أصبح الذهاب للمدرسة مهمة ثقيلة علي نفوس الكثير من التلاميذ.. لا يفرق في ذلك تلميذ الكي چي من طالب الثانوي، الكل يحاول الإفلات من الذهاب للمدرسة إلي الحد الذي استمعنا فيها لأكثر من مرة وفي أكثر من مجال ومكان تلاميذ وطلابا يشتركون في جملة واحدة: "مش عايزين نروح المدرسة". سألنا التلاميذ والطلاب وناقشنا أولياء الأمور واستمعنا للمسئولين. كريمة عادل طالبة بالصف الرابع الابتدائي.. والدها يعمل سباكاً ووالدتها طباخة ولذلك من الصعب عليهما متابعتها دراسياً قالت لنا: لا أحب المدرسة لأنني لا أجد أحداً يذاكر معي والمدرسون يشرحون الدروس بطريقة صعبة حتي يحصل الطلاب عندهم علي دروس خصوصية وبابا رفض أن آخذ دروسا وقال لي اعتمدي علي نفسك والمواد صعبة لذلك درجاتي في المواد ليست جيدة، وأحيانا تكون المدرسة غائبة وبدل ما يجيبوا حد غيرها يضمونا علي فصل ثاني وننحشر كلنا في الفصل زي علب السردين. كمان البسكويت والحلوي التي تباع في المدرسة سعرها أغلي من المحلات الخارجية، وكمان مدرستنا لا توجد بها جنينة نلعب فيها لذلك كثيراً ما أتغيب عن المدرسة وآخذ أصحابي وجيراني ونروح جنينة نلعب فيها طول النهار. - غياب الأنشطة وببراءة الأطفال تقول أميرة أو توتة - 01 سنوات طالبة بالصف الثالث بمدرسة السيدة زينب الابتدائية بنات "أنا مش بحب المدرسة علشان بنشتغل - تقصد الدراسة - فيها كثير ومش بنلعب ومفيش حصص موسيقي ولا رسم ولا ألعاب كله دروس وخلاص". وتكمل حتي لما بتكون المدرسة غايبة نجلس في الفصل والمدرسون ينبهون علينا بعدم الكلام ولو عملنا دوشة أو كلمنا بعض الفصل كله يضرب بالعصا ماعدا بنت أحد المدرسين بالمدرسة وهي الوحيدة المسموح لها بالخروج إلي الحوش للعب. وكمان الواجب كتير ولو معملناش الواجب نتعاقب بالضرب، أما أسوأ حاجة في المدرسة فهي الحمامات شكلها وحش وليست نظيفة وساعات أبقي عاوزه أعمل حمام واستني لحد ما أرجع البيت في نهاية اليوم لأني بأقرف من الحمامات الموجودة. - أيام شاقة أما أميرة سعيد طالبة بالصف الثالث بمدرسة جابر بن حيان الابتدائية فتقول: أنا مش بحب المدرسة علشان بأتعب فيها قوي.. أصحي من النوم الساعة ستة الصبح وأروح المدرسة الساعة ثمانية ولو اتأخرت يرجعوني تاني. وأقضي طول اليوم في دراسة ولا توجد فترات راحة.. ومعندناش حصص موسيقي حتي في حصص الكمبيوتر المدرسة تكتب لنا علي السبورة ومحدش فينا بيشتغل علي الكمبيوتر بيده. كمان مفيش رحلات.. عمري ماطلعت رحلة مع المدرسة. وأصعب الأيام لما يكون عندي مجموعة بعد المدرسة لغاية الساعة خمسة وفي المجموعة يعيدون نفس الكلام الذي قالوه في المدرسة ولما بأرجع البيت أكون تعبانة وغير قادرة علي عمل الواجب ولو لم أعمله أعاقب تاني يوم في المدرسة، علشان كده بأغيب كتير ولا أذهب للمدرسة بصفة مستمرة وفي الترم الأول كنت مرتاحة لأن كان فيه إجازات كثيرة لكن التيرم ده صعب قوي. - الميس ضربتني وتقول شيرين أسامة طالبة بالصف السادس الابتدائي بمدرسة الزهراء الابتدائية الخاصة: كنت بحب المدرسة لحد السنة اللي فاتت دلوقتي مش بحبها لأن "الميس" ضربتني بالعصايا عندما سألتني سؤال في الرياضة ولم أجب بسرعة مع أني كنت عارفة الإجابة لكن هي لم تمهلني وسألت بنت تانية و بعدين ضربتني علي إيدي وفضلت أبكي لحد ما رحت البيت.