رغم قسوة الحياة والظروف الصعبة التى يعيشها المصريون من غلاء فى الأسعار والظروف السياسية العصيبة، التى لاحقت البلاد الثلاث سنوات الماضية، وتوقف الأنشطة الرياضية من وقت لآخر فإن هذا كله لم يقف حائلا أمام أحمد ناصف لتحقيق إنجاز يحلم به أى رياضى وسباح فى أن يعبر بحر المانش وأن يحفر اسمه بحروف من ذهب فى قائمة من عبروه. استطاع ناصف - المبتورة ساقيه - أن يتغلب على إعاقته وعلى الظروف المحيطة به وأن يرسم البسمة على شفاه كل المصريين.
ناصف قال لروزاليوسف: بدأت ممارسة رياضة السباحة منذ 12 عاما عقب الحادثة التى تسبب فى بتر ساقىَّ وتدربت تحت إشراف الكابتن نبيل الشاذلى المدير الفنى، وبدأنا مرحلة التأهيل من أجل عبور المانش منذ 6 سنوات وقمت بمحاولة لعبوره منذ سنتين ولكنها لم تكلل بالنجاح، حيث عبرت 88 بالمائة منه وبعد ذلك كثفنا من التدريبات الشاقة إلى أن وفقنا الله لعبوره.
وقد تعرضت لحادثة قطار، حيث كنت وقتها طالبا فى كلية تجارة المنصورة وكنت أنتظر القطار على الرصيف واندفع الناس حين وصل القطار ونزلت ساقى تحت رصيف القطار وبتروها وبعدها ب4 أشهر اتجهت لممارسة السباحة.
∎ هل وجدت مساعدة من المسئولين فى الشباب والرياضة؟
- من البداية وهم رافضين لتبنى فكرة أن شخصًا مبتور الساقين يستطيع عبور المانش وما ساعدونا به هو تسهيل الإجراءات اللازمة فقط.
أما التكاليف المادية وتكاليف التدريبات والإقامة لم يتحملوها وقمنا بها على نفقتنا الخاصة منذ المحاولة التى قمنا بها منذ 3 سنوات وحتى تذاكر السفر كانت على نفقتنا الخاصة.
∎ هل وجدت التكريم من المسئولين على هذا الإنجاز؟
- إلى حد الآن لم يتم تكريمنا ومن قام بذلك فقط هو السفير المصرى فى لندن، حيث استقبلنا فى السفارة وهنأنا على الإنجاز.
∎ هل كانت الأحداث التى تمر بها البلد دافعا لديك لتحقيق هذا الإنجاز؟
- نعم فكان هدفنا من خلال تحقيق هذا الإنجاز هو أن نوصل رسالة للعالم كله أن مصر بلد الأمن والأمان وأن نساعد على عودة السياحة إلى مصر مرة أخرى بعد الإرهاب التى تعرضت له فى الفترة الماضية وتسبب فى ضعف قطاع السياحة وأيضًا هناك رسالة للمصريين وهى تشجيعهم على العمل والتفانى فيه والإخلاص من أجل تحقيق آمالهم ورفعة الوطن.
∎ ماذا تتمنى فى المستقبل؟
- أتمنى أن يكون عبورى للمانش دافعًا للمسئولين للاهتمام برياضة السباحة وتطويرها خاصة أن هناك مواهب كبيرة وخامات جيدة تستطيع إنجازات عالمية.
