تستهوينى قراءة الأخبار الطريفة بعد أن قاطعت وخاصمت قراءة كل ما هو سخيف ورذيل وكئيب من أخبار وتحقيقات!! وهذه عينة من بعض الأخبار التى أسعدتنى وأبهجتنى وأدعو كل الناس المهمومة بما يحدث بين فتح وحماس أو عودة الهدوء للعراق أو احتمالات تقسيم السودان أو جنون أسعار اللحوم والسكر والحديد ومشاكل التحكيم فى كرة القدم إلى قراءة هذه الأخبار! الخبر الأول عنوانه «التفاؤل يقوى المناعة» وتقول تفاصيله: اكتشف باحثون أمريكيون أن التفاؤل لا يحسن المزاج فقط، وإنما يقوى نظام المناعة أيضاً، وأوضحت الدراسة أنه كلما أصبح الطلاب أكثر تفاؤلاً تكاثر عدد خلايا المناعة عندهم لمحاربة الفيروسات والبكتيريا، أما عند تراجع نسبة التفاؤل فإن عدد خلايا المناعة يتراجع. وأتمنى ألا تقرأ الحكومة وخاصة د. يوسف بطرس غالى هذا الخبر، فإن أول ما سيتبادر إلى ذهنه هو إصدار قانون بفرض ضرائب على كل متفائل!! كما أننى أدعو كل من يتفاءل أن يكون ذلك فى السر وبعيداً عن عيون وآذان الحكومة!! أما الخبر الثانى فعنوانه «المال مسكن للآلام» ويقول: المال قد يكون بديلا عن الأدوية المسكنة للآلام التى تصيب جسم الإنسان كالصداع وآلام الرقبة وغيرها، كما تقول دراسة أمريكية حديثة أجريت على جامعة مينسونا الأمريكية، ونشرت فى دورية العلوم النفسية، الباحثون طلبوا من مجموعة طلاب القيام بعد 80 ورقة مالية من فئة مائة دولار أو عد 80 ورقة بيضاء فارغة من أجل معرفة تأثير ذلك عليهم، ولم يكشف الباحثون للطلاب السبب الرئيسى لهذه التجربة، وأوهموهم أن الهدف منها هو اختبار مهاراتهم فى عد الأوراق المالية وغيرها، ثم طلب من هؤلاء الطلاب وضع أيديهم فى مياه ساخنة من أجل معرفة مدى تحملهم للحرارة والشعور بالألم!!». وربما يفسر هذا الخبر سر كآبة واكتئاب الموظف هذه الأيام حيث يتقاضى راتبه نقوداً معدنية يملأ بها جيوب بنطلونه وقميصه، حيث تكاد النقود الورقية أن تنقرض أو تتلاشى! صحيح تخيل نفسك عندما تقبض الراتب والحوافز والبدلات نقوداً ورقية من فئة الربع جنيه والخمسين قرشا والجنيه والخمسة جنيهات حتى المائة جنيه ثم تقوم بفرشها على السرير أو الكنبة وتتأملها بفرح وسعادة حتى ولو لدقائق، أليس ذلك يدعو للبهجة بدلا من هذه النقود المعدنية المسخوطة!! فعلا شوف الفلوس واتعلم السعادة والبهجة! أما إذا تبخر هذا الراتب فى خلال ساعات على مصاريف البيت، وهو لن يغطى متطلباتك سوى لأيام قليلة، ووجدت نفسك حائراً بائساً حزيناً تبكى على حالك، فهذا هو عز الطلب، فالبكاء مفيد جداً، فقد كشفت دراسة استرالية أن ترك الطفل يبكى حتى النوم يحمى الأم من الإصابة بالاكتئاب ويساعد على النوم الهادئ بعد ذلك، فإذا كان بكاء الطفل يحمى الأم من الاكتئاب، فالمؤكد أن بكاء الزوج الموظف سوف يحمى زوجته سواء كانت ست بيت أو موظفة من الاكتئاب!! نعم ورغم كل الكوارث والمشاكل والهموم والهواء الملوث وجنون الأسعار وفلتانها فقد زاد متوسط عمر الإنسان، فقد كشف تقرير صادر عن الأممالمتحدة عن أن متوسط عمر الإنسان زاد بمقدار 21 سنة خلال الستين سنة الأخيرة بفضل التقدم الطبى الهائل والاهتمام بالنظافة العامة، وقد ارتفع متوسط عمر الإنسان من 47 سنة فى المتوسط إلى 68 سنة!! واللى يعيش أكثر يشوف أكثر، ويقرأ أكثر وأكثر مثلا: شهدت مدرسة العمرة بأبوتشت مهزلة حيث خلع مدرس حذاءه وضرب به مدير المدرسة لاعتقاده أنه يسعى لنقله أو أن يكتشف وزير التربية والتعليم د. أحمد زكى بدر أثناء زيارة مفاجئة لمدرسة غمرة الثانوية الصناعية أن المعدات الموجودة بورشة النسيج لم يتم تغييرها منذ عام 1960 وهو نفس توقيت بناء المدرسة، تصوروا خلال نصف قرن العشرات تولوا مسئولية هذه المدرسة ولم يهتم أحد!! وعشرات من وزراء التربية والتعليم جاءوا وذهبوا وقالوا أن كله تمام التمام!! - فى بريدى مجموعة من الشباب فى الدقهلية محمد أحمد إبراهيم وإبراهيم أحمد إبراهيم ومحمد محمد أبوالعينين اشتروا قطعة أرض مساحتها 2550 متراً وضعوا فيها كل مدخراتهم للبناء عليها بعد ادراجها فى كردون المدينة، فجأة وصلهم اتصال من قسم شرطة المنصورة بأنه يجب تسليم أرضهم لهيئة مياه الشرب بالدقهلية «الجهاز التنفيذى» تنفيذاً لقرار رئيس الوزراء رقم 1823 لسنة 2009 ونزع ملكية أرضهم. وبعد رحلة طويلة أمام المحاكم «أمام هيئة قضايا الدولة بالمنصورة» وأخيراً تم حجزها للحكم فى 17 مايو «أى بعد شهر» وقبل صدور حكم القضاء يتعرض هؤلاء للضغوط والتهديد والابتزاز لتسليم أرضهم للهيئة، وحسب قولهم فإن أرضهم ليست هى الأصلح على الإطلاق لتنفيذ المشروع، وسؤالهم: لماذا التعسف معنا ولماذا لا ننتظر حكم المحكمة النهائى؟ والسؤال بسيط وعادى: على إيه الاستعجال، مع أن الحكومة هى التى اخترعت عبارة امشى سنة ولا تعدى قنا؟! وإذا كان يوم الحكومة بسنة فماذا جرى ليوم الحكومة!