قبل أن يقوم الدكتور/ زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار بافتتاح عدة مشروعات بمدينة الأقصر وكان يرافقه د. سمير فرج رئيس المجلس الأعلى للمدينة. عقد د. حواس مؤتمرا صحفياً تحدث فيه عن أهم المشاريع التى تتم فى البر الغربى وأهمها حماية مقابر وادى الملوك ووضع خطة ونظام جديدين لزيارتها وأنه سيتم القضاء على مشكلة المياه الجوفية فى البرين الشرقى والغربى بالتعاون مع المعونة الأمريكية بتكلفة 06 مليون جنيه كما أن هناك معونة أخرى إسبانية قدرها ثلاثون مليون يورو منها 51 مليونا لتطوير البر الغربى بالأقصر و 51 مليون يورو لتطوير منطقة الهرم، وردا على سؤال عن احتفال محافظة الجيزة وتحديد يوم الاحتفال بيوم البدء فى بناء الهرم قال ضاحكا: ولا حتى خوفو يعرف تاريخ بدء العمل فيه! ولكن نحن شكلنا لجنة برئاسة الدكتور عبدالحليم نور الدين مع محافظة الجيزة فى مناقشة هذا الموضوع. وعن البعثة الهولندية البولندية التى كانت تعمل فى منطقة (هوارة) مع بعثة من جامعة القاهرة والتى أشاعت خرافات بأن العالم سينتهى وأشياء مثل هذا قال: أنا أخطرت رئيس جامعة القاهرة والأجهزة الأمنية وأوقفت البعثة وتركوا مصر، وعن خطة حماية مقابر وادى الملوك قال د. حواس أنه قرر إغلاق 3 مقابر هى سيتى الأول ونفرتارى وتوت عنخ أمون حفاظاً عليها وقرر منع المرشدين من الشرح داخل هذه المقابر والمقابر الأخرى، ويكتفى بوضع خرائط على باب المقبرة وصور لها من الداخل لكى يتم الشرح عليها خارج المقبرة، ويكتفى الزوار بالمشاهدة السريعة بعد أن لوحظ ظهور البقع والفطريات بمقبرة توت مما قد ينذر بتدمير هذه المقابر خلال 051 عاما فقط، وأضاف قائلاً أنه تم الاتفاق مع فريق عمل من الخبراء لمسح نقوش هذه المقابر المهمة بالليزر وعمل مستنسخات طبق الأصل منها ليتمكن السائحون من زيارتها بحرية على أن يتم وضع رسم زيارة مرتفع لمن يرغب فى زيارة المقبرة الأصلية حرصا عليها من بخار الماء الذى يضر المقابر والأماكن الأثرية وإنشاء مراس بالتعاون الذى تم بين المجلس الأعلى للآثار ومجلس مدينة الأقصر فى عمليات التطوير والترميم للمدينة بحيث تظهر الآثار والأماكن الحديثة فى شكل متناسق ورائع يعطى للمدينة أهمية عالمية.. ثم بعد ذلك بدأت الجولة فى البرين الغربى والشرقى لافتتاح عدة مشاريع منها تطوير المنطقة الأثرية بالدير البحرى بالبر الغربى والذى يتضمن إنشاء مركز للزوار يحتوى على قاعة لكبار الزوار وإنشاء منطقة للبازارات بإجمالى 25 بازاراً، وإقامة منطقة للخدمات السياحية، وقد تكلف المشروع 58,9 مليون جنيه، كما تفقد د . زاهى ود. سمير فرج ومعهما الإعلاميون وعدد من مسئولى المجلس الأعلى للآثار مشروع إنارة البر الغربى وخاصة معبد حتشبسوت الذى أضاء البر الغربى وأضاف بهجة وعظمة على المكان، وقد تكلف المشروع 25 مليون جنيه، كما تفقد د. حواس ود. فرج أيضاً عمليات تطوير استراحة هيوارد كارتر بالبر الغربى وتحويلها إلى متحف، وينتهى العمل فيه فى منتصف أكتوبر، وتكلف 21,1 مليون جنيه وسيتم افتتاحه فى 4 نوفمبر المقبل، وذلك بمناسبة اكتشاف كارتر مقبرة توت عنخ أمون فى هذا اليوم فى عام 2291 وتم كشفها تماماً فى 9291. عبد الرسول وكنز سيتى كان الشىء الأكثر إثارة فى هذه الزيارة هو دخول مقبرة الملك سيتى الأول، والتى بدأ فى فتحها ومحاولة اكتشاف ما بها من كنوز أحد أبناء على عبدالرسول العائلة الشهيرة والتى شارك الجد عالم الآثار كارتر فى اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون، وبعد أن وصل الابن إليها فى عام 0691 توقف بأمر من الحكومة رغم أنها هى التى كلفته بالحفائر بسبب قلة الميزانيات، وقد وصل إلى 521م تحت الأرض، ومنذ عامين فقط بدأ الدكتور زاهى حواس فى عمليات البحث والحفائر فى المقبرة مرة أخرى حتى وصل إلى 351 مترا عمقا تحت الأرض ومازالت المقبرة ممتدة والسؤال الذى يشغل الجميع: هل فى النهاية سنجد كنز الملك سيتى الأول والد رمسيس الثانى؟ .. خاصة أنه لم يوجد فى أى متحف فى العالم أو أى مكان أى آثار للملك سيتى الأول إلا أشياء بسيطة جداً جداً، فهل مازال كنز الملك سيتى موجودا؟ الغريب أن الكثيرين من الأثريين يعتقدون أن السر عند أحفاد عبدالرسول فيقول لى الحفيد سيد على عبدالرسول عندما سألته هل ممكن نجد حقاً اكتشافاً جديدا يهز الدنيا كما هزها اكتشاف كنوز توت الملك الصغير؟ رد على قائلاً: إن شاء الله لكن متى؟ .. الله أعلم!! بركاتك يا أبو الحجاج فى نهاية الجولة تم افتتاح مسجد أبوالحجاج فى احتفالية دينية وبحضور أهالى الأقصر والذى أضاءت أنواره البر الشرقى ليستكمل أنوار معبد حتشبسوت فى البر الغربى لتبدو مدينة الأقصر لؤلؤة ساحرة على ضفاف النيل.. ومسجد أبوالحجاج له حكاية مثيرة فأبوالحجاج هو السيد يوسف بن عبدالرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد، وهو شريف حسينى ينتهى نسبه إلى الإمام الحسين سبط النبى عليه الصلاة والسلام، وكان يكنى بأبى الحجاج الأقصرى نسبة إلى مستقره الأخير، ولد أبوالحجاج فى أوائل القرن السادس الهجرى فى بغداد فى عهد الخليفة العباسى المقتضى بأمر الله، وقد توفى فى عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 246ه أى عاش أكثر من 09 عاماً ودفن بضريحه فوق معبد الأقصر.. وفوق أماكن عبادة سابقة مثل معبد أمون الفرعونى، كما ضمت بقايا كنيسة مسيحية، ثم علا ذلك مسجد أبوالحجاج ولذلك يطلق على المكان (مجمع الأديان).. وتم الافتتاح بحضور د. زاهي و د. فرج بعد الانتهاء من ترميم المسجد وتجديده بتكلفة 4,31 مليون جنيه بعد أن استغرق العمل فيه 41 شهراً عقب تعرض المسجد لحريق ضخم.. والجدير بالذكر أنه أثناء عمليات الترميم والتجديد تم اكتشاف آثار مهمة تحت المسجد أضافت إلى تاريخ معبد الأقصر الذى شيد فوقه المسجد، وكانت تحته كنيسة من قبل، ومازالت أسرار مدينة الأقصر تبوح بأسرارها وبركاتك يا أبو الحجاج فى الكشف عن كنز سيتى الأول قريباً.؟