كعادتها وكما يقول التاريخ، تحولت «روزاليوسف» فى افتتاح مشروعها العملاق «ستوديو» إلى منصة لإطلاق المبادرات الحاسمة فى هذه المرحلة الفاصلة فى عمر الوطن. هكذا خرجت كلمات وزير الثقافة «صابر عرب» التى ألقاها بدون ترتيب أو نظم مسبق فى افتتاح فعاليات الورش الموازية لجائزة «روزاليوسف» وكانت بمثابة خطاب سياسى يتضمن متطلبات هذه المرحلة.
«عرب» قال إن المرحلة القادمة فى تاريخ الوطن فى حاجة إلى استعادة الروح الثقافية والفنية لمواجهة الخطر الذى نواجهه ومتطلبات وقوام «مصر الجديدة» التى ليس بها مكان لمن لا يريد العمل.
وزير الثقافة تحدث بوضوح عن الخطر الذى يعكر مزاج المصريين من أعداء الوطن من الداخل وهو أكثر شراسة من أعداء الخارج ويقصد به الجماعة الإرهابية التي فشلت فى فرض آرائها المريضة وسحب وطن عريق إلى الماضى وفكر القرن الثالث.. فالشعوب كما قال تصنع المستقبل قبل أن تضع قانونها وصناعتها وحياتها.
صابر عرب كشف فى كلماته عن دور «روزاليوسف» العريق باعتبارها ذاكرة الوطن على مدار تسعة عقود مضت وأنها ليست مجرد مجلة أو جريدة، ولكنها جامعة كبيرة تعلم فيها أجيال متعاقبة بدءا من جيل الرواد ولم يتوقف دورها على المستوى الصحفى والفنى والسياسى وهى الآن فى سبيلها لاستعادة دورها لصناعة المستقبل، وهذا ما أكده المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس مجلس إدارة «روزاليوسف» فى كلمته فى افتتاح مشروع «استوديو» العملاق والمتنوع والذى يفتح أبوابه لكل المواهب الشابة من أبناء مصر فى مجالات التصوير والرسم والكاريكاتير والخط العربى والفن الحديث تحت شعار «أنت موهوب، مبدع، فائز»، استلهاما من نفس الدور المهم الذى صدرت من أجله «روزاليوسف» فى 26 أكتوبر ,.1925 بينما لخصت كلمات الفنان محمد الطراوى بأن الفن بمقدوره أن يعبر الأزمات ويخلق لغته لنفسه.
احتفالية «روزاليوسف» كانت فرصة نادرة لتجميع عمالقة الفكر والثقافة والإعلام فى مقدمتهم الكاتب الكبير مفيد فوزى والأديب الكبير بهاء طاهر ود. شاكر عبدالحميد وزير الثقافة السابق ود. حسن عماد عميد كلية الإعلام والكاتبة زينب صادق والناقد عزالدين نجيب وبصحبة رؤساء تحرير مؤسسة «روزاليوسف» عصام عبدالعزيز ومحمد هيبة وجمال طايع وعبدالجواد أبوكب.
جائزة «روزاليوسف» للمبدعين الجدد ترسم ملامح خارطة مستقبل هذا الوطن بعد أن قاد أبناؤه ثورتين عظيمتين.
