- قبل أي حديث عن أي مما يدور حولنا الآن.. سأعيد عبارة ذكرها الكثيرون قبلي.. كتر التكرار ربما يعلم الشطار!! تحية لكل شباب الثورة.. الأحياء منهم والشهداء.. فلولاهم لما وصلنا لما نحن فيه.. وضعونا علي بداية طريق الحرية.. .الذي مهدوه لنا بدمائهم وتضحياتهم. لولاهم لما وصلنا إلي مرحلة الانتخابات.. ومجرد الوصول إلي هذه اللحظة هو انتصار يجب إحقاقا للحق أن نعترف بفضلهم علينا جميعا فيه. أفضالهم علينا جميعا.. ولأن هناك من أدار ظهره لهم يصبح من الضروري أن نعيد التذكير حتي لا يتم التمادي في طعنهم من جديد أو إضعاف هممهم أو إحباطهم. لولا هؤلاء الثوار وتضحياتهم التي قدموها ومازالوا.. لكان قادة المجلس العسكري يؤدون التحية الآن لجمال مبارك.. أو يقسم أحدهم اليمين الدستورية أمامه.. فهل كان هذا ما يريدونه؟! أكاد أجزم أنهم ما كانوا سيقبلون القيام بهذا.. والثورة هي التي أزاحت عنهم هذا العبء، ومع ذلك نشعر جميعا بمدي الاستهزاء بالثوار والرغبة في كسر إرادتهم تزداد يوما بعد يوم من المجلس العسكري.. وهذا ما يصيبني ويصيب الكثيرين غيري بالذهول. لولا هؤلاء الثوار ودماؤهم التي سالت ومازالت تسيل لكانت جماعة الإخوان تعاني من وجود عدد كبير منهم في السجون والباقي مرشح للسجن ومن لم يطله السجن فهو محظور. لولاهم لكان السلفيون علي حالهم مع جهاز أمن الدولة يكفرون الخروج علي الحاكم.. ولظلوا في جحورهم محبوسين وهم الطلقاء. لولاهم لكان الشعب المصري كله يجلس الآن مهموما مدحورا يتابع تنصيب جمال مبارك رئيسًا. أن يتنكر الإخوان للميدان ويديرون ظهرهم له جريا وراء كرسي في البرلمان.. فهذا أيضا يدعو للإحباط ولكن لم يكن أحد يعول عليهم كثيرا فلهم أجنداتهم التي لا يدخل الميدان فيها من أساسه. كل من أداروا ظهرهم للميدان يمكن تجاوزهم.. لكن أن يخرج علينا أحد أعضاء المجلس العسكري ليعلن أن مصر ليست ميدان التحرير.. وأن الثوار لا يمثلون المصريين، وأن هناك أغلبية صامتة.. وفي سبيلهم لتأكيد تلك المقولة يتم خلق ميدان مقابل لميدان التحرير في العباسية يحشر فيه بالأمر المباشر بعض أمناء الشرطة في الزي المدني.. أو عمال شركات البترول أو المراسلون العسكريون في الإعلام (مرجعي هنا الشروق 3/12 ومذيعة بالتليفزيون الرسمي)، أن يتم هذا لمجرد ضرب ميدان التحرير فهذا عمل لا يدرك من فكر فيه مدي خطورة هذا التقسيم علي البلد. أن يتنكر الجميع للثوار هو شيء مرفوض بالطبع، ولكن يمكن تمريره.. لكن تنكر المجلس العسكري لهم يجعلنا في حالة صدمة لأن شرعية المجلس جاءت من الميدان وصيحة «الشعب والجيش إيد واحدة» خرجت من الميدان.. فهل كان الميدان ساعتها يمثل الشرعية ويمثل المصريين؟! والآن يتم سحب هذه الشرعية منهم بلا مبرر منطقي.. فهذا أمر بجد محزن ومحبط ويجعلنا في تخوف مستمر.. ويسحب الكثير من رصيد الثقة.. وهو ما أتمني علي الله أن ينتبه المجلس إليه.. وأخشي أن ليس كل ما يتمني المرء يدركه.. للأسف. - اللواء مختار الملا.. عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. وعقب الإقبال الهائل علي صناديق الاقتراع.. خرج علينا بتصريح.. للأمانة كنت أتوقعه لكني لم أتوقع أن يجيء بهذه السرعة. اللواء الملا.. اعتبر أن الإقبال يعكس مدي حب الناس لقواتها المسلحة.. وأيضا تأييدها للمجلس العسكري. بالنسبة لحبنا لقواتنا المسلحة فهذا شيء لا اختلاف عليه.. قواتنا المسلحة هم أباؤنا وإخوتنا وأهلنا.. هي إحنا يا سيادة اللواء.. أما موضوع أن التصويت في الانتخابات هو تأييد للمجلس العسكري.. فهذه الجزئية يجب التوقف عندها لنختلف.. لم لا نعتبرها مثلا رغبة في إنهاء سريع للحكم العسكري.. يعني رغبة في الانتهاء من المرحلة الانتقالية.. بكل ما حملته من آلام.. فمن يرغب في بقاء المجلس لا يمكن أن يتعجل الذهاب إلي برلمان منتخب ورئيس منتخب. وهذه وجهة نظر، والله الموفق والمستعان. - سؤال يتكرر أمامي كثيرا هذه الأيام.. وبعد كل التجاوزات التي حدثت من حزبي الحرية والعدالة والنور في الانتخابات.. .صحيح أن هناك تجاوزات أخري كثيرة حدثت من غيرهما.. .ولكنها من تكتلات أو أحزاب لم ترفع راية الإسلام والتدين في دعايتها الانتخابية. السؤال الذي يتكرر: هل يمكن أن يكون الإخوان والسلفيون هم الصورة الممثلة للإسلام؟! هل يمكن أن تكون أخلاق المسلم هي أن الغاية تبرر الوسيلة حتي لو كانت هذه الوسيلة مخالفة لتعاليم دينه.. هل يقبل الإسلام الرشوة؟! الكذب؟! أن يخرق المسلم كل القواعد والقوانين؟! ربما كان أحد الأسباب لحظر قيام الأحزاب علي أساس ديني هو ألا تتم الإساءة للدين الذي يمثله هذا الحزب.. ولكن وبما أننا أروع وأقدر من يضع القوانين ليتم خرقها خرج علينا حزبا الحرية والعدالة والنور حاملين راية الدين مانحين صكوك دخول الجنة والخروج منها إلي النار مستخدمين كل ما خالف صريح الدين وأخلاقه.. ليجعلانا في النهاية نخجل من الصورة التي تم نقلها للعالم عن الإسلام والمسلمين. - الدكتور سليم العوا.. المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية.. خرج علينا فجأة وبعد اجتماع بالمجلس العسكري.. ليعلن أن الشباب الموجودين بالتحرير خونة ومخربون.. وأنهم لا يمثلون الشعب وليس لهم وزن سياسي!! إلي آخر هذه العبارات الحارقة للدم. يا خبر أسود يا دكتور.. بهذه السرعة استطعت نسيان أنه لولا الموجودون في التحرير ومنهم من استشهد ومن ينتظر الشهادة.. ومنهم من يحاكم عسكريا إلي الآن.. لولاهم يا دكتور ما كنت الآن المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية. فإذا كان القفز علي ما فات طمعا فيما هو قادم.. أسلوب مرشح محتمل للرئاسة.. فكيف نطمئن له لو-لا قدر الله- وصل لكرسي الحكم؟!