لماذا توافق مصر علي دخول جالاوي من الأصل؟ لم يعجبني مشهد جندي من الشرطة المصرية وقد وضع ضمادة فوق رأسه بعد أن أصيب في مواجهات مع مجموعة (شبيحة أوروبا) الملتحفين بشعارات إنسانية.. بعد أن مارسوا ما يمكن تسميته بأنه احتلال لميناء العريش ورفض للرضوخ لقواعد الدولة التي جاءوا إليها.. لم يعجبني لأنني لم أر في المقابل إصابات وسط الشبيحة.. وتساءلت: لماذا علينا أن نلتزم الأدب والأصول مع هؤلاء المنحطين الذين لا يريدون أن يقبلوا بقواعد الشرعية؟! هذا بلد.. وليس ساحة يمكن أن يعبر منها أي أحد.. باعتبارنا ممر ترانزيت.. نحن لسنا حارس عمارة لا يري ولا يسمع ولا يتكلم.. بينما تُرتكب الموبقات في الشقة التي يصعد إليها السفلة.. والذي يريد أن يأتي إلي هذا البلد باحترامه فإن علينا أن نرحب به.. ومن لم يرد أن يحترمنا فلا احترام له عندنا.. وللقانون عصاه.. وللقواعد قبضتها.. وللشبيحة سجون معروفة في كل أنحاء العالم. ما لنا نخاف من التعامل القانوني الواجب معهم.. لأننا لا نريد أن يساء إلي صورتنا في التليفزيونات العالمية.. أصلاً الصورة لن تتحسن حين نعاملهم باللين وهم لا يستحقونه.. والتشويه مستمر.. والتخوين علي مدار الساعة.. والادعاءات لا تتوقف.. وحتي لو أننا أخذناهم بأيدينا وفتحنا لهم بلدنا علي البحري وقلنا لهم ادخلوه وقتما تشاءون وفي أي ظرف.. فإنهم سيواصلون شتيمتنا والقول بأننا نحاصر غزة. الشرطة وأجهزة الأمن في كل أنحاء العالم يتعاملون مع هؤلاء "الشبيحة" كما يجب.. ووفق ما ينبغي.. ولا تشغلهم الصور.. ولا يهتمون بالسمعة.. المهم أمن البلد وسيادته.. وهؤلاء "الشبيحة" لهم عشرات الأسماء في مختلف أنحاء العالم.. سواء قدموا أنفسهم لنا علي أنهم مناصرو غزة.. أو قدموا أنفسهم في مناطق أخري علي أنهم مع حماية البيئة أو ضد العولمة.. وفي كل المؤتمرات الكبري وفي أعرق عواصم العالم.. كان هؤلاء يتعرضون لقسوة الأمن.. في سياتل وروما وبروكسل ولندن.. والكل رأي هذا بالعين.. ولم تنشغل الدول بعمليات ترضية "للشبيحة". وليس خفياً أن أولئك الأوروبيين قد اصطحبوا معهم "ألاضيش" من سوريا وتركيا وغيرهما.. ونحن جميعاً نعلم ماذا يعني هذا. القانون قانون.. ولا ينبغي أن يكون رقيقاً.. كما أنه لا يجب أن يكون عنيفاً بالفطرة.. لكن للقانون آليات تفرضه. والذي يخالفه يتحمل التبعات. ولو شعر هؤلاء للحظة بأننا نخشي علي السمعة ولا نريد أن يساء إلي صورتنا فسوف يستمرئون ويمضون إلي ما هو أبعد.. وسوف نجدهم بين يوم وآخر يريدون أن ينتهكوا قواعد البلد بهذه القوافل التي تسمي إنسانية وتدعي أنها إنما تناصر غزة. شعب غزة لن يموت إذا لم تدخل تلك القافلة.. خاصة إذا كان من بين المعونات 43 سيارة موديل 2010 . لا تعرف كيف يمكن أن تطعم الفقراء.. إلا إذا كانت هدايا لقيادات حركة حماس.. المتخمين بدولارات تأتي من كل حدب وصوب.. والمثير في الأمر أن سيارات الإسعاف التي أتي بها هؤلاء الشبيحة موديلات قديمة.. وضعيفة.. وتفتقد المعايير الواجبة لكي تقوم بمهمتها. الأهم في هذا كله هو السؤال التالي: لماذا نقبل من الأصل أن يأتي هذا الجورج جالاوي إلي مصر.. بكل صخبه وافتعالاته وشبيحته الذين حشدهم من مختلف أنحاء الأرض؟.. ما الذي يجبرنا.. وما الذي يفرض علينا هذا؟! فليذهب إلي الجحيم.. وليمارس إنسانيته المزعومة والمأجورة من أي بقعة جغرافية أخري.. ليس علينا أن نعطيه هذه الدعاية الانتخابية لكي يحصد أصوات المسلمين في بريطانيا ويبقي عضواً في مجلس العموم البريطاني.. ليس علينا من الأصل أن نستقبله.. إذا كنا نقبل بهذا ويثير كل تلك المشاكل.. فما هي الفائدة التي نحققها من الأصل؟! إساءة بإساءة.. ولنرفض دخوله إذا كرر محاولته مرة جديدة. لماذا أعطته الخارجية تأشيرة.. ولماذا وجد تأميناً.. ولماذا فتحنا له البلد.. ولماذا قلنا لفرق البلطجية التي جاءت معه أهلاً وسهلاً؟! لا أهلاً ولا سهلاً.. ولابد أن نتعامل بحسم مع تلك الظواهر.. ليس علي رأسنا بطحة.. ولا يديننا أحد بشيء.. ولن يزايد علينا بضعة تائهين فارغين مأجورين لكي يقولوا إنهم يدعمون الشعب الفلسطيني.. علي حسابنا وعلي أرضنا.. لسنا دولة معبر.. ولا نحن مجرد بواب مسكين عليه.. وإذا كنا نرفض أن تتحول الأنفاق إلي آلية تهريب تحت عنوان دعم المقاومة ونتخذ الإجراءات الإنشائية لمنع ذلك.. فإن جالاوي ليس سوي نفق جاء من فوق الأرض.. وهو يريد أن يهرب سيارات موديل 2010 إلي غزة بدعوي دعم الفقراء. إن علينا أن نخشوشن ونحن نتعامل مع هذا النوع من العصابات التي تكسر رصيف الميناء لكي تحوله إلي طوب تضرب به عناصر الشرطة المصرية.. فيصاب عميد وعقيد ونقيب وجنود.. نحن لم نغلق الأنفاق لكي نؤجر لهم ميناء العريش.. والذي يريد أن يكون إنساناً عليه أن يذهب إلي إسرائيل التي تحتل غزة.. ولا يمارسون تلك الشجاعة معها.. ويأتون ليتشطروا في مصر.. ويجدون من يدافع عنهم في صحفها وعلي منابرها السياسية. فلتذهب إنسانيتهم موديل 2010 إلي حيث ينبغي أن تكون.. ليدخلوا بها من إسرائيل.. أليست لغزة ستة معابر أخري غير منفذ رفح؟! فليجربوا هذا الطريق.. ولنر ماذا سوف يحدث.. أما بلدنا فلا ينقصه هذا الهم.. وهو هم في كل الأحوال.. سواء رحبنا بهم.. أو عاملناهم بالطريقة التي ينبغي أن تكون مناسبة للشبيحة. أكتب هذا دون أن أعلق علي مشهد الأمس المؤسف .. حين قذف عشرات المتظاهرين الفلسطينيين من غزة جنود مصر علي الحدود. فالمشهد لايحتاج إلي تعليق.. بماذا يمكن أن تصف الانحطاط والخيانة؟ [email protected] www.abkamal.net