أفراح عزبة البرج بدمياط بعودة أبنائها الصيادين بعد تحريرهم من أيدى القراصنة الصوماليين بعملية جريئة.. لا تعادلها أفراح.. إذ خرجت هذه الأفراح من حدود المكان الصغير فى دمياط لتعم كل ربوع مصر المحروسة. مرة بعودة الصيادين المصريين إلى أهاليهم بسلامة الله..آباء وأزواجا وأبناء.. بعد أن ظلوا لأسابيع طويلة يجهلون مصيرهم مهددين بشبح الموت وفقدان الحياة.. وعادت الطمأنينة إلى الآباء والأبناء والزوجات الذين تركهم عوائلهم باحثين عن "باب للرزق".. و أيضا بعد أسابيع طويلة من الخوف و الفزع و فقدان الأمل فى إمكانية لم الشمل مرة أخرى.. وقد عادت لهم الفرحة والاطمئنان والثقة. ومرات بأداء الرجال من أبناء مصر الأبطال الذين خططوا وتابعوا ووفروا كل الفرص منذ اللحظة الأولى التى بدأ فيها البطل "حسن خليل" مالك السفينة "ممتاز1" فى المفاوضة وحتى عودة الصيادين المخطوفين إلى أهاليهم وأبنائهم ووطنهم. أبناء مصر من رجال نبلاء لا ينتظرون الشكر.. بل لا يهمهم من الأصل أن يتم توجيه الشكر إليهم.. لأنهم مؤمنون بأن ما يؤدونه من أعمال مهما كانت ضخمة وكبيرة.. فهى فى النهاية واجب يدخل ضمن السياق الطبيعى لتفاصيل عملهم اليومى فى خدمة هذا الوطن و أبنائه و بسطائه و ذرات ترابه.. يعيشون فى صمت ويعملون فى صمت.. و لا تفرق أيام عملهم بين ضوء نهار وظلام ليل.. فكلها ثوان ودقائق و ساعات تمر فى إطار تأدية الواجب. ولكن هذه المشاعر النبيلة من رجال نبلاء لا يمكن أن تمنعنا عن التعبير عن الامتنان وكتابة كلمات الشكر تقديرا و عرفانا لهذا العمل الذى نسميه نحن »بطولة« ويعتبرون هم ''واجبا''. رجال المخابرات العامة ووزارة الخارجية منذ اللحظة الأولى لبدء الأزمة فى 12 أبريل الماضى وحتى عودة المراكب المخطوفة والصيادين المحتجزين إلى أرض الوطن بعد عملية تحريرهم المسلحة من قبضة القراصنة. لحظة إدارة المفاوضات مع القراصنة ثم وضع خطة لعملية التحرير ثم تنفيذ تفاصيل عملية التحرير فى كل عناصرها بدقة تضمن لها عوامل النجاح.. ثم ضمان خط سير العودة إلى أرض الوطن بعد نجاح عملية التحرير. لقد عاد الصيادون المصريون إلى أهاليهم بسلامة الله.. وعادت الطمأنينة إلى الآباء و الأبناء والزوجات بعد أسابيع طويلة من الخوف والفزع وفقدان الأمل.. وانبرت أضواء الفرح. شكرا لكم أيها الرجال النبلاء فى المخابرات العامة والقوات المسلحة المصرية ووزارة الخارجية.. لقد أسعدتم مصر كلها وكللتم فرحها.. شكرا لكم على ما قدمتموه وتقدمونه وستقدمونه لهذا الوطن وأبنائه والذى نعتبره نحن أعمالا كبيرة عظيمة تستحق كل كلمات العرفان التقدير وتعتبرونه أنتم "واجبا".