لم يعد إلهاء الشعوب عن مشاكلهم الأساسية مجرد ألاعيب تهدف إلى إخضاع هذه الشعوب للحاكم دائماً بل أصبح صناعة يخطط لها وترصد من أجل نجاحها الأموال وتقام لها الدراسات بعيدة المدى.. وتتمثل مفردات الإلهاء ما بين إعلام فاسد أو فن هابط أو افتعال مشكلات اقتصادية واجتماعية بل وفتن طائفية بين نسيج المجتمع الواحد.. ولأن الحكام فى كل مكان وزمان- خاصة دول العالم الثالث - لم يتغيروا على مر العصور وكان هدفهم جميعاً هو البقاء فى الحكم لأجل غير مسمى لذلك ومن أجل حفاظهم على هذا الحكم يرتكبون كل الجرائم والحيل المضادة لحقوق الإنسان ويبتكرون الحيل والألاعيب لإلهاء شعوبهم عن طمعهم فى الحكم.. هذه السياسة السائدة فى مصر منذ عقود طويلة ومستمرة حتى الآن فمنذ تولى الرئيس مرسى وجماعته الحكم وهم يمارسون جميع الحيل لإلهاء الشعب المصرى - على طريقة شفت العصفورة - عما يفعل حزبهم «الحرية والعدالة» ومجلسهم «الشورى» الذى لا أحد يعلم كيف حصل هذا المجلس على صك إصدار القوانين التى من شأنها سيطرة الإخوان المسلمين على جميع مفاصل الدولة ولتحقيق ذلك استخدموا ألاعيب مبتكرة لإلهاء المواطن المصرى عما يجرى من حوله عن طريق محاولة التخلص من شخصيات معينة مثل باسم يوسف أو التمسك بأصابع مرسى فى كل خطابات الرئيس ليثير حولها الجدل لفترة من الوقت وأزمة السولار التى لم تشهدها مصر من قبل بسبب السياسات الخاطئة التى يتبعها الإخوان وأزمة النائب العام والإصرار على بقائه فى موقعه رغم صدور أحكام قضائية واضحة بخصوص بطلان تعيينه ثم أزمة تسمم طلاب الأزهر واستغلالها لعزل شيخ الأزهر وأخيراً وليس آخراً أزمة الخصوص والكاتدرائية وهى من أخطر الأزمات التى أثيرت فى تاريخ مصر وهذا من أجل إصدار قانون الصكوك مثلاً وقانون منع التظاهر وانتخابات مجلس نواب إخوانى جديد وأيضاً فتح مصر للسياحة الإيرانية التى ثبت فشلها وأيضاً التآمر للتفريط فى حلايب وشلاتين وغير ذلك من الخطط والمؤامرات والقرارات التى سيتم اكتشافها بعد ذلك.. ويبدو أن مقولة أن التاريخ يعيد نفسه هى مقولة صحيحة 100٪ وتنطبق على كل ديكتاتور ولكن يبدو أيضاً أن حكامك يامصر لم ولن يتعلموا أبداً من التاريخ وسيدفع الإخوان المسلمون الثمن باهظاً كما دفعه من سبقهم من حكام.. وتحيا مصر.