صدام... هكذا ينادى المنادى فى الأسواق أو فى ميدان عام، ينتبه العابرون فجأة، يعتريهم الصمت لحظات حين يسمعون شخصا يجيب ب (نعم)، ثم يتناثرون كما جاءوا، بينهم من على شفتيه ابتسامة، ومنهم المتمنى عودة أيام صدام، وأغلبهم لعن صدام ومن نودى به...!! هكذا أصبح اسمى يمثل حاجزا كبيرا بينى.. وبينى، ومن الغريب أننى وابن عمى نتشارك نفس الاسم.. ونفس العمر، وأعمل فى مجال الصحافة ويعمل هو فى المملكة العربية السعودية، بعد الأحداث الأخيرة واحتلال العراق وإعدام صدام حسين بدأت تواجهنا تعليقات أقرب ما تكون إلى السخافة، فيفاجأ ابن عمى بمجرد دخوله أراضى السعودية ومعرفة كفيله باسمه ليقول له صراحة (ورب الكعبة لو أعلم أن اسمك صدام لكنت رجعتك لبلدك من المطار) ليس هذا فقط وإنما يتعرض لمضايقات بسبب شىء لا يد له فيه، وبحكم عملى فى مجال الصحافة كنت معرضا لمقابلة فنانين عراقيين خرجوا من العراق هربا من بطش صدام وولديه عدى وقصى كالفنان كاظم الساهر، والذى أجريت معه حوارا فى عام 2005، بدون أن يعلم اسمى الحقيقى، وذلك خوفا من عدم قبوله بإجراء الحوار أو طردى من المكان الذى أجريت به الحوار..!!، وفى موقف آخر تصادف وجودى فى معرض الكتاب وقابلت أخى ومعه الشاعر كريم العراقى وهو شاعر معروف وكتب العديد من الأغانى للفنان كاظم الساهر، وبدأت فيما بيننا رحلة التعارف كالتالى: الشاعر كريم العراقى.. أخويا صدام..، وكان الرد من جانب كريم (نعم... هو أنا تركت العراق وهربت منك 14 عاما وأعود لأجدك فى مصر)، وفى موقف آخر كنت فى زيارة لوالد أحد أصدقائى وكان فى المستشفى حيث يعانى من كسر فى أحد رجليه وبعد أن تعارفنا وجلست بعض الوقت نظر إلىَّ فجأة وقال (غير اسمك ده) وبطبيعة الحال سألته ليه فقال لى (هو أنت اسمك عاجبك كده) فقلت له (أنا بقالى 25 سنة بالاسم ده، وبعدين اتعودت عليه وما ينفعش أغيره)، قال لى فى عصبية وضيق وتبرم: هو اسمك معناه إيه وبعد خمس دقائق من التفكير قلت له مشتق من فعل صدم فنظر إلىَّ كمن فاض به الكيل أو كمن لا يحتاج إلى دليل أكثر من هذا و (أنت عاجبك كدا تمشى بالاسم ده) وحاولت أن أجاريه فى المناقشة وقلت له لكن لكى أغير اسمى يجب أن أرفع قضية على والدى حسبما سمعت، فكان الانفجار من ناحيته (ارفع عليه قضية أو احبسه أحسن ما تمشى بالاسم ده، وماتكلمنيش فى الموضوع ده تانى) ثم طب ساكت.