فكرة تحويل فيلم سينمائى إلى دراما تليفزيونية فكرة تعنى العجز عن الابتكار أو بالأصح «الإفلاس الفكرى» وكأنه لايوجد من المشاكل أو الأفكار ما يمكن تحويله إلى عمل درامى، بالإضافة إلى أن هذه الأعمال يصبح محكوما عليها بالفشل قبل المشاهدة مثلما حدث من قبل مع فيلمى «رد قلبى» «وفى بيتنا رجل» عندما تم تحويلهما إلى مسلسلين. ولكن الموقف بالنسبة لمسلسل العار قد اختلف قليلاً فلم يقدم المسلسل الفيلم الذى تم إنتاجه 1982 وأخرجه على عبدالخالق وألفه محمود أبوزيد بحيث يصبح نسخة مطولة كما توقع الجميع، لكن المؤلف أحمد محمود أبوزيد وهو ابن مؤلف قصة «فيلم العار» استطاع أن يقتبس من روح الفيلم ويقدمها من خلال بناء درامى مختلف تماما عن النسخة الأصلية. المسلسل يقدم ثلاثة أبناء - مثل الفيلم - لأب يعقد صفقات مشبوهة وأم متدينة وبنت متزوجة لكنه وضعها فى إطار مغاير لنهاية الفيلم، فإذا كان العملاق نور الشريف لم «يفيش الهوامش» ولم يحصل على المخدرات فقد جاءت أحداث المسلسل مكملة لنهاية الفيلم، فبعد نجاح صفقة المخدرات «الكيدوفين» وأخذ الملايين وتوزيعها على الأبناء يقدم لنا المسلسل كيفية التعامل مع الثروة الحرام وكيفية ضياعها وما يحدث لمن استحل الحرام حتى وإن لم يقبل فى بداية الأمر. كان اختيار تتر المسلسل رائعاً من حيث الكلمات واختيار المطرب آدم بصوته المميز والمؤثر، وقد نجحت المخرجة شيرين عادل فى تقديم تلك الأحداث من خلال البطولة الجماعية حسن حسنى ومصطفى شعبان وأحمد رزق وشريف سلامة، وعفاف شعيب وعلا غانم وهى الوحيدة المحظوظة لعدم عقد مقارنة بينها وبين أحد، لأنه لا وجود لهذا الدور فى الفيلم وقد أدت دورها ببراعة خاصة أنها تقدم حياة البنت الشعبية لأول مرة، كما أدى أحمد رزق الدور بشكل جيد وأقنعنى بأنه شخص ضعيف الشخصية وأن غلبت على الشخصية السذاجة فى بعض اللحظات، أما مصطفى شعبان أى «مختار» فى المسلسل، فعلى الرغم من أنه ممثل جيد فإنه وقع فى مأزق تقليد نور الشريف فى الفيلم بنفس تعابير وجهه وابتسامته ونبرة صوته عندما يقول «حد الله ما بينى وبين الحرام» وأسلوبه فى الكلام مع أن دوره فى المسلسل ابن عاق لوالديه معجب بالحياة الحرام ويرى أن كل شىء مباح ومشروع بقوانين من وضعه كأن يتزوج عرفيا لمدة يوم واحد. لكن المسلسل عابه التطويل الشديد لمجرد تقديم نهاية مختلفة عن الفيلم الذى استغرق عرضه ساعتين فى ثلاثين حلقة كاملة يعنى كل لقطة فى الفيلم تم تقديمها فى حلقة كاملة وبدا هذا واضحا فى أكثر من مشهد وفى أكثر من حلقة مثل ظهور مصطفى شعبان فى الكباريهات وصرفه على الراقصات، وهو ما أثار الجدل بين العديد من المشاهدين لظهور راقصة بملابس خليعة والتركيز على الراقصة أثناء رقصها، وظهر المط أيضا فى تكرار مشهد الدكتور الذى يخبر شريف سلامة أن ابنه توقف قلبه وبعد ذلك يخبره أنه استطاع أن ينقذ الموقف ومن رؤيتى الشخصية أرى أن المؤلف كان يستطيع تقديم نفس القضية دون الاقتراب من الفيلم حيث لا يصبح هناك وجه للمقارنة هى فى الواقع لصالح الفيلم بنجومه الكبار «محمود عبدالعزيز نور الشريف وحسين فهمى» وأدائهم المدهش.