لا شك أن إعلان محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم أنه تم الانتهاء من إعداد كتاب «القيم والأخلاق والمواطنة» الذى سيتم تدريسه فى الفصل الدراسى الثانى لطلاب المدارس وتعميمه على جميع المراحل التعليمية بعد موافقة الأزهر والكنيسة عليه، جاء فى وقته، لأننا فى أمس الحاجة الآن إلى تدريس تلك المقومات وتعليم النشء فى المدارس كيفية الالتزام بها أملا فى عودة القيم والأخلاق من جديد، والتى افتقدها المجتمع المصرى فى الآونة الأخيرة، كذلك ترسيخا لمبدأ المواطنة والانتماء للوطن، وقد اقترح فضيلة د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إضافة فصل للكتاب تحت عنوان «المشتركات بين الأديان السماوية»، للتأكيد على تساوى المواطنين فى الحقوق والواجبات والمحافظة على مقومات الحياة التى نزلت الأديان السماوية لحمايتها، وهى حماية الأعراض والدماء والأموال. ورغم أهمية تدريس هذا الكتاب لطلاب وطالبات المدارس، إلا أن هناك العديد من الملاحظات المهمة التى يجب مراعاتها قبل طرحه فى المدارس، من أهمها التأكيد على أن هذا الكتاب ليس بديلا عن مادة التربية الدينية وكتابها، فلا يجب المساس بمناهج التربية الدينية، وكذلك لابد من تدريب المدرسين تدريبا جيدا على تأصيل هذه القيم فى نفوس الطلاب وتدريس المناهج عن طريق غرس قيم المواطنة والولاء والأخلاق الحميدة للطلاب، ولابد من تكاتف جميع الجهات العلمية والدينية والثقافية فى ربط الأسرة بالمدرسة والمجتمع ودعوة الجميع لإعلاء القيم التى جاءت فى هذا الكتاب، فالأخلاق تبدأ من التنشئة والبيئة الاجتماعية. وأخيرا أتمنى أن يعرض هذا الكتاب على أساتذة التربية قبل طباعته، وأن يقوم أساتذة الفلسفة وعلم النفس بتدريسه وليس مدرسى التربية الدينية.
