ليس صحيحا أن ثورة يناير قد انتهت أو أخفقت أو فشلت.. بل العكس.. ثورة يناير التى قام بها الشعب هى أفضل شىء قام به المصريون فى تاريخهم.. وتصوروا وتخيلوا ماذا كان مصيرنا قبل 25 يناير.. ولو لم تتم الثورة ؟ السيناريو المعد والمخطط وسابق التجهيز كان يقضى بمجىء الوريث والابن المدلل جمال مبارك.. وكان سيجىء رغما عن الجميع، ورغم أنف الجميع.. وكنا سندخل فى دائرة مغلقة جدا من حكم الفرد إلى حكم الأسرة.. وكان التوريث سيكون دستورنا لعقود بعيدة.. ولظللنا تحت القهر السياسى سنوات وسنوات. ليس صحيحا أن الثورة أسقطت فقط رأس النظام.. بل النظام نفسه بدأ يسقط وتتساقط رموزه يوما بعد يوم.. لتجنى الثورة ثمارها.. وليس أدل على ذلك من أن أولى خطوات الديمقراطية الجديدة هى مجلس الشعب الجديد تماما. والذى يمثل إرادة الشعب الفعلية والحقيقية دون زيف أو تزوير مهما كانت تحفظاتنا على توجهه ووجود أغلبية تمثل تيارا ما.. لكنه فى النهاية مجلس يحقق إرادة الشعب.. وتستكمل هذه الخطوات بانتخاب مجلس شورى ثم انتخاب رئيس الجمهورية تزامنا مع وضع الدستور الجديد. إذن الثورة مستمرة.. وستظل مستمرة حتى تحقق باقى الأهداف التى قامت من أجلها.. فثورة يوليو عندما قامت لم تحقق أهدافها بين يوم وليلة.. هى أسقطت رأس النظام بخلع الملك يوم 23 يوليو.. ثم بدأت بعد ذلك تتقطع أوصال النظام .. وتحقق الثورة المجيدة مبادئها الستة التى قلبت المجتمع وغيرته من النقيض إلى النقيض وحققت تغيراً شاملاً. وهكذا ثورتنا.. ثورة يناير.. ثورة الشباب والشعب.. هذه الثورة لن تحقق أهدافها بين يوم وليلة.. بل أمامها تحديات ومصاعب جسيمة حتى تصل إلى بقية الأهداف.. عيش.. حرية.. ديمقراطية.. عدالة اجتماعية.. فهى أهداف ليست سهلة المنال.. وعلينا أن نبذل الجهد والعرق حتى نحققها.. وأهمها العدالة الاجتماعية التى افتقدناها طوال أربعين سنة ماضية.. حتى عدنا مرة أخرى إلى مجتمع ال5٪ التى قامت ثورة يوليو للإطاحة به. الثورة مستمرة.. ويجب أن تكون مستمرة.. وتصحح من مسارها.. وتعدله إذا لزم الأمر حتى يتسنى للشعب أن يحكم وأن يحصل على لقمة عيشه بكرامة.. ويحظى بالحرية على شتى ألوانها.. وأن يحقق الديمقراطية بكل أشكالها.. وأخيرا أن يعيش العدالة الاجتماعية.. وقتها ستكون الثورة قد أتت ثمارها وحققت أهدافها.. وظل ميدان التحرير رمزا لها.