الذين تفرض عليهم ظروف العمل أو الدراسة، أن يصوموا رمضان خارج مصر، يحنون طوال الوقت لكل المظاهر التى اعتادوا عليها طوال عمرهم، ويفتقدونها فى أى مكان خارج مصر. وفى السطور القادمة نتعرف معا على رمضان فى الغربة من خلال حكايات مصريين يعيشون خارج الوطن. أحمد فؤاد شاب متفوق ومكافح، تخرج فى كلية الهندسة ونجح فى الحصول على منحة، للدراسة فى اليابان فى مجال الاتصالات، ويحكى أحمد عن البلدة التى كان يقيم بها "تويوهاتش" قائلا: البلدة رائعة وجميلة ونظيفة فى شوارعها، وفى سائل مواصلاتها، ولكنه اكتشف أنه ليس فقط المصرى الوحيد فى هذه البلدة، التى تعداد سكانها 300 ألف نسمة وإنما أيضا العربى الوحيد، وعندما جاء رمضان: "شعرت بوحدة فظيعة مع قدوم هذا الشهر الفضيل واشتياقى لأجواء رمضان الجميلة فى بلدى، فلا يوجد فى "تويوهاتش" أذان أو صوت القرآن أو حتى مطاعم للعرب كما هو الحال فى أوروبا، فالديانة فى هذه البلدة هى البوذية، مع أقلية مسيحية وأقلية مسلمة من الإندونيسيين والماليزيين. والذى حدث أن جمعنا نحن أنفسنا فى السكن الجامعى، لنفطر معا وعددنا لا يتعدى أصابع اليدين من حين لآخر فى هذا الشهر ومع هذا فمشاعر الغربة كانت تتضاعف يوميا بعد يوم، فلا يوجد أحد يفهم أنك صائم وكان الإفطار وجبة عادية فى أى مطعم. وعن موعد إفطاره يضيف أحمد: "هناك برنامج على الكمبيوتر تدخل اسم البلد والمكان الذى تقيم فيه ويخرج لك الموعد المناسب للإفطار، فكنت دائم التنقل "بالنوت بوك" حتى أتذكر مواعيد الصلاة والإفطار، وأحمد ربى أن هذه الأيام انتهت وسأقضى رمضان وسط أهلى وأقاربى وأهل بلدى". فى أمريكا د.مجدى صنافر - لظروف دراسته العليا أقام فى ولاية ميتشجن فى أمريكا لثلاث سنوات وبعد ذلك ذهب لبلد عربى واستقر لست سنوات - يقول: "لم أشعر بجو رمضان فى أى مكان كما شعرت به فى مصر، إحساس رمضان جميل فى مصر ولايعلمه إلا من جربه مهما اجتمع المصريون فى الخارج فى دولة أجنبية أو عربية لاتوجد مقارنة، وكنت أسجل ثلاث أغنيات أستمع لها وأنا فى الغربة؛ رمضان جانا لعبدالمطلب، ومرحب شهر الصوم لعبدالعزيز محمود، وهاتوا الفوانيس لمحمد فوزى.. وكنت أبكى وأنا أستمع لهذه الأغانى فى غربتى، لم أكن أتصور وأنا طفل أستمع لهذه الأغانى فى مصر أنه قد يأتى اليوم الذى تبكينى فيه هذه الأغانى عندما أكبر وأغيب عن لمة العائلة وأكل والدتى والإعلام والفانوس الذى يزين شارعنا عند حلول هذا الشهر الكريم". أما سمير عبدالرحمن فى إحدى الجامعات الأمريكية "أوهايو" هناك فيقول: فى كثير من الجامعات فى أمريكا يوجد اتحاد للطلبة المسلمين يقوم هذا الاتحاد بأنشطة داخل الجامعة هدفها نشر وعى الطلبة والأساتذة والموظفين، ومن تلك الأنشطة دعوة المسلمين وغير المسلمين، لإفطار جماعى داخل الجامعة فى رمضان للتعريف بالإسلام، وقد يقوم قبل الإفطار أحد أئمة المساجد بإلقاء كلمة عن الإسلام وعن رمضان والصوم وفوائده ثم يتناول الجميع الإفطار الذى يشتريه الاتحاد من أحد المطاعم العربية فى المدينة، وهذه محاولة لعيش أجواء رمضان، وبالطبع فهى لاتضاهى ليالى مصر". فى الصين وليلى لظروف عمل زوجها فى الصين استقروا لعدد من السنوات هناك وتقول عن رمضان فى الصين: "لم تشعر فى الصين بأى مظهر من مظاهر رمضان عدا إفطارك فى مطعم عربى، هناك أصبح اليوم أفضل من زمان، فهناك جماعة من الأردن عملوا جالية أردنية وجمعوا أنفسهم وفتحوا شركتهم كمكان لأداء الصلاة وأخذوا تصريحا من الحكومة لصلاة التراويح، وأكثر جالية عربية فى الصين هى اليمنية، فمعظم المطاعم إما يمنية أو لبنانية أو تركية وأرقاها التركية ولا وجود للجالية المصرية فى الصين بتاتا، وصممت قبل رمضان السابق بيوم واحد أن أنزل لمصر حتى أقضى رمضان وسط أهلى، خاصة أن موعد ولادتى كان فى العيد وكانت المفاجأة أن بعد نزولى إلى المطار شعرت بألم شديد وكانت المفاجأة فى أول يوم رمضان عندما حلت ساعة ولادتى وبدلا من الإفطار مع العائلة فى بيت والدتى كانت كل العائلة عندى فى المستشفى "يعنى من الصين للمستشفى يا قلبى لا تحزن".