لم يكتف معتصمو مدينة الإنتاج الإعلامى بترويع مذيعى برامج التوك شو من خلال الوقفات الاحتجاجية بعد وضعهم فى القائمة السوداء والوقوف أمام أسوار المدينة ولمنعهم من الدخول لتصوير أعمالهم.. بل اتسع سقف مطالبهم حيث طالبوا بوقف تصوير الأعمال الدرامية التى تصور فى استديوهات المدينة بوصفها وسيلة رخيصة - على حد قولهم - لتغييب الناس عن ذكر الله فى شهر رمضان فى تطور مثير لأزمة المعتصمين. قائمة الأعمال المهددة تضم 13 عملا دراميا هى «العراف» ل «عادل إمام» و«حسين فهمى» ، «نيران صديقة» ل «رانيا يوسف» و«منة شلبى»، و«نحن لا نأكل الخرشوف» ل «يسرا» و«مصطفى فهمى» ، «مولد وصاحبه غايب» ل «فيفى عبده» و«هيفاء وهبى» ، «حكاية حياة» ل «غادة عبدالرازق» و«طارق لطفى» ، و«الداعية» ل «هانى سلامة» و«رجاء الجداوى» ، «الشك» ل «نضال الشافعى» و«مى عز الدين» ، «الوالدة باشا» ل «صلاح عبدالله» و«سوسن بدر» ، «الركين» ل «محمود عبدالمغنى» و«لقاء الخميسى» ، «الزوجة الثانية» ل «عمرو واكد» و«علا غانم» ، «القاصرات» ل «صلاح السعدنى» و«داليا البحيرى» ، «سلسال الدم» ل «عبلة كامل» و«رياض الخولى» ، وأخيرا مسلسل «مدرسة الأحلام» ل «ميرفت أمين» و«حجاج عبدالعظيم». دخول الأعمال الدرامية لوحة التنشين ومطاردة كبار نجومها ومنعهم من الدخول ساهم فى توحيد صفوف التيارات الإسلامية بعد أن شهد الحصار الثانى انقساما بين السلفيين وشباب الجماعة وهذا الأسبوع تطورت الخطة عن طريق تقسيم أنفسهم إلى مجموعتين الأولى تحاصر الإعلاميين والثانية لحصار أصحاب الأعمال الدرامية من منطلق أن الفن حرام ودعوة النجوم إلى التوبة !! مصدر من داخل المدينة رفض ذكر اسمه قال لنا: إن الأوضاع داخل المدينة أصبحت مريبة وتسير من السيىء إلى الأسوأ ، القلق يطارد كل العاملين حتى رئيس المدينة نفسه وأن السيناريوهات تتغير كل يوم ففى يوم الجمعة 29 مارس تضاعفت الأعداد بعد اتساع سقف المطالب لتشمل الأعمال الدرامية وقد لخصت خطبة الجمعة مطالبهم بالتصدى للإعلام الفاسد على حد وصفهم وأيضا الدراما الفاسدة التى تلهى الناس عن ذكر الله. من أبرز مشاهد إعلان الحرب على الفنانين واقعة التعدى على «منة شلبى» فى يوم السبت الماضى وتحطيم زجاج سيارتها أثناء دخولها من البوابة 2 لاستئناف تصوير مسلسلها «نيران صديقة» بعدما انقضت مجموعة من المتظاهرين على سيارتها لإخراجها إلى أن قام أحد أفراد الشرطة بالاشتباك مع المتظاهرين لتخليصها منهم ، فى حين تمكن سائق الزعيم «عادل إمام» من الهرب بعد محاولة من المتظاهرين بالإسراع إلى سيارته حاملين «الشوم» و«الحجارة» وتوجيه ألفاظ خارجة ضده بأنه من فلول النظام البائد ويحاول من خلال أعماله تشويه صورة المسلمين على أنهم جماعات إرهابية. لم ينته الأمر عند هذا الحد بل كان هناك واقعة مؤسفة أصابت يسرا بهستيريا صراخ فى وجه أحد المتظاهرين قائلة «أنتو بتحاربوا مين إحنا مصريين زيكم وأنتم اللى هتودوا البلد فى داهية لأن المسلسلات اللى بتمنعوها دى هى اللى بتدخل فلوس لمصر..» ولكنها لم تسلم من المتظاهرين الذين قاموا بسبها والدعاء عليها بالموت.
«شريف البوصيلى» مدير عام الإنتاج بمدنية الإنتاج الإعلامى قال لنا: إن المواقف التى صادفت أبطال الأعمال وجعلت المنتجين والمخرجين إلى يوقفون التصوير لحين استقرار الأوضاع أمام المدينة ومنها مسلسل «مولد وصاحبه غايب» بطولة «هيفاء وهبى» و«فيفى عبده» فى منطقة الحى الشعبى تحسبا من قطاع الإنتاج لحدوث أى خسائر فى الأرواح وأيضا مسلسل «العراف» ل «عادل إمام» الذى انتقل إلى تصوير المشاهد الخارجية والعودة مرة أخرى إلى المدينة لاستكمال التصوير فى حين أن مسلسلى «حكاية حياة» ل غادة عبدالرازق «ونيران صديقة» ل «رانيا يوسف «يدرسون» إقامة ديكورات جديدة فى أحد الاستديوهات الخارجية. وأضاف «البوصيلى»: إن الخسائر التى تتكبدها المدينة حالياً من فسخ عقد تأجير الاستديوهات وصلت إلى 7 ملايين جنيه و486 ألفاً فى أسبوع واحد ومع ذلك لم يتحرك أحد. أما «إبراهيم أبوذكرى» رئيس اتحاد المنتجين العرب فيرى أزمة المنع من زاوية أخرى بقوله: إن ناقوس الخطر لا يدق باب خراب بيوت العاملين بالمدينة بل إنه يساهم فى هروب المستثمرين الأجانب، ومؤخراً تعرض أحدهم لإيذاء جسدى ومعنوى من المتظاهرين مما جعل هناك توترا حادا فى الاتفاق على بعض المشاريع التى كانت ستخوضها مدينة الإنتاج فى تصوير إعلانات لشركة أجنبية استثمارية. وهنا يتساءل أبوذكرى: كيف نترك البلطجية والمأجورين يضربون الاستثمار فى مدينة الإنتاج وهى أكثر الجهات المربحة فى مصر؟! فى المقابل فإن الموقف والنظرة تختلف لدى التيارات الإسلامية. «عبدالمقصود السيد» عضو بحركة «حازمون» قال إن مطالبهم تنحصر فى التصدى إلى الفن المبتذل الهابط الذى شوه صورة المرأة المصرية وصورها كفتاة الليل والداعرة أما المطلب الثانى فهو الدعوة للتخلى عن الأعمال الدرامية الاجتماعية وخلق نموذج منفرد من الأعمال الدينية دون غيرها، بالإضافة إلى وضع ملاحقة بعض المشاهير أمثال «إلهام شاهين»، «عادل إمام»، «يسرا»، «غادة عبدالرازق» و«هالة صدقى»، «منة شلبى» والمطالبة بطردهم من مصر وإسقاط الجنسية المصرية عنهم وهذا ما أكده أيضاً «كامل الملوانى» وهو أحد شباب الإخوان والذى أضاف: إن ما حدث فى المقطم كان نتيجة الدعوة التى روجها الإعلام الخاص الذى فقد مصداقيته بعد الثورة وكشف عن نواياه الحقيقية لتنفيذ مخطط الاستيلاء على الدولة. فقد انتقد «معتز الخولى» عضو بحركة حازمون الأعمال الدرامية التى عرضت فى رمضان الماضى حيث يرى أنها وجهت ضربة قاضية إلى التيار الإسلامى.
وأضاف: على سبيل المثال مسلسل «باب الخلق» ل«محمود عبدالعزيز» الذى شوه الجماعات الإسلامية ووصفها بأنها قبائل إرهابية تنفذ مخطط بن لادن فى مصر وارتداء الراقصة «دينا» الحجاب فى المسلسل بينما هى فى الأصل راقصة ويتساءل الخولى: كيف يمكن تصديق هذا ولماذا سمحت الرقابة؟! الخولى وصف أيضاً الأعمال الدرامية التى تصور حالياً بأنها تدعو للانحلال وإفساد الذوق العام مثل مسلسل «دنيا قاسية» ل«منى زكى» والتى تجسد دور راقصة منحلة وكيف ترضى لنفسها أن تعلم الفتيات المسلمات الرقص والانحراف.