بجانب مشوارها الإذاعى.. هى مُعدة ومقدمة لأول برنامج أطفال باللغة الإنجليزية على شاشة القناة الثانية بعنوان «كل أطفال العالم» قارئة ورئيس تحرير نشرات الأخبار باللغة الإنجليزية ومقدمة برامج، استطاعت أن تحتل مكاناً لدى المشاهدين وقدمت التغطيات الإخبارية المتميزة والحوارات التليفزيونية مع كبار الشخصيات السياسية كمراسلة ومحررة ومترجمة فى العديد من الفعاليات الدولية كمؤتمر مدريد للسلام واتفاقية الخليل. الرئيس السابق لقناة النيل الدولية ولقناة النيل للأخبار، هى من تولت منصب نائب رئيس قطاع التليفزيون ورئيس القناة الفضائية المصرية، ومن حصلت أثناء رئاستها لتلك القنوات على العديد من الجوائز والأنواط وشهادات التقدير تكريماً لها على دورها الإعلامى المتميز ، إنها رئيس شبكة تليفزيون النيل ورئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة الإعلامية المتميزة دائماً «هالة حشيش». مشوارها حافل بالخبرات المتراكمة والمتعددة والمتنوعة من التدريس بالجامعة والعمل كمترجمة برئاسة الجمهورية والعمل فى الهيئة العامة للاستعلامات وفى الإذاعة والتليفزيون. تم اختيارها للمشاركة فى إعداد وتقديم نشرة أخبار الأرض فى حوار الشمال والجنوب.. وعضواً فى لجان تحكيم الأعمال التليفزيونية والإخبارية فى المسابقات الدولية. وفى مكتبها بالدور السابع بمبنى ماسبيرو استقبلتنا ووجدتها سيدة مليئة بالمرح والإقبال على الحياة كانت تشاهد البث التجريبى لقناة التليفزيون العربى 50 عاما.. وهى قناة مخصصة لعرض كنوز زمن الأبيض والأسود سواء أفلاما أو برامج أو مسلسلات سألتها عن القناة فأجابتنى: - هذه القناة تبث فى إطار الاحتفال باليوبيل الذهبى للتليفزيون المصرى وتم اختيار هذا الاسم لأن أول بث تليفزيونى كان تحت نفس المسمى «التليفزيون العربى» وسنرى على هذه الشاشة شباباً كانوا فى بداية ظهورهم فى هذه الفترة وتم اكتشافهم وهم الآن من كبار الفنانين والشعراء والمثقفين وسنعرض عليها البرامج والأفلام فى فترة الأبيض والأسود وبداية الثمانينيات وكذلك أولى النشرات الإخبارية فى ذلك الوقت ومرحلة تطور التليفزيون من الأبيض والأسود إلى الألوان. وأنا شخصياً فوجئت بأن لى نشرة أخبار قدمتها عندما كنت فى البدايات. هل كنت مبهورة بهذه التجربة؟ - فى هذا الوقت كنت فقط أمارس شيئاً أحبه ولم يكن هناك هذا الزخم من القنوات الفضائية العربية والأجنبية لذلك لم تكن أمامنا أى فرصة لتقليد الغير فكان إبداعنا ينبع من رغبتنا المستمرة فى تطوير أنفسنا وبحثنا الدائم عما يناسب مجتمعنا وفكرنا. لم تكن فرص الظهور على الشاشة كبيرة لقلة عدد القنوات هل هذا جعل المنافسة شديدة بينكم؟ - لم تكن منافسة بقدر ما كانت مسئولية الظهور أمام الناس لأننا كنا تحت «الميكروسكوب» نحاسب على أتفه الأخطاء التى نرتكبها لذلك لم نسع للشهرة والنجومية بل لأداء عمل مقتنعين به ونحبه ونجيده ونستعد له بتجهيزات مسبقة. ما الاستعدادات؟ - أنا شخصياً كنت أحرر مادة الأخبار الخاصة بى قبل أن أقرأها على الشاشة لأننى كنت مذيعة نشرة باللغة الإنجليزية وكثير من المخرجين والفنيين لا يجيدون اللغة لذلك كنت أقوم بتحرير النشرة بنفسى ثم أترجم هذه المادة إلى اللغة العربية وأعطيها للمخرج حتى يباشر عمله وفى الإذاعة كذلك كنت أقوم بنفس الدور وهذا جعلنى دائماً على إلمام تام بالمادة الإخبارية وقادرة على تلافى أى أخطاء يمكن أن تحدث أثناء قراءة النشرة على الشاشة دون أن يشعر المشاهد. وكيف كانت لجان الاختبار ? ! لجان الاختبار كانت لا تقبل بأنصاف المذيعين ولا تنفع معها الوساطة على الإطلاق وأتذكر بعض الأسماء اللامعة فى لجان الاختبار منها يوسف إدريس وهمت مصطفى وبابا شارو وصفية المهندس بالإضافة إلى رئيس المجمع اللغوى. وكان يتم اختبارنا فى الترجمة والمعلومات العامة والإلقاء بالإضافة إلى القبول على الشاشة وطبقاً للنتيجة يتم تحديد من يصلح للإعداد ومن يصلح للتقديم والمراسلة. وبعد ذلك نخضع لدورة تدريبية وطبقاً لتقرير هذه الدورة قد نخضع لثانية وثالثة كل هذا من أجل أن نبدأ فى قراءة شىء بسيط علاوة على أن طريقة الأداء المثلى للصوت كانت لا تكتمل إلا بعد مرور عام من التدريب أمام الميكروفون بالإضافة إلى بعض التفاصيل المهمة كطريقة الجلوس أمام الكاميرا. كنت مراسلة قطاع الأخبار فى إسرائيل لمدة 25 يوماً خلال اتفاقية الخليل ما ذكرياتك فى هذه الفترة؟ - نعم كنت من أوائل المراسلين المصريين الذين سافروا إلى إسرائيل وقد أجريت عدة حوارات خلال هذه الاتفاقية المهمة مع شيمون بيريز وصائب عريقات ودينيس روس مبعوث الولاياتالمتحدة لمباحثات السلام فى الشرق الأوسط. ؟ وهل هذه كانت القواعد التى تطبقينها على برامجك التليفزيونية مثل «سباق الأغنيات» وغيره من البرامج الأخرى؟ - بالطبع.. فقواعد العمل الإعلامى لايمكن أن تتجزأ والحرص على الإجادة والظهور بالشكل المناسب أمام المشاهدين بالخلفية والاستعداد المعلوماتى والثقافى يستوجب الحرص والتدقيق وإتمام قواعد الإجادة.. وهذا ما تعلمته من الكبار الذين تدربت على أيديهم مما جعل التواصل بينى وبين المشاهدين فى أفضل صورة. الإذاعة هى محطة مهمة فى مشوارك كيف بدأت؟ - عندما بدأت فى الإذاعة تلقيت تدريبى على يد يحيى حيدر وعلى جوهر وأحمد فوزى وكانت مجموعة قوية جداً وأول شىء تعلمته أمام المستمعين أن أكون نفسى وتكون لى شخصيتى الخاصة بى لأن هذا سيترك أثره عند الجمهور وكنا نركز بالأساس على أداء رسالة خدمية للمجتمع وهذا دور القطاع بأكمله إلى الآن فهو مدعوم من أجل تحقيق مصالح العامة وبالتالى كنا نعى جيداً أن مسئولية تطوير المجتمع ملقاة على اكتافنا فهذا هو الوعى الذى نشأنا فيه كإعلاميين. كيف استطعت أن تدخلى بقناة النيل الإخبارية فى سباق مع قنوات الأخبار العربية؟ - كان هذا مطلبا منذ اليوم الأول الذى توليت فيه منصب رئيس قناة مصر الإخبارية وكانت إحدى المهام التى كلفنى بها الوزير أنس الفقى كما وجهنى إلى ضرورة العمل على تدريب المذيعين على العمل بنفس الأسلوب الذى كنا نعمل به كمقدمى نشرة باللغة الإنجليزية حيث عمل مذيع النشرة كمراسل ومحرر للخبر وأيضاً من يقوم بالمونتاج بالإضافة إلى الاجتماعات اليومية مع جميع إدارات القناة للاتفاق على أجندة العمل. واستطعنا من خلال العمل الجماعى أن نكون متواجدين وعلى مستوى المنافسة لأننا الأجدر بعرض وجهة النظر المصرية بشكل واضح فى كل القضايا المتعلقة بنا واعتمدنا على السبق فى نقل الخبر والمصداقية كذلك وكان لنا السبق فى تغطية أحداث عديدة منها أحداث شرم الشيخ وتفجيرات الحسين وحريق مجلس الشعب وغيرها من الأحداث التى نقلناها بمنتهى الشفافية فى الوقت الذى كانت القنوات الأخرى تنقلها بما يتناسب مع أجندتها الخاصة. وحتى نصل إلى هذه النتيجة حرص وزير الإعلام أنس الفقى على تزويد القناة بأجهزة ذات تقنيات عالية مع تدريب العاملين عليها على أسلوب العمل السريع مما جعلنا على صف واحد مع قناتى الجزيرة والعربية وفى بعض الأحيان كنا نحقق معدلات مشاهدة أعلى من قناة العربية . هل تعقد لجان اختبار المذيعين بصفة دورية؟ - بالتأكيد لا لأننا نعانى من التضخم فى العمالة.. والاتجاه الحالى هو الاهتمام بالعاملين فى القطاع وخلق الفرص التى تساعدهم على التطور والظهور حتى يصبح أبناء هذا المبنى نجوماً كما كانوا فى السابق. وما يؤلمنى حقيقة أن المذيعين أصبحوا يستخدمون اللغة الدارجة فى الشارع بدلاً من أن يرتقوا بها وفرض علينا أسلوب العشوائيات بحجة أن «الناس عايزة كده». ولكن فى السابق كنتم تسيرون على نظام واضح؟ - فى السابق كان الإعلام مقصوراً على قناتين فقط وكنا نتلقى تدريباً متواصلاً ونتعرض لاختبارات مستمرة دون أن نعترض ونقيم الدعاوى القضائية أو نسير فى مظاهرات كما يحدث الآن. هل أنتِ راضية عن مستوى المذيعين فى القنوات المتخصصة؟ - يحتاج البعض منهم إلى الفرصة الحقيقية والبعض الآخر يحتاج إلى إعادة النظر فيه وهناك من يحتاجون إلى تدريب تقنى ووعى. والغريب أن الكثير منهم يعتقدون أنهم كفاءات نادرة ولا يحاولون أن يطوروا أنفسهم ويتجهون إلى الفردية ويبتعدون عن مفهوم العمل الجماعى وهذا أحد أهم المشاكل التى أواجهها وأحاول التغلب عليها. قناة الأسرة والطفل بالرغم من تفردها فهى غير قادرة حتى على التواجد وتحقيق نسب مشاهدة؟ هذه من المهام التى كلفت بها من الوزير أنس الفقى ونقوم بتحديثها ليصبح لها اهتمام خاص بالأطفال واهتمام عام بالعائلة وسنغير اسمها إلى قناة «العائلة» وسنحاول التغلب على السلبيات التى توجد بها من خلال تحديث التقنيات بها وتطوير أدوات العمل وأفكار البرامج وتعديل خريطة عرضها.. وكذلك قناة النيل الثقافية وقد أصدر وزيرا الإعلام والثقافة قرارا بتشكيل لجنة مختصة بتطوير هذه القناة وستهتم هذه القناة بعرض تاريخ مصر القديم والحديث بالإضافة إلى التركيز على اكتشاف المواهب الشابة فى مختلف فنون الثقافة فمصر مليئة بالحراك الثقافى وسنحاول أن نقدم قناة تليق بهذا الحراك. انتِ إعلامية ناجحة وأم ناجحة أيضاً وبرغم ضيق وقتك كيف استطعتِ تحقيق المعادلة؟ - سوزانا هى حياتى وقد حرصت منذ صغرها أن تتعلم كيفية الاعتماد على النفس لأنها طفلة وحيدة فلم أكن أساعدها فى استذكار دروسها ولم تأخذ أى دروس خصوصية فقط كانت تعتمد على المدرسة وقدرتها على تنظيم الوقت والالتزام بأداء واجبها وكانت منذ صغرها تحب الكتاب حتى قبل أن تعرف القراءة والكتابة وهذا شىء مهم. أما الآن فهى صديقتى التى آخذ رأيها فى كل شىء فى حياتى.