الله سبحانه وتعالى إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون. بالتالى فالمعجزات التى أجراها الله سبحانه وتعالى على يد الأنبياء أو منحها للأنبياء لا تخضع للتفسير العلمى. لقد قال سبحانه للنار أن تكون بردا وسلاما على سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام فصارت النار المتوهجة بردا وسلاما عليه بناء على الأمر. وقال لسيدنا عيسى عليه السلام أن يحيى الموتى بإذنه، كما أجرى العديد من المعجزات على يد سيدنا موسى عليه السلام ومنها معجزة انشقاق البحر، حيث أمر موسى أن يرفع عصاه فانشق البحر، وترتب على انشقاق البحر أن يخرج هو وقومه من مصر وأن يغرق فرعون. ولقد قام مؤخرا عدد من الباحثين الأمريكيين بعمل دراسة فسروا فيها معجزة انشقاق البحر، لنبى الله موسى عليه السلام بالرياح، حيث زعمت الدراسة أن هذا الانشقاق تم بواسطة رياح قوية. مما جعلنى أتوقف أمام تعليق الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير منطقة آثار نويبع وأمين لجنة الإعلام بالاتحاد العام للآثاريين العرب على ما تم نشره حول هذه الدراسة فى مقابلة مع شبكة الإعلام العربية «محيط»، قائلا إن هذا التفسير هو تكرار لنظريات سابقة تحاول البحث عن مخرج علمى للمعجزة الإلهية الواضحة التى سردها القرآن الكريم بكل تفاصيلها. وأشار د.عبدالرحيم ريحان إلى أن عبور بنى إسرائيل كان عند «القلزم» (السويس حالياً) حيث يقترب الشاطئان ليروا المعجزة أمامهم رأى العين بنص القرآن الكريم «وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون» (البقرة 50).. ومن الشواهد الأثرية الباقية بسيناء لرحلة الخروج منطقة عيون موسى 165 كم من القاهرة، وكان عدد هذه العيون 12 عينا بعدد أسباط (عائلات) بنى إسرائيل، وكانت العيون متفرقة حتى لا يتكالبوا على الماء. الدكتور عبدالرحيم ريحان ذكر أيضا أن الدراسات الحديثة التى قام بها «فيليب مايرسون» أثبتت أن المنطقة من القلزم (السويس) حتى موقع عيون موسى هى منطقة قاحلة جداً مما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم كل هذه المسافة فتفجرت لنبى الله موسى هذه العيون..أما الشاهد الثانى فهو معبد «سرابيت الخادم» 270كم من القاهرة وذلك طبقاً لخط سير الرحلة عبر جنوبسيناء من عيون موسى إلى وادى غرندل إلى هذا المعبد، حيث مروا على قوم لديهم أصنام فطلبوا من نبى الله موسى أن يجعل لهم إلها من الأصنام، ورد عليهم بأنهم قوم يجهلون. وهذا هو المكان الوحيد فى طريقهم الذى يوجد به معبد مصرى قديم يحوى العديد من التماثيل. الشاهد الثالث هو موقع طور سيناء الحالية الذى عبدوا به العجل الذهبى الذى صنعه لهم السامرى (من المقتنيات الذهبية المسروقة من مصر القديمة) فى غياب نبى الله موسى 40 يوماً لتلقى ألواح الشريعة. وكانت عبادة العجل قرب بحر بنص القرآن حين خاطب سبحانه وتعالى السامرى بأن هذا العجل سيحرق ثم ينسف فى اليم وتعنى البحر، كما أن هذا المكان تتوفر فيه مصادر المياه والنبات وتركهم به نبى الله موسى حتى لا يتعرضوا للعطش والجوع فيتذمروا كعادتهم .. الشاهد الرابع هو منطقة الجبل المقدس وهى المحطة الرابعة التى تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه فى رحلته الأولى وحيداً. وهذه المنطقة بها شجرة من نبات العليق لم يوجد فى أى مكان آخر بسيناء وهو لا يزدهر ولا يعطى ثمارا، وفشلت محاولات إنباته فى أماكن أخرى مما يؤكد أن الشجرة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه شجرة العليقة المقدسة.