يعنى إيه كلمة وطن، يعنى أرض حدود مكان، ولا حالة من الشجن كلمات كتبها مدحت العدل منذ ما يقرب من العشرين عاماً ولحنها أحمد الحجار وغناها المطرب الجميل محمد فؤاد فى فيلم أمريكا شيكا بيكا، وكان لهذه الأغنية وتلك الكلمات، وقع جميل فى نفس كل عاشق لهذا الوطن. أستحضر هذه الأغنية فى الأيام السودة التى نعيشها بعد هزيمة منتخبنا أمام منتخب الجزائر، أحمد ربى على هذه الخسارة فلو كسبنا ربما خسرنا أبوتريكة الجميل أو عماد متعب أو أى مصرى من المصريين الذين سعوا وراء منتخبهم على أمل الفوز. أغان وأغان ظهرت فى الفترة السابقة، أغان فى حب مصر كثيرة جداً، وعلى سبيل المثال لا الحصر عاد محمد فؤاد وغنى أنا كده بلدى وبحب بلدى وبموت فى بلدى، وتامر حسنى إحنا مصريين بجد، وبالطبع عمرو مصطفى وحبينها، وحسين الجاسمى اسألوا كل الناس، هذا عن النجوم.. أما أنصاف المطربين فقد كانت فرصتهم الذهبية ليذكروا الناس بأنفسهم فنجد حلمى عبدالباقى لما تقولوا الفراعنة، وماجد المهندس يامصرى، ولؤى بلدنا، ورامى صبرى دايماً يارب احميها، وأغان أخرى كثيرة صنعت خصيصاً لهذا الغرض لحشد مشاعر المصريين، مشاعر افتقدناها منذ زمن طويل، مشاعر اللمة.. يتكرر هذا المعنى فى كثير من كلمات الأغانى. أما على مستوى المصريين العاديين فقد فرش الجميع علم مصر على الأبنية، ارتفعت أيادى الصغار والكبار تلوح به، وكأننا كنا ننتظر شيئاً يجمعنا، والسؤال الآن: هل السحر فى علم مصر أم السحر فى الكورة؟! دعونى أصدق أن السحر كان وراء العلم والأغانى الوطنية، فلماذا لا نترك أعلامنا كما هى مرفوعة فوق الأسطح والأبنية فى يد كل مصرى؟! لماذا لا يظل هذا العلم مرفوعاً يذكرنا بمصريتنا التى حمدت الله عليها عندما شاهدت السودان، والجزائر! وتراجعت عن الإحساس بالغضاضة عندما استمعت لعمرو مصطفى يغنى كلمة مصرى يحلم بيها ناس تانيين، وقتها شعرت أن الجملة بها مبالغة شديدة أما الآن فإنى أفهم معناها. اتركوا الأعلام مرفوعة.. هذا ما شاهده البعض عندما سافر إلى أمريكا الصيف الماضى. قال الملك منير لأخبار النجوم: أرفض اختزال الوطن فى مباراة كرة قدم وهذا أبلغ تعليق، فلنترفع عن كرة القدم ونتساءل هل ينصفنا الوطن وواقعتان حدثتا فى الأسابيع الماضية؛ الأولى مهزلة بيع تذاكر مباراة مصر والجزائر الأولى، وما أصاب المصريين من بهدلة وقلة قيمة، الواقعة الثانية SMS تحذر المصريين من شراء دواء معين كخافض للحرارة على حساب دواء ثان، وهذا بمناسبة أنفلونزا الخنازير؟! أرجع الأطباء ذلك لمجرد منافسة بين شركات الأدوية. هل لو كنا قد فزنا على الجزائر فى المباراة الثانية هل سنغفر للوطن أو للحكومة ما تفعله بنا؟! هل سنختزل حبنا لهذه الأرض فى مباراة كرة قدم؟! آخر حركة: بالفعل يعنى إيه كلمة وطن، يعنى.. أرض.. حدود.. مكان، ولا حالة من الشجن، إنها حقاً حالة من الشجن.