الغرف السياحية: أقل عمرة تبدأ من 32 ألف.. والضوابط الجديدة أدت لزيادة الأسعار    عاجل| بصاروخ موجّه "حزب الله" يستهدف موقعا إسرائيليا جديدًا    ثروت سويلم: سيتم الإعلان عن شكل الدوري الجديد وسيكون مفاجأة    حالة الطقس اليوم على القاهرة والمحافظات    بعد إخلاء سبيله.. أول تحرك من أحمد فتوح مع عائلة الضحية    طارق الشناوي عن خلاف عمرو مصطفى ودياب: تبديد للطاقة.. الهضبة اخترق حاجز الزمن    حزب الله يستهدف ثكنتين عسكريتين لجيش الاحتلال بصواريخ كاتيوشا    بلينكن يزور مصر للمشاركة في رئاسة الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي    هبوط مفاجئ ب924 جنيهًا .. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 (تحديث)    الزمالك يرفع راتب عبد الواحد السيد ومجدي بنسبة 100%    محمد عبدالله: مباريات القمة مولد النجوم الجدد.. وهذه رسالتي لجوميز    عاجل - استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري قبيل اجتماع الفيدرالي الأمريكي    شكرًا من القلب، القصبي: مصر علّمتنا وطبّبتنا وأسهمت ببناء التنمية في السعودية    وفاة أربعيني غرقًا في بحيرة زراعية بالوادي الجديد    عاجل| غوتيريش: "لا تبرير للعقاب الجماعي للفلسطينيين"    استبعاد مدير مدرسة اعتدى على مسئول عهدة في بورسعيد    المجلس القومي للشباب ببني سويف يحي ذكرى المولد النبوي الشريف    خاص.. غزل المحلة ينجح في ضم "بن شرقي" خلال الميركاتو الحالي    كرة نسائية - رغم إعلان الأهلي التعاقد معها.. سالي منصور تنضم ل الشعلة السعودي    محسن صالح: كنت أتجسس على تدريبات المنافسين لهذا السبب    احتجاج آلاف الإسرائيليين بعد تقارير إقالة "جالانت" من وزارة الدفاع    «بعد زيارة مدبولي».. عمرو أديب: العلاقات المصرية السعودية دائما قوية مبهرة وجبارة    الشرطة الفنلندية توقف 3 أشخاص يشتبه بتورطهم في أنشطة لتنظيم داعش    إصابة شخصين إثر تصادم دراجة نارية وسيارة فى بنى سويف    أحمد موسى: الرئيس السيسي يقدر العلماء وأهل العلم    محافظ المنيا يشهد احتفالية الليلة المحمدية بمناسبة المولد النبوي    تكريم 100 طالب والرواد الراحلين في حفظ القرآن الكريم بالأقصر    الشوفان بالحليب مزيجا صحيا في وجبة الإفطار    قطر: الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني مثال صارخ لتردي وغياب سيادة القانون    محافظ البحيرة تشهد فعاليات مبادرة «شباب يدير شباب» بمجمع دمنهور الثقافي    خالد الغندور يكشف مصير فتوح من السوبر الأفريقي أمام الأهلي    أخبار 24 ساعة.. إتاحة رابط لتظلمات الدفعة الثانية بمسابقة 30 ألف معلم    بني سويف تدشن اليوم فعاليات المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"    حملة تضليل روسية لصالح اليمين المتطرف الألماني    سعر الزيت والأرز والسلع الأساسية بالاسواق اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024    المنافسة بالمزاد على لوحة "م ه م - 4" ترفع سعرها ل 13 مليون جنيه فى 6 ساعات    الإعدام غيابيا لمتهم تعدى على طفلة بكفر الشيخ    مصرع طالب سقط من قطار في منطقة العجوزة    ننشر صور ضحايا خزان الصرف الصحي بإحدى قرى المنيا    إبراهيم عيسى: 70 يوم من عمل الحكومة دون تغيير واضح في السياسات    الفوري ب800 جنيه.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي 2024 وكيفية تجديدها من المنزل    وزير الثقافة يفتتح "صالون القاهرة" في دورته ال 60 بقصر الفنون.. صور    شيرى عادل عن الانفصال: أهم شىء أن يتم باحترام متبادل بين الطرفين.. فيديو    قرار من نقابة المهن التمثيلية بعدم التعامل مع شركة عمرو ماندو للإنتاج الفني    أحمد موسى: إحنا بلد ما عندناش دخل مليار كل يوم.. عندنا ستر ربنا    3 علامات تدل على أن الرجل يحبك أكثر مما تتوقعين    نشأت الديهي: سرقة الكهرباء فساد في الأرض وجريمة مخلة بالشرف    دار الإفتاء: قراءة القرآن مصحوبة بالآلات الموسيقية والتغني به محرم شرعًا    د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله    تعرف على إحصائيات التنسيق الفرعي لمرحلة الدبلومات الفنية بمكتب جامعة قناة السويس    وكيل صحة الإسماعيلية تبحث استعدادات مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"    حدث بالفن| خطوبة منة عدلي القيعي ومصطفى كامل يحذر مطربي المهرجانات وعزاء ناهد رشدي    أسعار سيارات جاك بعد الزيادة الجديدة    «أمرها متروك لله».. شيخ الأزهر: لا يجوز المفاضلة بين الأنبياء أو الرسالات الإلهية (فيديو)    حصر نواقص الأدوية والمستلزمات الطبية بمستشفى أبوتشت المركزي بقنا لتوفيرها    هيئة الدواء: ضخ 133 مليون عبوة دواء في الصيدليات    وحدة الرسالة الإلهية.. شيخ الأزهر يؤكد عدم جواز المفاضلة بين الأنبياء    تقي من السكري- 7 فواكه تناولها يوميًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. سيد قنديل ثورة فى كلية الفنون الجميلة: نحن لا نخشى الإسلاميين ولا نغطى الفن بحجاب

فى صراع مستمر بين الإباحة والتحريم وإعلاء قيمة الفن ووأده كانت المفاجأة أثناء زيارتنا إلى كلية الفنون الجميلة لإجراء هذا الحوار مع أول عميد منتخب للكلية بعد الثورة وهو د. سيد قنديل، فأدركنا أننا على أعتاب مرحلة جديدة لكلية فنون جميلة والتى امتد عمرها منذ بداية القرن العشرين وحتى يومنا هذا.. لكننا أردنا معرفة ملامح هذا المستقبل.
* ما رأيك فى الأفكار التى تنادى بحرمة التصوير ووضع شمع على التماثيل وغيرها لتهذيب الفن فى شكل إسلامى؟
- أرى أن الانغلاق الفكرى قل كثيرًا عن السابق.. وأنا متفائل رغم الشائعات حول المخاوف من سيطرة التيارات الدينية لأنى أراهن على الشاب المصرى، وأراهن على إمكانياتى، فإذا خافت هذه التيارات من فنون جميلة فأين تذهب القنوات الفضائية، وخلال أى من هذه الفترات التى تظهر علينا بين الحين والآخر.. هجمات تكفيرية لا نلقى لها بالاً ولم تتوقف الكلية ولن يتوقف نشاطها إنما سنطور وننمى دورنا بصورة دائمة.
* ماذا عن الردة التى حدثت منذ أربع سنوات لبعض الطلاب وتركهم لبعض الأقسام لوجود شبهة فى دراستها؟
- الطالب فى هذه المرحلة لم تكتمل لديه الأفكار والمفاهيم بعد وخاصة طالب فنون جميلة الذى يواجه أفكارًا جديدة ويصطدم بمفاهيم أوسع وأشمل، لذلك لابد أن تكون لدى القدرة على احتضانه حتى لا ينجرف إلى مفاهيم خاطئة لا تتحدث سوى عن التحريم حتى ستحرم بعد ذلك حقنا فى الحياة، ومع كل هذه البلبلات، فأنا الآن لدى داخل قسم النحت فتيات منتقبات ومحجبات كذلك منتقبات يرسمن موديل ولا يجدن حرجا فى ممارسة هذا الفن.
* ماذا لو اضطررتم مستقبلاً إلى وضع حدود للفن؟
- (لن يصبح فنا) فالفن لغة من لغات العصر والاتصال بالعالم الخارجى، ولا يمكن الاستغناء عنه أو تهميشه أو تحديده.. وحتى وصول الإسلاميين للحكم لا يجعلنا نرهبهم أو نخشى وجودهم، لأن الوعى الذى قاد الثورة هو الذى سيحافظ على هذا الفن.. والمفارقة أن حتى القنوات الدينية نفسها احتياجها للفنان أكثر من قنوات أخرى.
* قاطعته: ولكنهم يحددون فنا معينا ويرفضون ما فيه شبهة؟
- فرد غاضبًا: الفن غير قابل للتصنيف، فهذا فن حلال وهذا حرام وأنما له معاييره ومواصفاته الخاصة والتى لا يصح العبث بها كأن يأتى أحدهم ويمنع رسم الموديل مع أنهم يدرسون بالكليات الإسلامية الشعر الجاهلى والغزل الصريح، لذلك فأنا أرى أن كل هذه الأفكار تعبر عن سطحية فى التفكير ولا يقبلها أو يعترف بها مثقف.. وكل هذه التخوفات ما هى إلا هواجس وعدم ثقة فى النفس، لأن الواقع هو ما نصنفه نحن بعيدًا عن هذه الهجمات التى تفتقر للعقل والتفكير.. فهناك فهم مشوه متعمد لذلك ليس بشرط أن يكون الموديل عاريا، ولكننا ندرس الجسم البشرى، أما العارى فهو متوفر فى كل مكان حتى فى الكتب.
* معنى ذلك أننى سأدخل لأجد الموديل فى التصوير والنحت حتى فى المستقبل؟
- بالتأكيد.. وأنا الآن لدى 77 موديلا فى الكلية ولكن للأسف معظمها لسيدات كبار، وأبحث الآن عن 20 موديلا شباب فقمت بعمل إعلان لطلب من يريد العمل كموديل من خلال استمارة يملأها الشاب حتى تكون وثيقة رسمية بينه وبين الكلية.. لكن للأسف ليس هناك إقبال على عمل الموديل لقلة عائده المادى وهو «350ج» لذلك فكرنا فى تعيينهم باستمارات وزيادة الراتب من خلال عمل مكافآت لهم، والمشكلة أنه حتى فى ظل أزمة البطالة الموجودة سيظل فكر المجتمع كما هو فيخجل الشاب إذا قال لأحدهم أنه «بيشتغل» موديل بيترسم، كما أن الشباب يميزون بين شغل الموديل لدينا وبين شغل التليفزيون وطبعا على أساس العائد المادى، وبالتالى يكون الأولى للعمل فى الإعلانات أو التليفزيون، حيث تكون الفرصة أكبر للتصعيد كنجم سينما.
* مستقبل قسم النحت فى فنون جميلة كيف تراه؟
- قسم النحت قد لا يكون من الأقسام التى كانت تجد إقبالا كبيرا من الطلبة وهذا الإحجام ليس لسبب دينى وإنما لأن دوره لم يعد قويا فى المجتمع كما فى زمن محمود مختار لذلك كان لابد من تطويره بشكل يواكب التطور التكنولوجى مثل معظم أفلام الكارتون مثل أفلام الصلصال وفى مسرح العرائس وعالم سمسم وغيره لذلك اتجهنا لاستحداث شعب جديدة من شعب العرايس والصلصال حيث إن التغيير النوعى فى الوظيفة دفعنى إلى التطور بشكل يرضى المجتمع ولكن مع المحافظة على الإبداع كما هو بقيمته وأصالته.
* د. سيد قنديل ماذا تقول بعد انتخابك لأول مرة عميد كلية فنون جميلة؟ وما رأيك فى التجربة؟
- لا شك أن الانتخابات ظاهرة إيجابية جدا وخاصة فى أعقاب ثورة يناير، إلا أن المشكلة التى نواجهها الآن فى إزالة الآثار القديمة والتى تسببت فى تراجع الدور الوظيفى والفنى للكلية، حيث وصلت إلى انعدام الثقة بين الإدارة وأعضاء هيئة التدريس، لذلك تداركنا هذه السلبيات وأدركنا تعطش الجميع للديمقراطية فقررنا بداية عهد جديد داخل كلية فنون جميلة.
* كلية فنون جميلة من أكثر الكليات إثارة للجدل منذ موافقة الشيخ محمد عبده على إنشائها وحتى الآن فما هى الثورة الجديدة التى ستحدثها داخل الكلية؟
- إن التحدى الأكبر الآن أصبح فى تواجد الميديا والقنوات المفتوحة وخاصة القنوات الدينية والثقافية والتى تقبلت بعضا من هذه الفنون، إلا أن الصراع الحقيقى بين الكليات الخاصة والحكومية، حيث إننا فى حاجة ملحة لتطوير وإعادة صياغة دورك فى المتطلبات المتجددة للمجتمع كما حدث فى أقسام الجرافيك والعمارة والنحت من استحداث أشكال متنوعة، كذلك التصوير من الفنون الرقمية والذى مثل مصر هذاالعام فى فينسيا فيلم ديجيتال، بمعنى أنه أصبح هناك تحول نوعى فى رسالة الكلية.
* وهل جاء هذا التحول ليفى باحتياجات المجتمع الشرقى والعربى فقط؟
- لا.. ولكن ليشمل احتياجات السوق العالمية، حيث إننى لا أستطيع الآن أن أحدد احتياجات مجتمع عن آخر لأن العالم كله أصبح مفتوحا من خلال الميديا والنت والاتصالات وبالفعل أصبح قرية واحدة، والتطوير جاء ليشمل جميع الأقسام مع الحفاظ على الأساس الإبداعى لأنه الأهم، فالمبدع لا خلاف عليه.
* مشروع تطوير للكلية ب6 ملايين جنيه
* ما هى معالم هذا التطوير؟.. ومن أين كانت البداية؟
- البداية هى أننا وضعنا فى الاعتبار أنه لابد من التركيز على اتجاهين: الأول وهو تدعيم دورى كمؤسسة أكاديمية بتوفير معايير الجودة المطلوبة من الهيئة لكى يتم اعتمادى ويكون لى كيان داخلى وبالتالى ننظر للاعتماد العالمى.. وهذا هو المشروع الذى عملنا عليه وقد نجحنا فى تنفيذ مشروع تطوير للكلية خلال شهر واعتماد 6 ملايين جنيه لتطوير الكلية، وإعادة شكلها الجمالى وإعادة ترميم التماثيل ودهان الواجهات وترميمها كما كانت أيام صلاح عبدالكريم، وإعادة ترميم وتجميل قصر عبود الأثرى حتى يصبح مجمعا ثقافيا وتربويا وتعليميا فى الكلية، حيث رصدنا له 4 ملايين جنيه حتى يعاد ترميمه وسيصبح جزء منه متحفا وجزء دراسات عليا وجزء مكتبة وقاعة عرض وقاعة للمؤتمرات والندوات وكل ذلك مع الحفاظ على تراثه، هذا بالإضافة إلى ترميم المعامل والأتيليهات والمراسم. وفى الوقت نفسه سيوازى ذلك تطوير فى المناهج والمقررات.. وعلى سبيل المثال قسم الجرافيك كان التخصص فيه من سنة ثالثة فأصبح فى اللائحة الجديدة من سنة أولى ونحاول الآن أن يكون هناك إعدادى جرافيك حتى يدخل الطالب مباشرة إلى قسم الجرافيك أو يختار مواد تؤهله لدخول القسم فيدرس أربع سنين رسوما متحركة بدلا من سنتين أو سنة ونصف إضافة إلى تزويده بوحدة مونتاج كاملة وتطوير المطبعة ومعمل كمبيوتر بمواصفات عالية وكما فى قسم الديكور كذلك أصبح هناك شعبة فن كتاب من سنة أولى وشعبة تصميمات ونشر وتصميمات مطبوعة.
وعلى جانب آخر قمنا بعمل اتصال مع أناس فى سوق العمل الحر لنتعرف على المشكلات والعوائق التى تقف أمام الخريجين حتى نعد طالبًا قادرًا على خوض هذه التجربة بما يناسب سوق العمل فسابقا كان يقوم الخريج بعمل طابعة فنية أو رسوم صحفية أى حالة فنية، ولكن الآن أصبحت حالة فنية وظيفية لابد أن تواكب فيها كل أشكال الطباعة الجديدة إضافة إلى التصاميم المختلفة للبرامج والإعلانات والمعارض والمهرجانات والقرى السياحية.
* كان طالب الفنون الجميلة يضطر لأخذ دراسات تكميلية بعد التخرج فكيف ستساعده فعليا فى تهيئته لسوق العمل؟
- نحن نحاول توفير ذلك الآن داخل الكلية فى عمل مواءمة بين الإبداع والآلة حيث إن الفنان المبدع عليه أن (يشتغل) بيده وتكون هى الملبية الأولى لرغباته وأفكاره ثم أوفر له الآلة (الكمبيوتر) ليكون مجرد آلة وظيفية مكملة وليس آلة مفكرة.
فأنا المسئول الأول عن تنمية فكره ومهاراته وإبداعه ثم أعطيه فى النهاية الآلة باستخدامها داخل مشروعاته لتساعده فى الأداء وفى إيجاد أشكال جديدة من التقنية.
* سبق أن ذكرت تحدى الكليات الخاصة فماذا عن هذا التحدى ولمن تحسم المنافسة؟
- لا أنكر أن الكليات الخاصة هى منافس قوى بالنسبة إلينا حيث يتوافر لديها المال والإمكانيات، ولا يتوقف الأمر على المعاهد الخاصة على المستوى المحلى، ولكنى أتحدث أيضا عن الجامعات العالمية والتى فتحت أبوابها فى مصر كالجامعة الألمانية والفرنسية والبريطانية، والتى يقبل عليها خريج المدارس الخاصة، حيث تخدعه هذه الأشكال الجمالية والتى لا تحوى مضمونا، فقد تكون لديهم التجهيزات والإعدادات كما فى الجامعة الألمانية والتى بها سكشن جرافيك كبير وديكور وغيرها إلا أننى لدى الثروة الحقيقية، وهو الأستاذ عضو هيئة التدريس الذى أحاول الحفاظ عليه، وأهتم به جيدا وأوفر له معاملة لزيادة دخله سواء من خلال الوحدات الخاصة أو مراكز استشارات لأنى أعلم جيدا أن الدولة ليس لديها الإمكانيات لذلك فبالتالى بدأنا بخطوات عملية للبحث عن مصادر أخرى لتأمين المدرس حتى لا تجذبه مثل هذه المعاهد الخاصة والتى لديها القدرة على مضاعفة المرتب مرة واثنتين إلا أننى لا أخشى نفوذهم لأنى أراهن على كرامة المدرس الجامعى، وبخاصة فى فنون جميلة، والذى يرفض ذلك فأنا أحاول استغلال الموارد البشرية الموجودة لدى لأنمى المهارات البشرية الطلابية.
أما عن الجامعات والمعاهد الخاصة التى تفاجئنا بانتشارها يوميا فهى تعتبر ذلك أفضل مشروع استثمارى لها حيث إنها تضمن دخله قبل أن تقوم بعملها، وللأسف فإن كثيرين أصبحوا ينفقون كثيرا من المال على التعليم بما يضمن لهم الوظيفة.
ثم يضيف قائلا: أما عن دورى فى ظل هذه المنافسة فكان على أن اضمن للطالب أن يتخرج بمستوى جيد جدا حتى يلبى احتياجات السوق، وبالتالى أستطيع إيجاد فرصة عمل جيدة له، وفى سبيل ذلك قمنا بشىء مهم وجديد وهو عمل رابطة من الخريجين والذين لديهم شركات وتعاملات بالسوق والاتصال بهم للسماح للطلاب بالتدريب لديهم فى الصيف، وبالتالى يساعدنى فى تعليمهم كما أنه مستفيد ايضا، حيث تتوفر لديه خامة جيدة يعدها بنفسه ليوفر له فرصة عمل بعد التخرج ومنها عملت اتصالا بين الخريج وكليته من ناحية وبدأت أعمل دائرة مكتملة الاستفادة لجميع الأطراف من ناحية أخرى.
* وهل بالفعل لاقت هذه الفكرة قبولا من خريجى الكلية؟
- نعم.. لاقت قبولا كبيرا، وخاصة بعد تنفيذ بعض هذه الأفكار بعد الثورة مثل أسبوع رد الجميل لفنون جميلة، والذى استمر من 15-20 أكتوبر، حيث قامت الفكرة على أن لكل خريج فنون جميلة ذكريات جميلة وأحلاما خاصة بالكلية، وعليه أن يقدم ما يريده أو يراه لكليته. فهناك - يساهم معنا فى تنظيف الكلية وتطويرها بدفع تبرعات أو إحضار خامات للكلية أو مساعدة الطلبة.
ويحضرنى أننى عندما تحدثت لأحدهم من خريجى الكلية، وهو يمتلك مصنعا للرخام أعجب بالفكرة، وأرسل لى عمالا وخامات من مصنعه للمساهمة فى تطوير الكلية. لذلك فكل ما نفعله هو تعليم الطالب معنى التذوق الجمالى والملوثات البصرية التى نعانى منها فى الشارع المصرى لا يصح أن نراها فى فنون جميلة. فأنا لا أريد أن أصبح مثل المدارس الحكومية فبعد أن أسست كل الجامعات والكليات الفنية فى الوطن العربى ويسافر خريجونا لفرنسا وأوروبا.
لا أجد من يساعدنى فى إكمال هذه المسيرة الفنية لذلك قررت الاستعانة بهم وبجهودهم وجهودنا الذاتية قررنا رد الجميل لكلية فنون جميلة اعتمادا على هذه الإمكانيات البشرية والتى أشعلت الثورة فى التحرير، فهى التى ستخلق ثورة أخرى فى فنون جميلة
* وهل هناك ثورة واكبت ثورة التغيير ؟
- نعم فقد استحدثنا منذ شهور لجنة تجميل الكلية، وهذه اللجنة برئاسة د. صبرى منصور ود. أحمد حسنى ود. أشرف رضا فى قسم الديكور ود. خالد حواس رئيس قسم الديكور، د. محمود تعيلب رئيس قسم العمارة ود. أحمد هلال.
ولهذه اللجنة جميع الميزات والصلاحيات حول أى قرار تجميلى فى الكلية حتى فيما يخص غرفة العميد فهى المسئولة عن ترميم أى تمثال أو تغيير مكانه، وكنت قد اقترحت هذه الفكرة منذ فترة طويلة، ولكن أخيرا اقرها المجلس بعد الثورة.
* خطوة مهمة أقبلت عليها فى عودة اختبارات القدرات داخل الكلية فما الهدف منها؟
- كما قلت نحن فى مرحلة تطوير شامل للكلية ومنها إعادة امتحان القدرات داخل الكلية ثم سنقوم بإعادة الشكل القديم فى الفترة القادمة حيث يقوم المتقدم بتنفيذ الشغل على مدار يوم واثنين وثلاثة وسنحاول تعديل بعض اللوائح حتى لا نشترط دخول الكلية على المجموع إنما على من لديه الإبداع والموهبة فقط.
كذلك التدقيق كمجلس كلية فى امتحانات القبول وبذلك سنقلل الأعداد المنتسبة للكلية والتى وصلت إلى 5 آلاف طالب لتكون لدينا الفرصة لتوفير تعليم بمصروفات أقل وحتى لا تتحول الكلية إلى كلية مجموع إنما لتظل كلية الفن والإبداع.
* الطلبة يتحدثون
أما عن طلبة فنون جميلة وبصفة خاصة الفتيات فقد شاهدنا محجبات ومنتقبات برسمن موديل والكثير منهم يدرس بقسم النحت فكان معهم هذا الحوار.. غادة عادل محمد- قسم نحت شعبة ميدانى: فى بداية دخولى الكلية كان هناك اعتراض من أسرتى حول ما يتردد عن الكلية من رسومات عارية ونحت لتماثيل ومدى حرمانية ذلك وخاصة أننى محجبة، ولكن كان لدى موهبة وأردت أن أنميها من خلال كلية الفنون الجميلة وقررت خوض التجربة وبالتأكيد كان عندى تحفظات مثل أى طالب جديد فى الكلية عن رسم أى أجسام عارية ولكننى اكتشفت حدودا ومفهوما أوسع من المفهوم الذى يتعامل به الناس ووجدت أن النحت ليس من الحق أن نقصره على تمثال عار وإنما هو تشكيل لكتل فى الفراغ تبرز من خلالها تفاصيل أكثر جمالا ودقة فى نحتها فالفن يعكس رقيًا روحيًا وإنسانيًا وليس تدنيًا أخلاقيًا.
* لا أصنع تمثالا لأعبده
وترد الطالبة نورهان عودة- إعدادى فنون قسم نحت:أن النحت ليس أن أصنع تمثالا أخاف أن يعبده الناس ولكننى أحب الجمال الإلهى فى شكل معبر وليس فى صورة منافسة لخلق الله كما يقول البعض فأنا والجميع يعرف أن هذا تمثال ليس به روح وإنما وصفت من خلال ما رأته عينى فى صورة تقريبية للواقع.
أما الطالبة أمانى رفعت طالبة بقسم النحت فهى حددت موقفها من التصوير أو التحديد قائلة: أنا فتاة ملتزمة وأرتدى الحجاب «الخمار» كما ترين ولا يمنعنى أن التحق بالكلية وأمارس هوايتى فى قسم النحت فلن أصبح منبوذة لمجرد أنى محجبة ولكن هناك حدودا أقف عندها وهى التى تتوقف على شبهة ما أقوم به وهل هناك حرمانية لعمله أم لا فسألتها وماذا لو عرض عليك نحت تمثال كمشروع داخل الكلية هل سترفضين، قالت سأرفض إذا كان به حرمانية مثل عمل تمثال لبوذا فهناك أناس تعبده ولن أسمح أن أساهم فى ذلك.
بينما ترد عليها زميلتها بالكلية والتى طلبت المشاركة فى الحوار نوران شلش قائلة: هذا التعصب نتيجة لحساسية معظم الناس فى كل ما يناقش ويخص الدين وعلينا أن نفصل بين الفن والدين فأنا أستند إلى ما حدث عند دخول عمروبن العاص مصر وأرسل لعمر بن الخطاب يسأله فى أمر هذه التماثيل، فسأله: هل يعبدها الناس فقال: لا، فرد عليه: أتركها كما هى. لذلك فأنا أرفض الفكر المتطرف الذى ينادى بتجريم الفن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.