديو الإنترنت أكثر من 500 مليون تحميل، والتطبيقات التعليمية، والصحية، واللياقة البدنية، والسفر، والرموز التعبيرية، وكلها تطبيقات احتوت على شبكة إعلانات لديها القدرة على تحويل أكثر من 100 مليون هاتف أندرويد إلى أجهزة تجسس ضارة، مما يعرض خصوصية المستخدمين وأرباب عملهم، وعائلاتهم للخطر.