السباق العالمى والتنافس بين الدول الكبرى لم يعد ميدانه الوحيد هو استعراض القوى فى مجال التسلح والحروب بل أصبح استعراض القوة الناعمة للدول فى ميدان العلوم والتعليم والبحث.. أهم أسباب تحقق التواجد والعالمية وهاهى اليابان ذلك العملاق الاقتصادى والتكنولوجى يختار مصر لإنشاء أول جامعة يابانية خارج الاراضى اليابانية، وهو بلا شك دليل على مكانة مصر المتميزة فى المنطقة، تماماً كما فعلت دول أوروبا التى سبقتها مثل ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا، وقبل الجميع طبعاً أمريكا. حتى وإن اختلفت طبيعة إنشاء كل جامعة منهم هل هى ذات طابع قومى «تمت بالاتفاق ما بين حكومتى البلدين» أم خاصة «تمت بالاتفاق ما بين أفراد وجامعات أجنبية فى الخارج». أحدث وليد فى عالم الجامعات افتتحها الأسبوع الماضى فى القرية الذكية د. أحمد نظيف رئيس الوزراء والسيدة فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولى والدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى ولفيف الجانب اليابانى على رأسه السيدة «ساداكو أوجاتا» رئيسة هيئة التعاون اليابانى «جايكا»، ورئيس شركة «ميتسوبيشى» أحد المساهمين فى الجامعة وممثلى الجامعات المتعاونة فى إنشاء الجامعة المصرية اليابانية «E Just».. كان حلماً يراود البلدين بدأت كفكرة فى منتدى الحوار العربى اليابانى فى طوكيو «2003»، بذلت فيها السيدة فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولى جهوداً كبيرة .. إلى أن تأسست فى مدينة برج العرب الجديدة فى محافظة الإسكندرية وتم الإعلان رسمياً بالقرار الجمهورى رقم «149» مايو 2009 كجامعة مصرية ذات شراكة يابانية أساسها البحث العلمى والتعليم المتطور.. وتتمتع تلك الجامعة بدعم العديد من الهيئات الحكومية المصرية.. ومن الجانب اليابانى تحظى تلك الجامعة بدعم وزارة الخارجية ووزارة التعليم والثقافة والوكالة اليابانية للتعاون الدولى «جايكا». الجامعة المصرية اليابانية توفر تعليماً هندسياً وأنشطة بحث علمى على الطراز اليابانى بحيث تصبح مركزاً محورياً فى مصر والشرق الأوسط والعالم العربى وأفريقيا وتقوم اليابان بالتصميم العام للجامعة وصياغة المناهج الدراسية إدارة الجامعة ونظامها وهيكلها، كما تقوم بإيفاد متخصصين من أجل ذلك وإيفاد المدرسين الذين سيكونون نواة لهيئة التدريس وتقدم اليابان مساعدات لتجهيز غرف البحث بالأجهزة اللازمة. وتقول السيدة «أوجاتا» رئيسة هيئة التعاون اليابانى «جايكا» إن الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا تختلف عن التعليم العالى الفنى الموجود فى مصر، فهى مركز للتعليم التكنولوجى اليابانى. وأضافت أن هذه الجامعة تعد جسراً كبيراً بين المنطقتين الآسيوية والأفريقية يشارك فيه العلماء والباحثون والطلبة والمطلوب منهم أن يحولوا المشاريع البحثية إلى ابتكارات وحل للمشاكل التى تعانى منها مصر. ويقول د. أحمد خيرى القائم بأعمال رئيس الجامعة إن الجامعة كانت حلماً يراود كل من يعمل فى مجال البحث العلمى فى مصر.. عملنا عليه لمدة ست سنوات خلالها استطعنا إثبات قدرتنا على إنشاء هذا الصرح التعليمى المتميز الذى يحمل اسم اليابان على أرض مصر، وأضاف: بالطبع لم يكن إقناع الجانب اليابانى بهذه الشراكة بالأمر السهل كونها أول مؤسسة تعليمية تحمل اسم اليابان . وصرح د. هانى هلال بأن هذه الجامعة تأتى تتويجاً لعلاقات التعاون العلمى المشترك بين مصر واليابان وتستهدف هذه الجامعة تقديم خدمة تعليمية متميزة، والدراسة بها بدأت فى فبراير الماضى بقبول 18 طالب ماجستير و«12» طالب دكتوراة ويدرس هؤلاء الطلاب فى ثلاثة برامج هندسية وأنه سوف يتم إنشاء برنامجين آخرين فى سبتمبر 2010 وأوضح الوزير أن مجلس أمناء الجامعة المصرية اليابانية يتكون من «14» عضواً بالتساوى بواقع سبعة ممثلين لكل دولة ويرأس الجانب المصرى د. يسرى الجمل وزير التعليم السابق. وأكد د. أحمد نظيف رئيس الوزراء خلال افتتاحه للجامعة أن مصر لديها خطة طموحة للارتقاء فى مجال العلوم التكنولوجية، ولديها من الكفاءات والكوادر البشرية المؤهلة لتحقيق انطلاقة كبيرة فى هذا المجال وناشد د. نظيف أعضاء هيئة التدريس والقائمين على الجامعة بضرورة السعى لتحقيق التميز والتفوق وربط العلم والتكنولوجيا بواقع الصناعة والحياة والسعى لخلق قدرات رجال الأعمال الشباب وقيادات المستقبل، وأكد أيضا أن مصر تضع رؤية جديدة للتحرك نحو الجنوب فى أفريقيا بما يتماشى مع مقتضيات العصر انطلاقا من اهتمامها التاريخى بأفريقيا .