دراما رمضان هذا العام تعلن الحرب على الحجاب أيضا فبعد التخلص من الجماعات الإرهابية عقب ثورة 30 يونيو وحتى الآن مازال التطرف يطل بوجهه القبح على مصر ويبدو أن هذه الرؤية انعكست على صناع الدراما لتعلن أعمالهم الحرب على الحجاب ومحاكمة الفئات المحجبة فى المجتمع وكشف زيف التدين الشكلى والمتاجرة بالدين. قائمة الأعمال الدرامية التى تلخص هذه المعانى وصل عددها إلى 5 مسلسلات تجسد فيها 11 بطلة شخصية امرأة محجبة اختلفت ظروفهن الاجتماعية لكن كان حق اللجوء للحجاب واحداً.
المفاجأة التى اكتشفناها هى وجود عملين هما (السبع وصايا) و (سجن النسا) أبطالهما جميعاً محجبات الأول تقوم ببطولته (رانيا يوسف) و(هنا شيحة) و(ناهد السباعى) و(آيتن عامر) وتدور قصته حول 7 أشقاء، تفرقوا لسنوات عديدة، وأصبح لكل واحد منهم حياته الخاصة، وبعد أن يتوفى والدهم تجمع شملهم من جديد، وصيته التى تركها لهم لتنقلب حياتهم رأسا على عقب.
(رانيا يوسف) تكشف لنا أكثر بقولهاس: أجسد دور الشقيقة الكبرى ل 7 أشقاء والتى كانت تعيش مع والدها قبل وفاته لتعيد شمل لم أشقائها من جديد لتنفيذالوصية، أرتدى الحجاب فيه لطبيعة أحداث المسلسل حيث أعيش فى بيئة اجتماعية فى إحدى القرى تفرض عاداتها وتقاليدها الخروج من المنزل وهى تغطى شعرها كشكل من أشكال الاحتشام والتمسك بالعادات المتوارثة وهذه البيئة التى تنشأ فيها.
أما (هنا شيحة) فكما علمنا والتى كانت ستظهر منتقبة ضمن أحداث المسلسل لطبيعة الشخصية شديدة التدين التى تقدمها لكن بعد تعديل السيناريو تظهر فى الأحداث كفتاة تكتفى بوضع الخمار فقط لتبرز ملامح تشددها فى المعاملة مع أشقائها حيث ترى أنهم يرتبكون أخطاء مثل قطع صلة الرحم وترك الصلاة وتكشف فيها موقفها تجاه أخواتها طوال الوقت.
ومن حالة التدين الموروث والخمار إلى خلع الحجاب حيث (آيتن عامر) بهذه التركيبة لفتاة طموحها لا ينتهى وتبحث عن الثراء من أقصر الطرق وبأى وسيلة.
أما (ناهد السباعى) فقد تحدثت لنا عن دورها قائلة: أجسد الشقيقة الصغيرى وأظهر فى بعض المشاهد التى ارتدى فيها الحجاب كنوع من الشكل وليس بأى هدف آخر.
المؤلف (محمد أمين) كما يتضح من البطلات تعمد ظهور هذه التركيبة من الحجاب لتكشف أحداث المسلسل أنه يكشف فكرة الصراع مع النفس وأن المظهر الخارجى الذى يشكل جزءا من أشكال التدين التى لم تظهر فى تعاملات الأشقاء بينهم وبين البعض.
أما مسلسل (سجن النسا) فتظهر (نيللى كريم)، (درة)، (روبى) كبطلات محجبات بالإضافة إلى (سلوى عثمان) كدور ثان.
أحداث المسلسل تدور حول ثلاث نساء يتعرضن للعديد من المشاكل والصعاب فى حياتهن، والظلم، مما دفع بهن إلى ارتكاب جرائم متفرقة وينتهى بهن إلى السجن. (نيللى كريم) قالت: أجسد دور (سجانة) لكن غير مطابقة للمواصفات خاصة أن هذه المهنة تتطلب الصرامة والقوة فى التعامل مع السجينات بعكس شخصية (غالية) التى أجسدها هى امرأة تتعاطف دائما مع السجينات وتعاملهن معاملة طيبة مما يجعلها فى صدام دائم مع رئيستها التى تجسدها (سلوى عثمان).
أما عن ارتدائها الحجاب أضافت (نيللى): المسلسل عموما يحمل العديد من المفاجآت بعد أن تتزوج (غالية) من شاب ينتمى إلى جماعات متطرفة وهو فى الأصل لص محترف مما يفرض عليها الحجاب بعد الزواج ويدفعها للعمل معه فى الحرام. روبى فى نفس المسلسل تأتى بإطلالة مختلفة فى دور قناة كانت تعمل خادمة وتتورط فى شبكة دعارة دولية وارتداؤها الحجاب مجرد ستار حتى ينكشف أمرها ويتم القبض عليها وتدخل السجن.
أما (دلال) فتجسد شخصيتها (درة) تلعب دور فتاة بسيطة تهرب من أهلها خوفا من قتلها بعد اكتشافهم فضيحة التفريط فى شرفها تتورط فى جريمة قتل البطلات الثلاثه كما يبدو يعانين من ظروف اجتماعية سيئة دفعتهن للعمل فى أعمال غير مشروعة.
المخرجة (كاملة ابو ذكرى) تؤكد أن المسلسل لا يفتح ملف الحجاب بقدر رصد معاناة المرأة المصرية بمختلف طبقاتها هذا بالإضافة إلى السنوات التى ترصد العمل وتتحدث عن شريحة معينة من الفتيات المحجبات حتى يرصد المسلسل الإسقاط الاجتماعى والسياسى وواقعه على الأبطال.
فى المقابل ترصد الدراما الصعيدية مظاهر أخرى للحجاب الذى يشكل جزءا من التراث واحترام العادات والتقاليد لهذا المجتمع المنغلق على نسائه، ففى مسلسل (جبل الحلا) ل (محمود عبدالعزيز) تظهر (وفاء عامر) محجبة لكونها أما ل 3 بنات وهى امرأة متقدمة فى العمر.
وقالت عامر إن الدراما الصعيدية لها قواعد ثابتة لا تتغير مثل اللهجة والتخلى عن المكياج وارتداء الجلباب والحجاب أو (الملس) وهو الزى الرسمى لنساء المنطقة الريفية والصعيدية معا.
كذلك تظهر كل من (حنان مطاوع)، و(يسرا اللوزى) بالحجاب فى مسلسل (دهشة) ل (يحيى الفخرانى) وتفسر اللوزى أكثر بقولها إن تجسيد الحجاب فى الدراما له أبعاد متعددة من إسقاط دينى أو سياسى أو كتلة من المظهر وهذا على حسب الشخصية التى يتم تجسيدها فى حين تختلف الدراما الصعيدية التى ترتبط بالعادات والتقاليد خاصة أن المراة فى الصعيد لم يكن لديها إى دور فعلى تقوم به غير الاهتمام بالزوج والأولاد.
مفاجأة أخرى فى دراما رمضان 2014 وهى أن جميع الأعمال والتى وصل عددها إلى 45 مسلسلا تدفع بعدد هائل من الكومبارس المحجبات حتى ولو بمشهد واحد ضمن أحداث المسلسل.
فى نفس الوقت التى تظهر فيه (هالة فاخر) وهى محجبة بالأصل فى مسلسل (ابن الحلال) وصابرين فى مسلسل (أمراض نسا) .
مما يعطى مؤشر خطيرا فى اختفاء مسلسلات تؤدى بطولتها فنانات محجبات، بعدما توقف معظمها عن التصوير لمشاكل إنتاجية، أو لعدم تسويقها عبر الفضائيات التى فترت حماستها بعد سقوط حكم جماعة الإخوان ليبقى السؤال: هل انتهاء موسم مسلسلات المحجبات مرتبط الظروف السياسية ؟!
ومن أبرز تلك الأعمال المؤجلة فى هذا الإطار (قانون سوسكا) للفنانة (سهير البابلى) ومسلسلا (جرح عمرى) و(جداول) للفنانة (سهير رمزى).