خبر يقول: وديع الصافى حزين لاتهام البعض له بالتطبيع.. وبداية وقبل الخوض فى هذه القضية، فإنه شىء نطلق عليه لفظ «المستحيل»، فطالما غنى الصافى لفلسطين، لأهلها المحاصرين داخل أوطانهم طالما علمنا مواقفه من خلال أحاديثه وأغانيه وحفلاته الكثيرة. هذه تهمة ابتدعها البعض عن طريق أحد مواقع الإنترنت، أحدث وسائل التكنولوجيا لتصيب فناناً عريقاً فى مقتل، فبدلا من أن نحييه على مشواره الطويل، نلقى فى وجهه الحجارة متهمينه بتهمة بشعة بغيضة. أما حقيقة الأمر فإن هناك مجموعة من الشباب الفلسطينى قرروا عام 2006 تكوين فرقة موسيقية أطلقوا عليها اسم «بيات» وجميعهم من قرية «معليا» فى الجليل الغربى، تقدم التراث اللبنانى من اسكتشات رحبانية وأغان لفيروز ووديع الصافى، فما منهم إلا أن أرادوا تكريم هذا الرمز اللبنانى الأصيل، رمز من رموز الوقوف أمام التطبيع مع عدو لا يريد سوى سفك الدماء حتى إن أتيحت له فرص للسلام، فإنهم كارهون له ولن يتحقق على الأقل فى المستقبل القريب. قررت فرقة «بيات» إقامة حفل تكريم لوديع الصافى أقيم فى منطقة رأس العامود المطلة على المسجد الأقصى، فما كان من المطرب الكبير إلا أن تواصل معهم عبر الفيديو كونفرانس فى محاولة منه لتشجيعهم وحثهم على البقاء والمقاومة، فما كان من البعض إلا أن اتهموه بالتطبيع مع إسرائيل بحضوره حفل التكريم على الرغم من أنه قد تابعه عبر اللينك.. فهل نستطيع أن نقول إن التكنولوجيا جعلت كل من يستطيع أن يطلق خبرا وإن كان كاذبا وعارياً من الصحة، أن ينشره دون أدنى رقابة. والقضية الأهم والإشكالية الأخطر: هى كيف نتواصل مع الفلسطينيين الذين هم بالداخل والذين لا نسمع عنهم إلا فى نشرات الأخبار وأخبار صغيرة فى صفحات داخلية بالجرائد والتى قد تمر على الكثيرين مرور الكرام، ولكن الحقيقة تقول إن الوضع بالداخل مأساة حقيقية ومستمرة، لم يستطع أحد إيقافها ولن يأتى من يجبر العرب على الالتفاف حول فلسطين، كيف نتواصل مع هؤلاء؟ كيف نقول لهم قاوموا؟ كيف نشجعهم؟ كيف ومليون كيف؟! آخر حركة فرقة «بيات» فلسطينية مئة بالمئة، وإسرائيل تحاول صبغ كل ما هو فلسطينى بمسحة إسرائيلية.. إنه فخ كبير منصوب لنا، وللأسف يقع البعض فيه بغباء وجهل شديدين.