ارتفع عدد ضحايا المركب المنكوبة برشيد من 202 إلى 203 ضحية حتى مساء الخميس وذلك بعد انتشال جثة معتز عبده المحمدى الأديب «15 سنة» من كفر الشيخ وتم التعرف عليه من قبل ذويه. أكد الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، أن قوات الإنقاذ البحرى تواصل عملياتها للبحث عن ضحايا جدد بمركب الهجرة غير الشرعية برشيد وأضاف، أن رئيس الوزراء شريف إسماعيل وجه الجهات التنفيذية بإجراء تمشيط شامل لسواحل المنطقة التى وقع فيها حادث المركب الغارق. كما نجح محافظ البحيرة ومساعدوه، فى إنقاذ قبطان اليخت الذى يستقله من الغرق أثناء إشرافه على انتشال جثث ضحايا مركب الهجرة غير الشرعية برشيد. وكان محافظ البحيرة قد استقل «يخت» للوصول إلى موقع مركب الهجرة غير الشرعية الغارق على مسافة 12 كيلو مترًا من ساحل رشيد، للإشراف على انتشال مركب رشيد المنكوبة، بمساعدة مركب عملاق تابع لإحدى شركات البترول عليها ونش 100 طن و10 غطاسين. وأثناء عودة اليخت تعطل بالمحافظ وتوقف فى عرض البحر الأبيض المتوسط على مسافة 10 كيلو مترات تقريبًا من ساحل رشيد. فقام القبطان بالنزول لتفقد الأمر فاكتشف دخول مياه إلى قاع المركب وتعطل الموتور تمامًا بسبب كثرة المياه، ثم سقط الموتور فى المياه بداخل المركب، وقام مساعده بسحبه بعد محاولات كثيرة، وأنقذه المحافظ من الغرق بعد أن فقد أنفاسه وتم نقله لمستشفى رشيد العام لتلقى العلاج. وقام عدد من الصيادين ببرج رشيد بسحب اليخت من مسافة 10 كيلو مترات داخل مياه البحر المتوسط إلى الشاطئ. وقال شريف أبواليزيد محامٍ برشيد إن هناك مراكب كبيرة ومجهزة تتقابل مع مراكب الهجرة غير الشرعية للمهاجرين فى عرض البحر بالقرب من حدود المياه الإقليمية للدول الأوروبية، وهنا تنتهى مهمة السماسرة المصريين حيث يوجد مراكب كبيرة بداخل المياه الدولية بها عصابات مافيا الإتجار بالأعضاء البشرية يشترون المهاجر خاصة صغار السن والشباب بمقابل الفرد 11 ألف دولار ثم يقومون برعايتهم صحيا للحصول على الأعضاء البشرية. مشيرا إلى أن هناك رحلتين سافرتا للهجرة غير الشرعية إحداهما غرقت والثانية وصلت لإيطاليا وأن أحد الأهالى استلم جثة ودفنها وفوجئ بنجله يتصل به. كشفت تحقيقات مباحث الأموال العامة برئاسة العقيد أحمد البنا بأن السماسرة المتهمين اعترفوا بتوزيع وجمع الشباب من عدة محافظات منها «6 أكتوبر، القاهرة، الشرقية، والغربية، والمنصورة، والصعيد، الفيوم، الإسكندرية، الغربية، الشرقية، دمياط، البحيرة» وأنهم بيقنعوا الشباب بالسفر وبيغروهم بمميزات العيشة فى أوروبا وأن تسعيرة الهجرة غير الشرعية بلغ سعرها 3 آلاف دولار للأجنبى و30 ألف جنيه للمصرى وأن السماسرة لجأوا لتقسيط المبالغ المتفق عليها بل وتأجيلها حتى التاكد من الوصول. وبأن رحلة الهجرة غير الشرعية ثانى مرحلة لها هى مرحلة النقل البرى عن طريق سيارة نقل أو أجرة تقلهم من أماكن تجمعهم إلى أقرب نقطة لمكان تخزينهم بالقرب من السواحل مقابل ألف جنيه ثم يأتى دور المخزنجى الذى يقوم بتخزين المهاجرين بداخل إحدى المزارع بالقرب من من سواحل البحر المتوسط، إما برشيد أو بإدكو مقابل 1000 جنية على الرأس ومنها الى أخطر مرحلة وهى مرحلة إلى البحر عبر مزارع الأسماك والأراضى المطلة على ساحل البحر المتوسط مقابل ألف جنيه على الفرد حتى يصل المهاجر للزورق على ساحل البحر المتوسط ومرحلة (الزورق) لنقل المهاجرين من على الشاطئ لتوصيلهم إلى المركب الكبيرة فى عرض البحر المتوسط ، ويتقاضون 1000 جنيه عن كل فرد. كما كشفت اعترفات المتهمين أن صاحب المركب يجنى ربحه عبر قيامه ببيع المركب بضعف ثمنه ليصل ثمنه من مليون الى مليون و500 ألف جنيه ووصل سعر بيع بالاتفاق مركب رشيد المنكوب من 700 ألف جنيه لمليون و400 ألف جنيه. وكشفت اعترافات المتهمين عن أشهر منصات الانطلاق للهجرة غير الشرعية فى مصر وهى منطقة برج رشيد بالبحيرة وبرج مغيزل بكفر الشيخ وعزبة البرج بدمياط. كما كشفت تحريات مباحث الأموال العامة بأن مالك مركب رشيد المنكوب اسمه «مركب الرزق على الله» مقيم برأس البر بدمياط وبأنه باعها بمليون و400 ألف جنيه لكل من «رمزى أبوناصر، ورضا على حميدة» ويقيمان فى الجزيرة الخضرة مطوبس كفر الشيخ، وطاقمها مقيم بالمطرية دقهلية. وكشفت التحريات أيضا قيام صاحبة مركب تدعى نعمة محمد عبده، ونجلها المدعو عطية الحبشي، من سماسرة الهجرة غير الشرعية ومقيمين بمحافظة كفر الشيخ بالاتفاق مع حوالى 100 فرد للمشاركة بالرحلة المنكوبة وأن المركب تحرك من دائرة قرية مسترو بين مركزى بلطيم ومطوبس بمحافظة كفر الشيخ، ووصل إلى قرية الجزيرة الخضراء لتحميل باقى المهاجرين وغرق فى عرض مياه البحر المتوسط على بعد 12 كم من سواحل رشيد حيث تمكنت بارجة من إحدى شركات البترول من انتشال المركب لاستخراج باقى الجثث وتم سحب المركب إلى ساحل بوغاز رشيد. وتمكن رجال مباحث البحيرةوكفر الشيخ والدقهلية بمشاركة مصلحة الأمن العام من القبض على 16 سمسارا من المتورطين فى حادث غرق المركب المنكوب بينهم صاحب المركب وطاقمه وبحوزة أحدهم مليون و120 ألف جنيه وأمر المستشار عبدالعزيز عليوة المحامى العام لنيابات شمال دمنهور بحبس المتهمين 15 يوما على ذمة التحقيقات. وانتقل المستشار عبدالعزيز عليوة المحامى العام لنيابات شمال دمنهور وبرفقته لجنة من النيابة وخبراء من الأدلة الجنائية إلى منطقة بوغاز رشيد، لمعاينة وفحص مركب الهجرة غير الشرعية لكشف ملابسات الحادث ومعرفة الأسباب الفنية لغرق المركب. وكشفت تحقيقات النيابة العامة برئاسة المستشار على حسن، رئيس نيابة دمنهور الكلية، بإشراف المستشار عبدالعزيز عليوة، المحامى العام لنيابات شمال دمنهور، مع صاحب مركب الموت المسمى «الرزق بإذن الله»، عن تورط 3 مراكب أخرى بنقل ضحايا الهجرة غير الشرعية للمركب المنكوب برشيد مقابل مبالغ مالية حصلوا عليها من أسر المجنى عليهم مقابل تسفيرهم لدول أوروبية بطرق غير شرعية عن طريق البحر. وقرر المستشار عبدالعزيز عليوة المحامى العام لنيابات شمال دمنهور حبس 24 متهما من المتورطين فى حادث غرق مركب رشيد المكنوب حيث وجهت لهم النيابة العامة تهم «الإتجار بالبشر، والقتل والإصابة الخطأ والنصب». وفوجئ اللواء علاء الدين شوقى مدير أمن البحيرة مساء يوم الخميس بعد الانتهاء من انتشال جميع جثث ضحايا مركب رشيد المنكوبة بقيام 16 شخصًا من أهالى الضحايا بالتقدمون ببلاغات رسمية تفيد بفقدانهم لأبنائهم بحادث مركب الهجرة غير الشرعية برشيد، وأضافوا أنهم بحثوا عنهم بين جثث الضحايا المتواجدين بمستشفيات البحيرةوالإسكندريةوكفر الشيخ ولم يجدوهم.
