مشاهد الأعداد الغفيرة من السوريين الذين اختارو السير تحت الشمس الحارقة لساعات والانتظار لساعات إضافية من أجل الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية السورية، شكلت ما يشبه الصدمة للدول العربية والغربية والمعارضة السورية والإرهابيين، خاصة أنهم يؤيدون الرئيس الحالى بشار الأسد فى مواجهة مرشحين آخرين، ولكن قد يكون معذورا من يعتقد أن شيئا لم يتغير فى نظام اختيار الرئيس، فما شهدته السفارة السورية كان أقرب للتظاهرة الشعبية المؤيدة للنظام السورى والأسد! وأكتب هذه التظاهرة مواقف وتعليقات كثيرة وصلت إلى أن البعض اعتبرها مهزلة، لا سيما أنها تجرى فى خضم نزاع دام لثلاث سنوات أسفر عن مقتل أكثر من 160 ألف شخص وتهجير الملايين من سكنهم وتدمير البنية التحية وانهيار الاقتصاد، لكن الفريق الآخر يرد بأن الكلمة للشعب السورى، ولا أحد غيره.
9 دول عربية مثل العراقولبنانوالأردن والبحرين، عمان، اليمن والسودان والجزائر وموريتانيا ستطبق الانتخابات الرئاسية السورية فى حين أن 12 دولة عربية ترفض الانتخابات الرئاسية بسبب إغلاق السفارات السورية فيها والمتمثلة فى السعودية، قطر، تونس، ليبيا مصر والمغرب أو لعدم وجود تمثيل دبلوماسى فيها أساسا ك«فلسطين والصومات جيبوتى جزر القمر» أو بسبب رفضها إقامة الانتخابات على أرضها مثل الإمارات!
فى حين أن كلاً من فرنسا وألمانيا وبلجيكا أعلنت مؤخرا رفضها رسميا إقامة الانتخابات السورية على أرضها، كما يوجد عدد من الدول التى لا تقام فيها الانتخابات بسبب إغلاق السفارات السورية فيها بسبب الموقف من الصراع فى سوريا المستمر منذ أكثر من 3 أعوام مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا واليونان وغيرها.
وفى السياق ذاته توافد السوريون المقيمون فى لبنان بكثافة ملحوظة منذ الساعات الأولى صباح أول أمس فور فتح أبواب السفارة السورية فى بيروت للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية، التزاما بحقهم الدستورى وواجبهم الوطنى، وتأكيدا على تمسكهم بالقرار الوطنى السيادى المستقل، وأكد سفير سوريا فى لبنان على عبدالكريم ل«سانا» أن الإقبال على المشاركة فى الانتخابات بحماس واندفاع مؤشر على أن الشعب السورى مؤمن بسوريا وكرامتها ومبادرتها ومصر على تحدى الرهانات على إسقاطها.
فيما قامت قوات الأمن الأردنية بإنهاء اشتباكات بالأيدى نشبت أمام السفارة السورية فى عمان بين مؤيدين ومعارضين للنظام السورى على خلفية الانتخابات الرئاسية التى تقيمها السفارة فى الأردن.
والاشتباكات حدثت نتيجة قيام عشرات السوريين بوقفة احتجاجية أمام سفارة بلادهم بالعاصمة عمان للتنديد بالانتخابات الرئاسية التى ينظمها النظام السورى الذى وصفوه بقاتل الأطفال ورددوا شعارات مناهضة له وتجمع مؤيدو النظام السورى بالقرب من المشاركين فى الوقفة، الأمر الذى تطور إلى نشوب اشتباكات بالأيدى بين الطرفين، ويبلغ عدد السوريين فى الأردن أكثر من مليون و300 ألف لاجئ مسجل لدى الأممالمتحدة.
فيما أعلنت وزارة الداخلية السورية أن عدد الناخبين السوريين الذى يحق لهم المشاركة فى الانتخابات الرئاسية أكثر من 15 مليون ناخب داخل وخارج البلاد، وأوضح الناطق باسم المحكمة الدستورية العليا فى سوريا «ماجد حصرة» لوكالة فرانس برس أن الانتخابات الرئاسية المقرر إقامتها فى 3 يونيو القادم ستجرى فى جميع المدن السورية باستثناء الرقة الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، كما دعت الداخلية فى بيانها السوريين للمشاركة فى الانتخابات وتحمل مسئولياتهم الوطنية واختيار مرشحهم بكل حرية وديمقراطية والعمل سويا على إنجاح هذا الاستحقاق من أجل مستقبل سوريا ووحدتها.