أخيرا فى بلاد الفرنجة حيث الحرية واللامحدود..! وحدثت نفسى... هنا لا أعرف أحدا ولا أحد يعرفنى.. بعدت عن نظرات الناس وتطفلهم وتدخلاتهم التى لا حد لها... وارتميت على السرير أتأمل الحجرة التى سأقضى بها أسبوعا، هى فترة المؤتمر، كم هى جميلة رغم صغرها ولا ينقصها شىء، فقد استغلت جميع المساحات.. وبدأت فى خلع ملابسى قطعة وراء قطعة وأطحت بها على طول ذراعى كما الأفلام الأمريكية.. ثم فتحت التلفاز باحثة عن موسيقى صاخبة وتمايلت معها وبداخلى صخب يفوق صخبها ويرتفع صوت رنين ساعة الموبايل وأنظر ببلاده.. لايزال اليوم طويلا ولن يبدأ المؤتمر إلا غدا صباحاً، ولم أمهل نفسى لأفكر ما الذى يجب أن أفعله .. واتجهت من فورى لآخذ دش، لا أعرف لماذا وضعوا ذلك البانيو الصغير فى أحد أركان الحجرة ورفعوه درجتين.!! وارتفع صوتى مدندناً وأنهيت الدش ونزلت الدرجتين عارية تماما وكأننى ملكة، ولكن بلا رعية!! وتوجهت لحقيبتى لأفتحها فلم أكن فتحتها بعد وأخرجت بنطلونا جينز وتى شيرت أبيض، كم أعشق هذه التركيبة وبدأت يداى تتحسسان أرجاء الحقيبة للبحث عن مقص! وأخيرا وجدته، وبدون تفكير تحول البنطلون إلى هوت شورت؟! والتى شيرت بالكاد غطت صدرى..؟ ووضعت صندالا فى قدمى، ولم أسرح شعرى، بل تركته منطلقا..! حتى المرآة لم أنظر فيها، بل انطلقت وأغلقت خلفى الباب ومعه كل النصائح والتوجيهات التى تلقيتها على مدار عمرى، ونزلت سلالم الفندق بخفة ورشاقة الغزال... ما أجمل الشارع، لم أشعر بأى غربة، لا أحد يهتم بى ولا ينظر إلىّ نظرة أمقتها .. وفجأة نظرت إلى إحدى نوافذ المحال ...ارتعبت! تراجعت للوراء! وحدقت بالزجاج: من هذه المخلوقة ..؟! إنها أنا! عارية الساقين مكشوفة الصدر والبطن أيضا..!! لم أصدق، استدرت مسرعة، قفزت درجات السلم قفزاً، فتحت باب الحجرة، بحثت عن شال لففته حول خصرى، غطى ساقىّ، أخرجت تى شيرت وارتديته لم أهتم حتى بلونه!! أغلقت الباب خلفى، نزلت، أيقنت أن كل ما حاولت التخلص منه ورفضه قد ترسخ داخلى وانطلقت لأتعرف على البلد.