قبل أشهر قليلة أصدر الرئيس مبارك قراره بتحويل الأقصر إلى محافظة ضمت إليها إسنا وأرمنت.. وهذا الأسبوع تفوز الأقصر بجائزة البيئة الدولية من مركز التعاون الأوروبى وبعدها يختار الاتحاد العالمى للكتاب السياحيين الأقصر كأفضل مدينة سياحية عالمية.. وكخطوة ضمن خطوات رئاسية عديدة على مدى السنوات الماضية تدعم من مكانة الأقصر كمقصد سياحى لا مثيل له فى العالم كله فى الوقت الذى تمثل فيه عنصرا أساسيا فى مدخولات السياحة المصرية.. وفى هذا السياق جاء الدعم الرئاسى ليحقق للأقصر خصوصيتها التى تليق بعاصمة الآلهة المصرية القديمة ومستقر عظماء الفراعنة فى وادى الملوك والملكات. ومن ثم أصبح للأقصر مجلس مدينة يدير شئونها مسئول بشكل مباشر عن خطط التطوير.. ثم محافظة لها تصور واضح الرؤية والهدف فى خطة التنمية الاجتماعية والاقتصادية لا تتوقف فقط عند حدود جعل الأقصر أكبر متحف مفتوح فى العالم.. وإنما تمتد أدواتها إلى الارتقاء بتفاصيل الحياة اليومية لأهلها وشبابها بدءا من المرافق العامة وحتى فرص التشغيل التى تفتح المزيد من أبواب الرزق، لا تعتمد فقط على السياحة وإنما تقوم على ما توفره المناطق الصناعية التى تنتظر وقت كتابة هذه السطور ميلاد مشروعات صناعية مهمة .. لا أشك فى أن آثارها ستمتد إلى الصعيد بأكمله. خاصة المناطق الإدارية التى أضيفت إلى الأقصر إسنا وأرمنت والتى لم تر السيارة السوداء - سيارة مسئول - تدخل إلى شوارعها منذ سنوات طويلة.. ومن المقرر - كما علمت - أن يلتقى اليوم الثلاثاء رئيس الوزراء د.أحمد نظيف مع د.سمير فرج محافظ الأقصر فى اجتماع لفتح ملف إسنا وأرمنت. من يرى الأقصر اليوم - الشوارع والناس والآثار والحدائق العامة المضافة.. بل رائحة الهواء نفسه - لا يمكن إلا أن يتصور حجم كل هذا الجهد الدءوب الذى تم فى وقت قياسى.. ولا يمكن إلا أن يتباهى متفاخرا بالحال الذى أصبحت عليه كمدينة تليق بالحضارة المصرية ومجد الفراعنة وتشهد على التوافق المثالى بين جهاز الإدارة وطموحات البسطاء عندما يتم التلاحم بين القرار الإدارى والمصلحة العامة لتتضح الصورة بكل رتوشها وتفاصيلها لتثبت قدرة الإدارة على تحقيق المستهدف تنمويا واجتماعيا إذا توافرت الإرادة الحديدية والنوايا الطيبة والإخلاص فى العمل. من يرى الأقصر اليوم.. القرنة الجديدة.. اكتشاف طريق الكباش وإعادته إلى الحياة مرة أخرى مسارا فرعونيا بين معبد الأقصر والكرنك.. مستشفى البر الغربى وتجهيزاته العالية المستوى وحضانات الأطفال.. مدارس لم تكن تعرف الشبابيك ولا دورات المياه.. أصبحت تضم قاعات المسرح والفنون.. أسواق حضارية مجمعة.. واحدة للاحتياجات اليومية والأخرى لأصحاب البازارات.. توسعة الشوارع ومساحات الحدائق العامة.. مراكز سوزان مبارك الحضارية.. ومركز النوبة.. مشروع النظافة.. مشروعات الشباب.. مدينة الشباب. يدرك جيدا أن القرار الرئاسى بتحويل الأقصر إلى محافظة ضمن منظومة الرؤية التنموية الشاملة بكل أبعادها الاجتماعية والاقتصادية.. ويدرك أيضا أن القرار الرئاسى وجائزة مركز التعاون الأوروبى واختيار اتحاد الكتاب السياحيين العالمى لها كأفضل مدينة سياحية عالمية لم يكن سوى تقدير وجهد وإخلاص فى العمل.. لا يكل ولا يمل.. ينظر إلى العام 0102 حين يتحقق الطموح الكبير. لقد تغيرت الأقصر وتبدلت.. وكما أصبحت تليق بحضارة المصريين الفراعنة.. أعطت النموذج المثالى لقدرة الإدارة على الالتقاء بطموح البسطاء.