كتب - مني صلاح الدين الناس والكتب والحرية هم أبطال أول معرض للكتاب بعد ثورات الربيع العربى، فالحوارات بلا قيود والكتب بلا قوائم ممنوعات والرواد يستنشقون الحرية بعيدا عن عيون الأمن، وبقيت عناوين الثورة ومؤلفات الثورة ومدونات الثورة هى أكثر ما لفت انتباه رواد المعرض تلك المؤلفات التى تنبأت بثورات الربيع العربى، وأطلقت شرارة الثورات العربية فى تونس ومصر وليبيا. كان فى مقدمة المؤلفات الجديدة فى معرض القاهرة وتحديدا فى جناح «تونس» ضيف شرف المعرض كتاب بعنوان «حاكمة قرطاج» لنقولابو وهو يحكى عن فساد زوجة الرئيس التونسى زين العابدين وهو كتاب قد تم منعه فى تونس قبل الثورة والحديث للأستاذ «محمد يوسف» بجناح وزارة الثقافة التونسية ويكمل : هذا الكتاب مثله مثل العديد من الكتب والمؤلفات التى كانت ممنوعة من التداول فى تونس فى ظل النظام السابق والتى منها مؤلفات ل «الدكتور منصف المرزوقى» رئيس الدولة الحالى، والآن لم تعد هناك أى ممنوعات على مستوى النشر،ويحتفى جناح تونس أيضا بالمدونين الشباب ومنهم مدونة شابة سجنت بسبب مدوناتها التى كانت بمثابة دعوات مع غيرها من المدونات لانطلاق الثورة. ∎ قانون النشر والأحزاب وفى ندوة «النشر فى ظل الثورات العربية» تحدث «نورى عبيد» رئيس اتحاد الناشرين التونسيين ورئيس الوفد التونسى بمعرض الكتاب عن قانون النشر فى تونس وكونه أحد القوانين المهمة التى حرص الثوار التونسيون على إقرارها خلال الفترة الانتقالية قبل الانتخابات وبالتزامن مع صدور قانون الأحزاب والانتخابات، حرصا منهم على التمسك بحرية النشر والتعبير دون قيود لتصبح حدود حرية التعبير هى الحفاظ على حقوق الإنسان. ∎ الأيام الأخيرة لمبارك وكما سيطرت روح الثورة فى تونس على المؤلفات وعناوين الكتب، الحال نفسه نجده فى الإصدارات الحديثة لدور النشر المصرية ففى جناح دار الشروق نقرأ عناوين منها «ألوان يناير» لإبراهيم عيسى «هل أخطأت الثورة المصرية» لجلال أمين، «عبقرية الثورة المصرية» للدكتور محمد المهدى، «انتفاضات أم ثورات» لمحمد حافظ دياب، «الثورجية» لهند زكى وروايتان لأسامة غريب هما، «إرهاصات موقعة الجحش» و«لمس أكتاف»، وفى الدار المصرية اللبنانية كان الكتاب الأكثر مبيعا كما يؤكد الأستاذ جمال عبدالناصر المسئول عن الجناح هو كتاب «الأيام الأخيرة لنظام مبارك 81 يوماً» لعبداللطيف المناوى ويباع ب 05 جنيها، بالإضافة لمجلد جديد بعنوان «جمال عبدالناصر من القرية إلى الوطن العربى الكبير» للدكتور خالد عزب 051 جنيها. ∎ رجل من جهنم أما مشاركة ثالث الثورات العربية فى معرض القاهرة الدولى للكتاب. ومن مشاركة ليبيا أكد «على العبيدى» رئيس جناح وزارة الثقافة الليبية على أنه من الآن قد تحرر الفكر والإبداع من القيود التى كانت تفرض عليه من قبل فى ليبيا واصفا أرفف الجناح بأنها قد تحررت هذا العام، وبفضل ثورة 71 فبراير الليبية من «الكتاب الأخضر» أحد أشهر مؤلفات العقيد القذافى، ومن أهم الإصدارات عن الثورة كتاب «من بوعزيزى إلى باب العزيزية» و«الصمود شعر» وكان كتاب «رجل من جهنم» من الكتب التى لفتت انتباه الكثيرين فى المعرض وهو يتناول قصة حياة الزعيم الليبى معمر القذافى وأشهر فضائحه السياسية والنسائية وكيف وصف نهايته بنفسه فى إحدى رواياته، ويباع بدار الكتاب العربى. ∎الاحتفال بالرواد ومن بين فعاليات معرض هذا العام تنظيمه لاحتفاليات وندوات فى ذكرى ميلاد ورحيل لأعلام الشعر والأدب فى مصر وهم الشاعر صالح جودت وبيرم التونسى وجورجى زيدان وأحمد شوقى، كما يكرم المعرض الكاتب الكبير خيرى شلبى فى ندوة تحمل عنوان «فى وداع خيرى شلبى»، وأخرى فى «وداع إبراهيم أصلان» شارك فيها الروائى سعيد الكفراوى والكاتب محمد المخزنجى. كما احتفل المعرض بالشاعر الكبير صلاح جاهين «شيخ العامية المصرية» ضمن برنامجه لتكريم الرواد ورموز الفكر والعمل الوطنى فى مصر، شارك فيها الشاعر محمد سيف وتغيب عنها الشاعر الكبير سيد حجاب والفنان على الحجار، وجاءت الاحتفالية متزامنة مع إصدار هيئة الكتاب للأعمال الكاملة لصلاح جاهين. تحدث محمد سيف عن الصداقة التى جمعت بين صلاح جاهين وفؤاد حداد فى أوائل الخمسينيات ومدى تأثر صلاح جاهين بثقافة حداد الفرنسية وترجمته للشعر الفرنسى، وخاصة الشاعر الفرنسى «جاك بيرفير» الذى تأثر به صلاح جاهين كما تأثر به حداد وهو الذى فتح له طريق التحديث فى الشعر، كما تحدث الشاعر محمد سيف عن الجانب الثورى فى شخصية صلاح جاهين الذى مثل أحلام وتطلعات ثورة 2591، مستشهدا بقصيدة مهمة بعنوان «الشوارع حواديت» عبر فيها عن أحلام الجماهير وتطلعاتهم فى حياة كريمة، كذلك الحال بالنسبة لقصيدته «غنوة برمهات». ومن فاعليات المعرض أيضا هذا العام أن احتفل بعميد الرواية العربية نجيب محفوظ دارت الندوة حول عدة محاور هى : موقف نجيب محفوظ ، من الثورات عموما ومن ثورتى 91 ويوليو 2591 وثورات مصر فى أدب نجيب محفوظ، وتقاطع الفيلم مع روايات نجيب محفوظ فى الثورة والسياسة. وعن موقفه من ثورة 2591 قال القعيد : إن عميد الرواية العربية كان عمره وقت نشوب الثورة 14 عاما لكنه لم يكتب عنها إلا بعد 9 سنوات من خلال روايته «السمان والخريف» التى كان بطلها أحد رموز العهد السابق، وأكد القعيد من خلال عمق علاقته بنجيب محفوظ أنه لوكان على قيد الحياة وقت ثورة 52 يناير 1102 لوقف معها دون شك فقد كان ثائرا بطبعه، رافضا للتوريث فكل أعماله فيها حلم الحرية .