لا شك أن قضية التحرش الجنسى من أهم القضايا المطروحة على الساحة الآن خاصة بعد تحرير ما يقارب السبعمائة محضر تحرش جنسى للفتيات خلال عيد الفطر المبارك وإحالة طالب للجنايات ظل يطارد إحدى الفتيات بدراجته النارية طوال عدة شوارع بمنطقة النزهة ثم قام بإخراج سلاح أبيض وتحرش بها جنسيا. ورغم أن بعض النشطاء نظموا عدة حملات شبابية جادة وناجحة تحت مسميات حملة بنات مصر خط أحمر وحملة أولاد البلد وغيرها لمناهضة التحرش الجنسى فى مصر إلا أن الظاهرة فى ازدياد مطرد والسبب الغالب هو رفض الكثيرات ممن يتعرضن لهذا الفعل لفكرة الذهاب إلى الشرطة لتسجيل واقعة التحرش بهن خوفا من نظرة المجتمع ولعدم إدراكهن لحقوقهن مما أدى إلى عدم وجود إحصائيات دقيقة أو أرقام حقيقية يستند إليها المسئولون لمواجهة تلك الظاهرة.
وفى أعتقادى أن سوء الحالة الاقتصادية وانتشار البطالة والمخدرات وتأخر سن الزواج من الأسباب الرئيسية لوجود تلك الممارسات التى تعتبر مأساة بكل المقاييس فالتحرش لم يعد مجرد معاكسات شاب برىء لفتاة تسير فى الشارع بل تجاوز كل الحدود وطال كل النساء من محجبات وغير محجبات ومن فتاة صغيرة إلى شابة وسيدة كبيرة وأختفى الحياء والخجل وأصبحت تلك الممارسات تحدث فى أى وقت حتى فى وضح النهار وفى أى مكان حتى فى الطريق العام أصبح الشارع المصرى فى خطر ينتظر العلاج الفورى قبل أن تتفاقم الظاهرة.
ولذلك لابد من وضع قوانين رادعة تحمى المرأة وتحافظ عليها وخلق فرص عمل للشباب ورفع الوعى الدينى لدى المواطنين وعلى وزارة الداخلية تكثيف الوجود الأمنى فى الشوارع والأماكن العامة وعمل حملات ردع كبيرة تستمر لعدة أشهر ولا تنفض قبل أن يعود للشارع المصرى احترامه وكيانه أما المرأة فعليها أن تقوم بثورة على الأفكار البالية والعادات القديمة المترهلة وأن تقوم فوراً بتحرير محضر الواقعة إذا ما تعرضت لتلك الممارسات حتى لا ينتشر الفساد أو تعم الفوضى داخل المجتمع.∎
