مابين الحرب النفسية بين قوات التحالف العربي، ومعركة الأكاذيب التى تقودها ميليشيات الحوثيين المتمردين فى اليمن، سيطرت حالة من الرعب على البلاد خاصة فى مدينة تعز، وسط اتهامات لقوات التحالف بمنع وصول المساعدات الإنسانية، ومطالب السكان بالإسراع بوقف الحرب الأهلية، لإنهاء ما وصفوه ب «سنوات الجحيم». أعلنت قوات التحالف العربي، اقتراب ساعة الصفر، وقالت إن مسألة تحرير المدينة من المتمردين الحوثيين، مجرد مسألة وقت، المقاومة والجيش الوطنى يتقدمان فى أغلب الجبهات خاصة بعد حصولهما على دعم التحالف الذى تقوده السعودية، مشيرة إلى أن معركة تحرير تعز تعنى تحرير محافظتى إب والحديدة وحتى ذمار، ولهذا ترمى قوات الحوثى وصالح بكامل ثقلها فى تعز، وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد سمير الحاج وصول التعزيزات العسكرية إلى جبهتى جبل صبر والضباب فى محافظة تعز، شملت 01 ناقلات جنود ومدرعات حديثة، وشدد على أن وصول التعزيزات العسكرية يمثل خطوة أولى لفك الحصار عن تعز التى عانت على مدى أكثر من أشهر من حصار وقصف الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع على عبدالله صالح. فى المقابل قال محمد الفقيه القيادى فى حزب المؤتمر الذى يتزعمه الرئيس السابق عبدالله صالح إن ما تنشره قوات التحالف مجرد أكاذيب، فهم منذ 5 أشهر يقولون إنهم يسيطرون على تعز، فالسيطرة بتعز للجيش اليمنى وما يحدث الآن دمار شامل بكافة أنحاء تعز، الجيش اليمنى يسيطر على تعز بالكامل وأضاف أنه لا توجد قوات تحالف فى تعز والإماراتيون انسحبوا لم يتبق سوى العدوان السعودى الذى يجرى عمليات القصف الجوى ويقدم مساعدات عسكرية للمرتزقة الإخوان، والقاعدة هم من يحاربون الآن، وأوضح أن قوات التحالف تخشى دخول تعز، وفى مدينة عدن قوات التحالف لم تستطع السيطرة على المدينة فأرسلت قوات من السودان. وأضاف: أهالى تعز يعيشون وضعًا مأساويًا فهم لا يجدون حتى المأكل، وكيف يمنع الحوثيون دخول المساعدات وهم يقولون إنهم يسيطرون على تعز، فهم يكذبون ببلاهة ولا يحسنون الكذب فهذا دليل على عدم سيطرتهم على تعز كما يزعمون، وأن أهالى تعز يقفون مع الجيش وقوات الأمن وبدونهم لن يستطيعوا الصمود أمام الأسلحة الحديثة التى تستخدمها قوات التحالف، وعن أعداد الضحايا فى تعز قال إن أعداد الضحايا فى تزايد مستمر ويصعب التنبؤ بأعدادهم الحقيقية، وأنه رغم أن السعودية تقوم بإنزال الأسلحة من الجو لحلفائها الإخوان، إلا أن الإخوان يقومون ببيعها للجيش اليمني، وقوات الأمن التابعة لعبدالله صالح. وردا على سبب ذلك قال إنهم فى النهاية مجرد مرتزقة، ولو كانوا يصنعون ذلك من أجل اليمن فلما لم يحرروا المناطق التى سيطر عليها تنظيم داعش، موضحا أنه فى جامعة عدن يمنع اختلاط البنات بالشباب منذ سيطرتهم على عدن. وأكد أن المنتمين لتنظيم القاعدة المتواجد باليمن ينتمون لجميع الجنسيات، وأن الشعب اليمني، إذا أراد إخراج الحوثيين من اليمن فلن يستمروا فى اليمن ولا ساعة، والمواجهات فى صالح الشعب اليمني، لأنه متكاتف فى مواجهة العدوان فلم يحافظ على تواجد ذلك العدوان إلا العملاء الخائنون. وتابع أن اليمن لا أحد يستطيع التنبؤ بإلى أين ستتجه، لكننا نأمل أن تنجح محادثات الأممالمتحدة 2216 التى أعلنت قوات الأمن والحوثيون تأييدهم لها فى إنهاء تلك المواجهات. وقال سلطان مغلس المسئول الإعلامى بمحافظة تعز إن الوضع الحالى فى تعز عسكريا مل تهب جدا، أكثر من أى وقت مضي، لاسيما مع التجييش والحشد الكبيرين، الذى يحشده طرفا الصراع، موضحا أن الحوثيين مدعومون من قوات على عبدالله صالح، والطرف الآخر ما يسمى بفصائل المقاومة، مدعومة من قوات ما يسمى بالتحالف، خصوصا مع إعلان الأخير اقتراب ساعة الصفر، لانطلاق معاركها ضد قوات الحوثى التى تسيطر على جميع مداخل المدينة إضافة إلى نصف أجزاء المدينة. وأضاف أن هناك دعمًا وصل خلال الأيام القليلة الماضية ممثلاً ب10 مدرعات حديثة وذخائر وعربات أخرى قادمة من مدينة عدن عبر منطقة التربة، وصلت إلى منطقة الضباب، وهى الجهة الغربية لمدينة تعز تدور حاليا معارك عنيفة جدا بين المقاومة والحوثيين، وكل طرف يحشد كل قواته فى معارك هى الأعنف، وتابع: كما وصلت 4 مدرعات إلى وسط المدينة رغم الحصار الكامل المفروض على المدينة، من قبل الحوثيين من كل الاتجاهات إلا أنه تم إدخال هذه العربات عبر طريق فرعى من الاتجاه الجنوبى تحديدا من جبل صبر والمسراخ، ودخلت هذه المدرعات خط المعركة، خصوصا فى الجبهة الشرقية فى مناطق الجحملية والمجلية، حيث شنت قوات المقاومة هجوما عنيفا على مواقع الحوثيين فى هذه المناطق ولم تتمكن من التقدم بسبب حشد قوات الحوثى لقوات كبيرة فى هذا المكان. وقال صديق الداهيلى - أحد ساكنى مدينة تعز - إن أسوأ ما يواجهه أهالى تعز أن وسائل الإعلام الخليجية لقوات التحالف تروج بأن تعز استلمت أسلحة نوعية وذخائر ومدرعات ودبابات وصارت جاهزة لشن حرب ضروس، على الحوثيين، وأن ما يفصلنا عن ساعة الحسم ساعات، وأن على ضوء ذلك يعزز الحوثيون فى تعز جبهاتهم بمقاتلين وأسلحة نوعية أيضا وذخائر من دون حساب والنتيجة أن دعم المقاومة لم يرق إلى ما يروج له الإعلام فتزيد جبهة الحوثيين عدة وعتادًا وتزيد تعز وأبناؤها قتلاً ودمارًا وحصارًا وصمودًا أيضا. وأضاف: أما الطيران فمعظم أهدافه قصف المنازل والمؤسسات وأنا على قناعة تامة، أن تعز ستنتصر وليس بدعم خليجى منقوص، وأن الحرب فى هذه الأيام هى الأشد فى تعز والضحايا أغلبهم مدنيون بالعشرات يوميا، وأهالى تعز مستاؤن من الجميع فكلهم خذلوهم وقوات التحالف لم تعطهم الدعم الذى يستطيعون المواجهة به. وتابع: فى الجنوب ومأرب دعموهم بمئات الدبابات والمدرعات، أما محافظة تعز هى الأكبر يرسلون إليها أربع مدرعات ويقولون فى وسائل الإعلام الخليجية الجزيرة والحدث وصول الدفعة الثانية من الدعم لتعز وهذا غير صحيح لايوجد فى مدينة تعز سوى أربع مدرعات. أهالى تعز أصبحوا يواجهون قوات الحوثى وعبدالله صالح، بما يملكون من أسلحة خفيفة بمساعدة المقاومة التى تتواجد فى وسط مدينة تعز، فالمقاومة بحاجة إلى أسلحة ثقيلة لأجل أن تتقدم، بينما الحوثيون يمتلكون المدافع والدبابات والصواريخ وسلاح الجيش اليمنى تحت سيطرتهم، وهم محاصرون من كل المداخل من كل شيء مفروض عليهم، لأن كل المداخل والمخارج والميناء والمطار تحت سيطرة قوات الحوثى وعبدالله صالح، وأن 70% من أهالى تعز مع المقاومة ضد قوات الحوثى وعبدالله صالح. وعن تصريح قوات التحالف بأن ساعة الصفر قريبة، وأن تعز سوف تقع تحت سيطرة قوات التحالف، نفى وجود قوات التحالف فى تعز أو وجود سيطرة لهم بالمدينة: وقال إنه مازالت خارج تعز وليس كما يردد فى وسائل الإعلام، ولكن من فى الداخل هم قوات المقاومة فى مواجهة قوات الحوثى وعبدالله صالح. وأضاف: إن أغلب الضحايا من أهالى تعز خاصة أن هناك قصفًا خطأً من قوات التحالف بالإضافة إلى قصف الحوثيين بالصواريخ ضد المدنيين، وأيضا قتلى من قوات الحوثى أكثر من قوات المقاومة الشعبية. وقال لطف الشغدرى عضو البرلمان اليمنى عن حزب المؤتمر ورئيس اللجنة التعليمية بالحزب: الأوضاع داخل مدينة تعز سيئة للغاية وقد أعلن عنها مدينة منكوبة من زمان ولكن لاحياة لمن تنادي، جميع مقومات الحياة الأساسية منعدمة بصورة مروعة، لا كهرباء ولا أغذية ولا ماء ولا مشتقات نفطية إلا ما ندر، أغلب المستشفيات الحكومية والخاصة أغلقت، الأدوية منعدمة والشوارع مقطعة، بيوت مهدمة أحياء بأكملها خاوية على عروشها بصورة فظيعة جدا وتعز تعيش مأساة حقيقية، وتعانى تراكم القمامة وانتشار الأوبئة والأمراض مثل حمى الضنك. وأضاف: من بالمدينة أغلبهم يفترش الأرض ويلتحف السماء، وكل هذا ناتج عن القصف وعدوان التحالف والحصار البرى والبحرى والجوى على اليمن، وعدم السماح للسفن المحملة بالبضائع والأغذية والمشتقات النفطية بالدخول ونتيجة الاحتراب الداخلى بين ما يسمى المقاومة من جهة، والجيش واللجان الشعبية من جهة أخرى هذه الأسباب جعلت تعز فى حالة مأساوية بعد أن كانت عاصمة الثقافة والعلم. وتابع: قوات التحالف لم تصل إلى مدينة تعز حتى يحدث أى مواجهات وإنما توجد بين المقاومة من طرف، والجيش واللجان الشعبية من طرف آخر، برغم وجود مأساة ووضع كارثى للمدينة تقوم قوات العدوان بالقصف المستمر، وإنزال الأسلحة بتعز، ولم تقم بإنزال معونة أو مواد غذائية للمواطنين، أما عن كلمة بداية الصفر فلطالما سمعنا بها وإعلانها أكثر من مرة من رمضان وقبل رمضان وعاصفة الحزم وإعادة الأمل والسهم الذهبي، تندرج تحت الحرب النفسية.. تعز بحاجة إلى إغاثة عاجلة.