بعد زيادة سعر أنبوبة البوتجاز.. مصطفى بكري يوجه نداء عاجلا للحكومة    صلاح سليمان: المرحلة الحالية مرحلة تكاتف للتركيز على مباراة السوبر الأفريقي    عاجل.. موعد توقيع ميكالي عقود تدريب منتخب مصر للشباب    48 ساعة قاسية.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الجمعة (ذروة ارتفاع درجات الحرارة)    عبد الباسط حمودة: أبويا كان مداح وكنت باخد ربع جنيه في الفرح (فيديو)    صفارات الإنذار تدوي في عدة مقاطعات أوكرانية وانفجارات ضخمة في كييف    شهيد ومصابون في قصف إسرائيلي على بيت لاهيا    وزير الأوقاف ينشد في حب الرسول خلال احتفال "الأشراف" بالمولد النبوي    اليوم.. الأوقاف تفتتح 26 مسجداً بالمحافظات    مصطفى عسل يتأهل لنصف نهائي بطولة باريس المفتوحة للإسكواش 2024    ليس كأس مصر فقط.. قرار محتمل من الأهلي بالاعتذار عن بطولة أخرى    "الآن أدرك سبب معاناة النادي".. حلمي طولان يكشف كواليس مفاوضاته مع الإسماعيلي    تعرف على قرعة سيدات اليد فى بطولة أفريقيا    أسعار الخضروات اليوم الجمعة 20-9-2024 في قنا    بسبب كشك، مسجل خطر يقتحم حي الدقي ورئيسه يحرر محضرا    القبض على سائق «توك توك» دهس طالبًا بكورنيش المعصرة    سباق الموت.. مصرع شخص وإصابة آخر في حادث تصادم دراجتين بالفيوم    نقيب الفلاحين يقترح رفع الدعم عن أسمدة المزارعين: 90% منها لا تصل لمستحقيها    توقعات الفلك وحظك اليوم.. برج الحوت الجمعة 20 سبتمبر    عاجل| إسرائيل تواصل الضربات لتفكيك البنية التحتية والقدرات العسكرية ل حزب الله    خزينة الأهلي تنتعش بأكثر من 3 ملايين دولار (تفاصيل)    كمال درويش: معهد الإحصاء ب «الفيفا» أعطى لقب نادي القرن للزمالك    الصومال:ضبط أسلحة وذخائر في عملية أمنية في مقديشو    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الجمعة 20 سبتمبر 2024    رسميًا.. إعادة تشكيل مجلسي إدارة بنكي الأهلي ومصر لمدة 3 سنوات    رسميًا.. فتح تقليل الاغتراب 2024 لطلاب المرحلة الثالثة والدبلومات الفنية (رابط مفعل الآن)    عيار 21 يعود للارتفاعات القياسية.. أسعار الذهب تقفز 280 جنيها اليوم الجمعة بالصاغة    بايدن: الحل الدبلوماسي للتصعيد بين إسرائيل وحزب الله "ممكن"    بعد فيديو خالد تاج الدين.. عمرو مصطفى: مسامح الكل وهبدأ صفحة جديدة    عبد الباسط حمودة عن بداياته: «عبد المطلب» اشترالي هدوم.. و«عدوية» جرّأني على الغناء    «ابنك متقبل إنك ترقصي؟» ..دينا ترد بإجابة مفاجئة على معجبيها (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 20-9-2024    ضبط 5000 زجاجه عصائر ومياه غازية مقلدة بمصنع غير مرخص وتحرير 57 مخالفة تموين بالإسماعيلية    المؤبد لعامل لاتجاره في المواد المخدرة واستعمال القوة ضد موظف عام في القليوبية    حسن نصر الله: "تعرضنا لضربة قاسية وغير مسبوقة".. ويهدد إسرائيل ب "حساب عسير" (التفاصيل الكاملة)    التفجير بواسطة رسائل إلكترونية.. تحقيقات أولية: أجهزة الاتصالات فُخخت خارج لبنان    بارنييه ينتهي من تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة    أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: لن نعود لقطع الكهرباء مرة أخرى    محافظ القليوبية: لا يوجد طريق واحد يربط المحافظة داخليا    رئيس مهرجان الغردقة يكشف تطورات حالة الموسيقار أحمد الجبالى الصحية    حدث بالفن| هشام ماجد يدعم طفلا مصابا بمرض نادر وأحدث ظهور ل محمد منير وشيرين    رمزي لينر ب"كاستنج": الفنان القادر على الارتجال هيعرف يطلع أساسيات الاسكريبت    النيابة تصرح بدفن جثة ربة منزل سقطت من الطابق السابع في شبرا الخيمة    نقيب الأشراف: قراءة سيرة النبي وتطبيقها عمليا أصبح ضرورة في ظل ما نعيشه    حكاية بسكوت الحمص والدوم والأبحاث الجديدة لمواجهة أمراض الأطفال.. فيديو    وكيل صحة قنا يوجه بتوفير كل أوجه الدعم لمرضى الغسيل الكلوي في المستشفى العام    البلشي: إطلاق موقع إلكتروني للمؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين    رئيس جامعة القناة يتفقد تجهيزات الكلية المصرية الصينية للعام الدراسي الجديد (صور)    فيلم تسجيلي عن الدور الوطني لنقابة الأشراف خلال احتفالية المولد النبوي    أمين الفتوى: سرقة الكهرباء حرام شرعا وخيانة للأمانة    التحالف الوطني للعمل الأهلي يوقع مع 3 وزارات لإدارة مراكز تنمية الأسرة والطفولة    مرصد الأزهر يحذر من ظاهرة «التغني بالقرآن»: موجة مسيئة    مدبولي: الدولة شهدت انفراجة ليست بالقليلة في نوعيات كثيرة من الأدوية    الداخلية تضبط قضيتي غسيل أموال بقيمة 83 مليون جنيه    بينها التمريض.. الحد الأدنى للقبول بالكليات والمعاهد لشهادة معاهد 2024    التغذية السليمة: أساس الصحة والعافية    فحص 794 مريضًا ضمن قافلة "بداية" بحي الكرامة بالعريش    من هن مرضعات النبي صلى الله عليه وسلم وإِخوته في الرَّضاع وحواضنه؟ الأزهر للفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهداء مصر ومافيا حماس


عبدالله كمال 9 يناير 2010 2:00 م

تحرير غزة بالسيارات الفارهة
قارن الملايين من المصريين بين الصور التي بثتها قناة الجزيرة عصر الأربعاء الماضي.. ومن ثم وزعتها وكالات الأنباء في مختلف أنحاء العالم.. وكان فيها عدد من أبناء الشعب الفلسطيني في الجانب الذي يخصهم من مدينة رفح.. يقذفون الجنود المصريين علي الجانب الآخر بالطوب . قارنوا بينه وبين مشاهد الفلسطينيين وهم يلقون الحجارة علي جنود الاحتلال الإسرائيلي.. وكان السؤال هو: هل يعاملنا الأشقاء في غزة معاملة المحتلين؟ إن للحجر قيمته في الثقافة العربية عموما، والفلسطينية خصوصا، والمصرية تحديدا، منذ اندلعت انتفاضة تلو أخري في عام 1988.. وكانت مصر شعبا ونخبة وحكاما هي التي ساندت، في إطار عمل مضحٍ تاريخي وممتد وسلسلة هائلة وغير مملة من التقديمات الطوعية من أجل القضية الفلسطينية، كانت هي التي ساندت تلك الانتفاضة وغيرها.. وشرعت للحجر حقه في المقاومة.. وساهمت في إظهار أهميته كدليل علي مواجهة الاحتلال بأبسط الوسائل المتاحة. الآن جاء الوقت وانقلب الزمن.. لكي نجد أن الحجر الفلسطيني يصوب إلي جنودنا.. بينما هم يلتزمون الصمت.. والركون إلي الاستيعاب.. فتجرأ الإخوة.. للأسف إخوة.. وذهبوا أبعد من ذلك في الانحطاط.. وقنص واحد من حركة حماس جنديا مصريا مرابطا في نقطة مراقبة علي شريط الحدود.. وكان أن استشهد .
- ليس الأول
صعد أحمد شعبان، البني سويفي، الجندي في قوات حرس الحدود، إلي نقطة المراقبة للمرة الأخيرة.. وظنه أنه سوف يقضي وردية عادية.. فهو يراقب حدودا مع أبناء دمه وعروبته.. وليس مطلوبا منه أن يستخدم سلاحه.. ولا أن يتحسب لخطر ما.. اللهم إلا إذا كان في نوبة حراسة ليلية.. فيكون عليه أن ينتبه للمهربين وعناصر مافيا المتاجرة بقوت الشعبين.. الفلسطيني المحاصر.. والمصري الذي تسرق بضائعه المدعومة لكي تطعم الأشقاء هناك.. ويتربح منها المتاجرون .
لكنه بدلا من أن ينهي نوبة الحراسة نازلا إلي وحدته.. كان أن نزل محمولا فوق نقالة.. يجاهد زملاؤه في إعادة جثمانه إلي الأرض.. وهم يخشون أن تصوب إليهم الطلقات الشقيقة.. أو حتي بعض الأحجار التي كانت تقذف بقدر هائل من الغل والحقد.. هي بالتأكيد لاتعبر عن شعب محاصر غاضب.. ولكنها تعبر عن تنظيم أجير.. وحركة عميلة.. تدعي أنها تقاوم الاحتلال وهي لم تصوب طلقة إلي صدر أي جندي إسرائيلي منذ انتهت الحرب في غزة قبل نحو العام.
لم يكن أحمد شعبان وحده.. ولم يكن هو الأول.. فمن قبل يوجد رصيد عفن لحركة حماس من هذا النوع.. وفي مثل هذا التوقيت قبل عام كان أحد عناصرها هو الذي أطلق النار علي صدر الرائد ياسر فريج عيسوي.. الذي كان أيضا يحمي الحدود حين كانت حرب غزة مندلعة.. واستشهد تاركا خلفه أسرة مكلومة فيها أطفال يتامي الآن.. وكما قتلت أحلامهم فقد قتل حلم أحمد شعبان.. الذي خلف أسرة ثكلي كانت تحلم له بمستقبل واعد.. وتعد لزواجه.. وانهارت الأحلام برصاصات شقيقة.
كنا فيما مضي نتأسي علي شهدائنا الذين سقطوا في حروب مختلفة من أجل فلسطين.. ونضع الشرائط السوداء فوق الصور الأخيرة.. وننظر إليها في صالونات بيوتنا.. ونقول إنهم في جنة الخلد من أجل الواجب العربي المنوط بمصر.. الآن تتكرر الصور المماثلة التي يسقط أصحابها برصاص أبناء القضية التي ندافع عنها.. فقد غشيت أبصارهم وعميت قلوبهم.. وأدارت أموال العمالة رؤوسهم.. وزاغت بوصلتهم.. وتاهت أرواحهم.. ولم يعودوا يفرقون بين الشقيق والعدو.. بل يتشجعون علي الشقيق قبل المحتل.. ويشنون الهجوم الإعلامي والسياسي علينا.. سداداً لفواتير العمالة.. ودفعا لما هو مطلوب منهم من قوي ودول تحرضهم ضد مصر.. وهم يقبلون بهذا.. ويريدون في النهاية أن نسكت عن كل ذلك الانحطاط وتلك العمالة.
لم تعد حركة حماس (مقاومة).. بل (مقاولة).. لتوريد التوتر والعنف والكراهية.. وكانت تقدم نفسها علي أنها عمل نضالي إسلامي.. فأصبحت عملا انقلابيا يوظف الدين.. ويتاجر به وبآياته.. بل إنهم وسط تلك التجارات ينسون أن يرددوا حتي آيات الترحم علي الشهيد الذي قتلوه.. ولم يعلنوا اعتذارا.. وفي الوقت الذي كانوا فيه يصدرون تصريحات قذرة ضد البلد الذي يرعاهم.. أي ضد مصر.. لم ينطقوا حرفا حين مات أحمد شعبان . ؟ المافيا
لم نكن نبالغ حين وصفنا الحركة بأنها أصبحت (مافيا).. تمارس أشرس أنواع العنف ضد شعبها.. ولم تعد تعبأ أبدا بالتحرير والخروج من نير الاحتلال.. ومن خصائص تلك العصابات الإجرامية أن تمارس أحط أنواع السلوك.. لصالح نفسها ومن أجل عناصرها.. ومن خصائصها أيضا أنها يمكن أن تستؤجر لكي تحقق الأهداف لغيرها مقابل أجر ومكسب.. ليس فيه بالطبع أن يتحصل الشعب الفلسطيني علي حريته.
وفي الشهر الأخير تبدي بوضوح سببان يثبتان أننا أمام (مافيا).. وليس حركة مقاومة.. أمام عصابة تخشي علي مصادر دخلها الحرام.. وليس حركة تحرير:
1 - مرة حين شنت علي مصر أسوأ أنواع الحملات.. هي ومن يساندونها علنا وخفية.. لأن مصر تقوم بإجراءات إنشائية علي الحدود.. من شأنها أن توقف حفر الأنفاق.. وأن تسد الطريق علي المهربين.. مهربي المخدرات.. ومهربي السلع.. ومهربي البضائع المصرية المدعومة.. التي يتربح من ورائها قادة مافيا حماس.. ويجنون المكاسب الهائلة.. وعبر نفس الأنفاق يسمحون للمجرمين الفارين من مصر أن يجدوا الملاذات الآمنة لكي يهربوا من تطبيق القانون. وفي مواجهة هذه الإجراءات الإنشائية فإن مافيا حماس إنما تقول أن تعطيل الأنفاق يمنع تهريب السلاح للمقاومة.. وهو كلام مردود عليه.. بما يلي:
تدعي الحركة في كل يوم أنها تقوم بتصنيع السلاح في أرض غزة.. فإما أنها ليست في حاجة إلي أي سلاح آخر لأن لديها قدرتها الذاتية.. وإما أنها تكذب وتروج عن نفسها أساطير ليست فيها.. وأنها لاتملك سوي سلاح تقبض به علي أرواح أهل غزة وتحكم سيطرتها عليهم.
تدعي الحركة أنها تقاوم.. وقد قالت بعد حرب غزة أنها سوف تنتقم لشهدائها.. فلم تفعل شيئا سوي قتل المصريين.. ولا أعتقد أن في نيتها أن يكون آخرهم أحمد شعبان.. فيما إذن سوف تستخدم السلاح.. إذا لم تكن تقاوم إسرائيل بأي طريقة؟!
فيما مضي تسلحت حماس واستعدت فلما اشتد عضدها وبينما هي تسيطر علي أغلبية المجلس الوطني الفلسطيني فإنها انقلبت علي الحكم.. وكان أن أطلقت النار علي أبناء شعبها.. وكان أن ألقت ببعضهم من فوق أسطح العمارات .
ليس من المفترض في مصر كدولة رشيدة أن تهرب السلاح إلي غزة.. ذلك أن هذا يؤدي إلي سقوط شرعية المقاومة التي عليها أن تكون محلية وبأدواتها الذاتية لكي تكون مقبولة في القانون الدولي.. وبالتالي فإما أن التهريب سوف يكون من خلال عصابات إجرامية.. ما يعني أن حماس تساعد الجريمة المنظمة في مصر وتتعاون معها.. وإما أن حماس تنتظر أن يأتيها السلاح من دول أخري.. وعلي مصر أن تسكت.. وأن تقبل.. وأن تغمض عينيها.. وأن تتستر علي هذا الانتهاك المتوالي لسيادتها.
من المعروف تاريخيا أن المقاومة الفلسطينية كانت تعتمد لزمن طويل وحتي الآن علي السلاح الذي تستلبه شراء أو اغتناما من إسرائيل وجيشها.. بل إن إسرائيل نفسها كانت تترك السلاح يمر منها لكي تحارب به الفصائل الفلسطينية بعضها البعض.. فلماذا لا تبحث مافيا حماس عن السلاح عن طريق إسرائيل ؟
- محتال معروف
2 - المرة الثانية التي أثبتت فيها حركة حماس أنها مافيا وليست حركة مقاومة.. هي تلك التي جرت قبل أيام.. حين شنت هجوما مروعا علي مصر.. لكي تطالب بفتح المعبر فورا وبدون أي شروط للقافلة التي تحمل اسم (شريان الحياة - 3 ).. في الوقت الذي كان فيه هؤلاء المنظمون للقافلة يقومون بتكسير أرصفة ميناء العريش.. وتقريبا القيام بعملية احتلال له.

ولابد هنا أن أسجل مجموعة من الملاحظات التي تكشف حقيقة هذه القافلة والمتاجرين بها.. لكي نعرف أبعاد المافيا التي تتربح من وراء الشعب الفلسطيني وباسمه وتقبض أموالا علي حسابه :
سوف يأتي وقت قريب نكشف فيه كل تفاصيل وسيرة جورج جالاوي.. وقت قريب جدا.. وتربحه من إجراءات برنامج (النفط مقابل الغذاء) التي كان يحصل علي كوبونات بها من صدام حسين.. قبل أن يسقط.. وقد كان بدوره يتاجر بحصار الشعب العراقي ويقبض الثمن.. ولم تؤد أي من عمليات مساندته لعراق صدام حسين والعراقيين في عصره إلي حماية العراق بل إلي هلاكه.
معروف عن جورج جالاوي.. وهو ما سوف نفصل فيه فيما بعد.. أنه رجل متعدد الزيجات رغم ديانته.. وقد تزوج فلسطينية وتاجر بها في تنمية علاقاته العربية.. وتزوج من شيعية بعدها وتاجر بها في تنمية علاقاته في اتجاه آخر.. وهدفه الأهم هو أن يبقي عضوا في مجلس العموم البريطاني من خلال حفاظه علي أصوات المتطرفين الدينيين في بريطانيا.

بخلاف معضلات متنوعة في عدم رضوخ جورج جالاوي لقواعد مصر وقانونها في تنظيم قافلته الثالثة - وقد عبر بهذه القافلة من قبل مرتين - فإن أكثر ما يغيظ هو أن تكون عقبة مرور القافلة من جانبه هي عدم قبوله الرضوخ لقواعد الإفراج عن 43 سيارة ملاكي موديل 2010.
وقد قررت وزارة الخارجية المصرية بعد ظهيرة يوم الجمعة «أمس اعتبار جورج جالاوي شخصا غير مرغوب فيه.. ولن يدخل البلاد مرة أخري.. مما يعني أن الدولة قد استجابت لنداءات الصحافة التي تكررت خلال الأيام الأخيرة.. وتطالب فيها بعدم دخول جورج جالاوي إلي مصر مرة أخري. ومما يعني أيضا أن هذه القوافل الإغاثية تنتظر أن يتولاها شخص محترم، وليس «سوابق سياسية، يكون هدفه أن يقدم العون للشعب الفلسطيني وليس إحداث الصخب من أجل من استأجروه.

لا أعتقد أن السيارات الفارهة موديل 2010 كانت ضمن جهود الإغاثة للشعب الفلسطيني الجائع.. وإنما كانت تقدم كرشاوي عبر من أتوا بها إلي قيادات حماس في ذات الوقت الذي جاءت فيه القافلة بسيارات إسعاف من موديلات قديمة وبالية.

أحد أهم عوامل الصخب السياسي حول تلك القافلة مشاركة الأطراف التركية فيها.. بعد أن زايد عليهم جورج جالاوي.. واستفز العنطزة التركية.. وقال إنه قد استطاع أن يوفر للفلسطينيين مائة سيارة معونات.. ومر بقافلته في إسطنبول.. فزايدوا عليه بأن شاركوا بمائتي سيارة.. ووظف الأمر في التنافس السياسي الداخلي بين الأحزاب ذات الانتماء الديني.
هكذا وقف حزب (سعادات) - الذي يطلق عليه المحللون في مصر اسم حزب الإخلاص - في مواجهة حزب العدالة والتنمية مزايدا عليه.. بحيث يثبت أنه يعطي للقضية الفلسطينية أكثر من الحزب المنافس.. وراح هؤلاء يشتمون مصر ويعترضون أمام قنصليتها.. ومن المثير للسخرية أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي الذي قاد مجموعة من النواب في هذه القافلة كان هو قبل ما يزيد علي عام نائب رئيس جمعية الصداقة التركية الإسرائيلية.. ويفخر بزياراته المتكررة إلي إسرائيل حتي الآن.. وهو نفسه الذي قاد الصخب ضد مصر بحجة أنها تعرقل مرور قافلة الإغاثة.
- ما بعد القافلة
وفي قصة القافلة أمور أخري كثيرة جدا . ليس هذا وقتها.. وسوف ننتظر بعض الوقت لكي نعرف كيف يمكن أن تغير هذه القافلة حياة الشعب الفلسطيني في غزة.. كما لو أنها هي التي سوف تقضي علي آثار الحصار وسوف تعيد الرمق إلي الجوعي والظامئين.. وهو احتمال ليس صحيحا علي الإطلاق.. وبغض النظر عن أن المستفيدين الأساسيين من تلك القافلة هم قيادات حماس وأربابهم ومنتظرو السيارات موديل 2010.. فإن القافلة الأولي والقافلة الثانية لم تحدثا تغييرا جوهريا في حياة المحاصرين في غزة .

إن من الواجب علينا أن نمنع هذا (المحتال البريطاني) معروف السيرة من أن يدخل مرة أخري إلي مصر بأي شكل.. خاصة أنه تعهد في غزة عصر يوم الخميس بأنه سوف يكرر قوافله.. وأنه سوف يستدعي إليها شخصيات من نوع الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز.. أو مهاتير محمد.. لا هذا ولا ذاك سوف يمكنهما أن يعيدا الروح إلي جثمان شهيدنا أحمد شعبان.. ولا أي من المسرحيات التي سوف تقام مجددا يمكنها أن تنقذ الشعب الفلسطيني من مأساته مع الاحتلال الإسرائيلي ومع الاحتلال السياسي من مافيا حماس .

وليست المشكلة في القافلة وحدها.. نحن نفهم من الذي يحركها.. وفيما يوظفها.. ومن الذي انضم إليها.. ولماذا.. لكن المشكلة في مافيا حماس.. وهي رغم أن السلطات المصرية كانت تتواصل معها.. ورغم أننا نستقبل قياداتها في القاهرة.. (تهديد حقيقي للأمن القومي المصري).. لا يمكن التعامل معه بالطريقة العادية.. ولا يمكن أن تصنف علي أنها إحدي فصائل الشعب الفلسطيني التي تمثله.. والأسباب كثيرة:

عُد بالمشهد عاما واحدا إلي الوراء.. وقت حرب غزة.. هل حاربت حماس إسرائيل ؟ هل واجهتها ؟ للأسف.. توجهت حماس إلي الحدود المصرية وبدأت تطالب بفتح معبر رفح.. وسعت إلي توريط مصر في الحرب.. وقالت أصواتها إن علينا أن نسمح لأعضائها بأن يفروا إلي بلدنا.. وسقط 1400 شهيد فلسطيني ليس بينهم أحد من قيادات حماس التي فرت واختفت. - استحضِر المشهد الحالي وسوف تجد أن حماس تقوم بنفس الدور.. سواء كانت هناك حرب أو لم تكن.. تشتم مصر وتخونها.. ويكون السبب فقط هو المعبر.. القضية تختصر في منفذ مرور.. والقضية تختصر في بضع سيارات ملاكي تشتاق إليها رفاهية قيادات حماس .

وعد فترة أطول إلي الوراء.. حين نفذت حماس انقلابها علي السلطة الفلسطينية.. في منتصف 2007.. ما الذي تحقق منذ ذلك الوقت سوي تقسيم الأرض الفلسطينية والتحول من مواجهة الاحتلال إلي مواجهة الأشقاء الفلسطينيين لبعضهم البعض.. واستمرار تجارة الحصار من خلال التهريب المنظم عبر الأنفاق.

وعد بضعة أسابيع إلي الوراء.. إلي أكتوبر 2009.. حين كان مقررا بعد مفاوضات لمدة عام أن يتم توقيع الاتفاق بين فتح وحماس في القاهرة لإتمام المصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني.. وتراجعت حماس مرة جديدة.. بعد أن فعلت ذلك من قبل مرات.. لأنها سلمت قرارها إلي قوي أخري خارجها ولأنها قبلت أن تقوم بأدوار مرسومة في دمشق وطهران.. ولأنها ارتضت أن تكون عصابة مأجورة وليست حركة مقاومة. - نظرة علي عموم الإقليم تثبت أن هناك أمثلة متنوعة من هذه العصابات الإجرامية المماثلة لمافيا حماس.. التي تستخدم تحديدا من قبل إيران وأحيانا غيرها لكي تقوم بأدوار بالوكالة تستهدف الأمن القومي العربي برمته والأمن القومي لكل طرف عربي علي حدة.. ماذا تسمي عصابة الحوثيين في اليمن وهي تهدد وحدته.. وتهدد استقرار جنوب السعودية؟ وكيف تصف ما يقوم به حزب الله في لبنان ؟ وبالتالي كيف تري دور حماس علي حدود مصر ؟ هذه كلها حركات التحفت بشعارات براقة ثم كشفتها الأحداث المتوالية.. وتبين للجميع أنها أدوات في أيدي قوة إقليمية لاتريد للبلدان العربية استقرارا حتي تنتهي من مشروعها النووي.


إن علي الحدود المصرية الآن (مافيا) لايجب علي أحد من المصريين أن يتعاطف معها.. وإذا شعر بأي تعاطف ليس عليه أن يتذكر مقومات السيادة المصرية.. أو احترام الحدود المصرية.. أو الانتباه للمخاطر الإقليمية.. أو أياً من هذه المسائل المعقدة.. وإنما فقط أن يتذكر دماء الشهيد أحمد شعبان ومن قبله دموع أسرة ياسر فريج عيسوي وهو شهيد آخر سبقه إلي رحاب السماء.
عادل إمام يحتج ضد حماس اليوم علي مسرحه

اتصل بي الفنان الكبير عادل إمام مساء يوم الخميس الماضي.. حيث عبر عن مشاعره الوطنية المخلصة.. واعتراضه الشديد علي أن يقوم الفلسطينيون بقذف الجنود المصريين بالحجارة.. واستشهاد ابن لمصر من حرس الحدود.. وقال: لماذا نصمت ونعاملهم باللين ؟! ولماذا لم نسمع صوت معارض مصري ولم نسمع أيا من احتجاجات القوي السياسية المختلفة ؟! وكيف يتعامل معنا من هم في حماس كما لو أننا احتللنا غزة ؟

عادل إمام كان قد قرر أن يعقد مؤتمرا صحفيا يعبر فيه عن مواقفه الوطنية وعن مشاعره وعن مساندته لجنود مصر.. في مواجهة ما وقع لزميل لهم.. واتصل بعدد من الصحفيين بالفعل.. ثم عاد وقرر أن يرتب الأمر بطريقة منظمة ومؤثرة.. وسوف يقوم بوقفة احتجاجية علي مسرحه في الثامنة من مساء اليوم السبت.. ويعلق أيضا علي هذه الأحداث المؤسفة.
تحية للفنان الكبير الذي لم يقم بمثل ما سيقوم به عدد من الموصوفين بأنهم سياسيون.

عبد الله كمال
يمكنكم مناقشة الكاتب وطرح الآراء المتنوعة علي موقعه الشخصي
www.abkamal.net
أو علي موقع المجلة :
www.rosaonline.net/weekly
أو علي المدونة علي العنوان التالي‮: ‬
http//:alsiasy.blogspot.com
Email: [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.