هن سيدات لم تجمعهن آراؤهن السياسية أو مواقفهن الثورية إنما كان شعارهن مصلحة الحزب فوق الجميع.. هو حزب النور السلفى الذى وضع مرشحاته فى ذيل قوائمه الانتخابية إنما كانت القوامة الحقيقية للرجل على رأس القائمة وجاء تمثيل المرأة كديكور رضوخا لقرار اللجنة العليا للانتخابات الذى يشترط وجود امرأة على قائمة كل حزب. وكانت رحلة البحث عن مرشحة سلفية أشبه برحلة البحث عن الكنز المفقود. فلم أجد استجابة من رئيس حزب النور الدكتور عماد عبدالغفور ليعلن لنا عن أسماء وأرقام مرشحاته وعندما اجتهدت للوصول إلى إحداهن كن قد أدلين بأرقام هواتف خاطئة بل إن بعضهن سجلن على صفحة الحزب أرقام هواتف أزواجهن. جميعهن أكدن أن هناك تنبيها بعدم إجراء أية حوارات صحفية إلا فى وجود الحزب وعلى لسان المتحدثين الرسميين للحزب فقط ففهمت أن وجود المرشحات فى حسابات قياداته لا يتعدى بوستره الانتخابى. جميعهن بدأن الحديث بالاعتذار ولكن دائما ما يستمر الحوار . نحن مرشحات فى خدمة الحزب الحاجة إنصاف خليل أحمد محسب مجلس الشعب (عمال) محافظة الإسماعيلية موظفة بمستشفى الجامعة تقول: أعتذر عن الكلام لأننا ممنوعون من الكلام مع صحفيين أو إعلاميين والمسئول عن أى أحاديث هو المتحدث الرسمى عن الحزب وهذا الاتفاق كان بيننا من البداية لا حديث إلا فى وجود الحزب، ولكن بعد إلحاح منى وإقناعها أن من مصلحة الحزب الإعلان عن مرشحيه الذين اختارهم لوضعهم على قوائمه فقالت: بالفعل الحزب رشحنى لأننى منذ سنوات طويلة وأنا أعمل فى العمل الاجتماعى الخيرى ومتفرغة له لأن أبنائى أنهوا كلياتهم وتزوجوا جميعا ولم يبق غيرى وخاصة أن زوجى مسافر للعمل فى الخارج فبالتالى أصبح شاغلى هو محاولة مساعدة الأسر المحتاجة وخاصة من الأرامل التى تكون فى أشد الحاجة للمساعدة لإعالة أبنائها كذلك المريض الذى يحتاج لإجراء عملية ولكن ليست لديه الاستطاعة المالية نحاول مساعدته وغيرها من الأنشطة الخيرية والتى يساعدنى فيها فريق من إخوانى الرجال هم ثلاثة جمعنا العمل الخيرى الذى كان اعتمادنا فيه على الجهود الذاتية فقط، وقد كلفهم الحزب بالترشح للانتخابات وهم كلفونى كى أترشح على مقعد المرأة وكنت رافضة فى البداية لهذه الفكرة لأننى «ليس لى فى السياسة»، ولكن الحزب أقنعنا أن ترشحنا سيساعدنا أكثر على العمل الخيرى ومساعدة الناس لذلك قبلت الترشح وأعطيتهم أوراقى الخاصة وصورى الشخصية ورغم أننى غير منتقبة - فأنا أرتدى الحجاب فقط - لم يضغط علىَّ الحزب لارتداء النقاب ولم أفكر حتى فى ارتدائه رغم أن ابنتى منتقبة إلا أن هذه حرية شخصية وجميع من أعرفهن منتقبات ويقبلننى كما أنا، كما أننى أقبلهن كما هن، ولا يحاول أى منا إقناع الآخر، وقد سمعت عن المرشحة فى إحدى المحافظات التى وضعت صورة لوردة بدلا من صورتها أو صورة زوجها ووجدت أنه تهريج لا أعرف ما الفائدة منه لأننى كمرشحة لا يصح الاعتراض على وضع صورتى على ملصقات الحزب أو لافتاته، وهذا ما فعلته عندما طلبوا صورتى فقد رحبت بذلك لأننى فى الخمسين من عمرى، كما أننى دائما يرانى الناس فى عملى ولست مستخبية فى البيت أو منتقبة، بل أحب كثيرا المناقشة والحوار وهنا سألتها عن برنامجها الذى أعدته لتناقشه فى البرلمان فردت ضاحكة: «لما ننجح الأول نبقى نعمل برامج» فسألتها: وهل تشكين فى النجاح خاصة أن الحزب وضعك فى ذيل القائمة فقالت: لست غاضبة لأن الحزب وضعنى رقم أربعة فى قوائمه «لأننا لسنا سياسيين ولكن بتوع دعوة» وجميعا نعمل من أجل هدف واحد وهو إنجاح الحزب فقط». قدمت أوراقى لجمعية خيرية لكن اكتشفت أننى مرشحة للانتخابات! قالت الحاجة سعاد أحمد سند موسى ربة منزل 52 سنة - قائمة الشورى (فلاح) محافظة أسوان: دخلت حزب النور عن طريق أحد أقاربى والذى قال لى: «لو بتحبى الخير وتحبى تساعدى الناس الحزب هيساعدك»، وكنت أعتقد أنه يقصد العمل فى إحدى الجمعيات الخيرية وتقدمت بأوراقى التى طلبوها على هذا الأساس وعندما سألتهم بعد فترة عن بداية العمل بالجمعية أخبرونى أننى لست متقدمة للعمل بجمعية، إنما للترشح للانتخابات واندهشت كثيرا لكننى وافقت على الفكرة بعد أن أقنعونى بأننى سأقوم بتقديم خدمات للناس عن طريق الحزب، ولكننى أخبرتهم أنه لا علم لى بالسياسة، ورغم ذلك كنت أدلى بصوتى فى الانتخابات، فسألتها: وعلى أى أساس كنت تختارين مرشحك؟ فقالت: كان يأتى إلينا أحد المرشحين المعروفين قبل الانتخابات ونظرا لشعبيته الكبيرة كان الناس يلتفون حوله ويؤيدونه، وعلى ذلك كنت أؤيده مادام الجميع يثق فيه، فأنا الآن أكمل تعليمى بالاشتراك فى فصول محو الأمية وأنوى دخول الثانوية العامة والالتحاق بكلية الهندسة فيما يخص الزراعة ثم علقت بابتسامة: «لأن عندى خمس أفدنة عايزة أرعاهم» وكان ردهم أن المهم هو نيتى فى فعل الخير، كما أن بعض جيرانى قد حذرونى أنهم سيفرضون علىَّ النقاب بمجرد أن أشترك بالحزب ولرفضى الشديد للنقاب لما شاهدته من بعض الحوادث التى تعلقت به مثل ارتداء رجل للنقاب لتنفيذ جرائمه كذلك الفتيات اللاتى ارتدينه ليحميهن فقط من الشمس والأتربة فبالتالى أصبحت لا أثق فيه ولا أنوى ارتداءه وقبل أن أنضم للحزب سألتهم عن إمكانية إجبارى لارتداء النقاب إلا أنهم أخبرونى بأن هذا كلام خاطئ ويشاع ظلما عن السلفيين فنحن لا نفعل ذلك ولكن هناك آخرون يفعلون مثل الإخوان. وأخيرا كان سؤالى لها عن إمكانية نجاحها فى الانتخابات؟ فأكدت أنها تمتلك شعبية كبيرة جدا والجميع يساندها رغم أن وجودها فى قائمة الحزب فى الترتيب الرابع إلا أننى دخولى البرلمان من عدمه لا يجعلنى أتوقف عن فعل الخير، وأكملت: المهم الحزب ينجح. أنا صوت المرأة الإسلامى فى البرلمان وقالت دكتورة ياسمين السيد عباس السيد - بكالوريوس علوم الصيدلة - مجلس الشعب (فئات) محافظة البحيرة - كفر الدوار: كانت البداية أن زوجى عضو فى حزب النور السلفى منذ بداية الإعلان عنه ومن خلاله اقتنعت بأفكار الحزب ومبادئه لذلك اشتركت به وأنا كدكتورة صيدلية كنت أمارس عملى فى المستشفى الحكومى بكفر الدوار ولى شعبية كبيرة ولهذا ترشحت فى الانتخابات على قائمة حزب النور لأننى أريد تحسين صورة المرأة السلفية التى شوهها الكثيرون ولأكون صوت المرأة الإسلامى فى البرلمان، ولا يعيقنى النقاب فى أداء وظائفى سواء خارج أو داخل البرلمان لأن المرأة جوهرة والنقاب هو ما يحميها فأنا أمارس عملى بصورة طبيعية حتى لو كان سياسيا ولكن مع التزامى بالضوابط الشرعية فمثلا داخل البرلمان لى الحق للنقاش والحوار لأن صوتى ليس بعورة ولكن علىَّ ألا يكون هناك خضوع أو ميوعة فى القول كذلك لا يصح أن يكون هناك اختلاط وأفضل أن يكون لنا أنا والأخوات مكان خاص لنا فى جانب البرلمان أو نجلس خلف الرجال وذلك درءا للفتنة. ولا خلاف على ذلك لأن المرأة هى فى حقيقتها شهوة وفتنة لذلك علينا أن نبعد عن الاحتكاك إلا عند الاحتياج، فنحن كنساء مسلمات سلفيات نريد العودة بالمرأة إلى وظيفتها فى نشر تعاليم الإسلام ونصيحة أختها المسلمة بالالتزام بالحجاب الشرعى وارتداء النقاب فالأولى أن نقتدى بنساء الرسول وليس بزوجات أوباما وأن نغير صورة المرأة ووظيفتها التى نراها الآن كثيرا تعرض فى الإعلانات والفضائيات ويشترطون أن تكون حسنة المظهر لإثارة الغرائز وإنما امرأة مسلمة نقية لذلك فأنا لا أقبل مثلا أن تعرض صورتى كمرشحة على الملأ رغم التزامى بالنقاب، إنما أرحب بوضع صورة طبيعية أو لوجو الحزب ، أما عن خططنا الأخرى فننوى الاتجاه إلى «فلترة» التعليم مما فيه من شوائب فبدلا من أن يتحدث عن الحب والعشق فى بعض المناهج سنتجه إلى تربية أبنائنا على الأخلاق وتعاليم الرسول ومنهجه وتصحيح صورة الإسلام والسلفيين. فسألتها: وبماذا تفسرين وجودك فى ذيل المرشحين على القائمة السلفية؟ فقالت: لا شك أن تمثيل المرأة ضعيف فى الانتخابات على معظم قوائم الأحزاب وخاصة الإسلامية وليس حزب النور السلفى فقط لأن الشعب المصرى بطبيعته متدين وغير مقتنع بمشاركة المرأة سياسيا على نطاق واسع وخاصة لتمثيلها فى البرلمان وهذا لا يزعجنى مطلقا، أما ترتيب القوائم فهو ليس متعمدا أن تكون المرأة فى الآخر لكن الترتيب يعتمد على الأكفأ، فسألتها: أليست هناك امرأة كفؤ لتكون على رأس القائمة؟ فأجابت لا هناك نساء على درجة من الكفاءة ولكن الرجل دائما ما يكون أفضل وأكفأ وخاصة فى الشئون السياسية، ولا يبارك الله فى قوم تتولاهم امرأة. لن أتحدث إنما سأكتب ملاحظاتى فى ورقة وأقدمها للمجلس! أما نعمت الله محمود عبد العزيز - معلم أول ليسانس آداب وتربية - مجلس الشورى (فئات) الخارجة حى البساتين - محافظة الوادى الجديد فقالت: إن فكرة ترشيحى جاءت عن طريق زوجى وأقاربى باعتبارهم أعضاء داخل الحزب وقد أقنعونى بالترشح على مقعد المرأة، ولكننى كنت مترددة فأنا لا أحب الاختلاط ولا أن تكون صورتى الانتخابية فى يد الجميع لذلك اقترحت وضع شكل نجمة أو صورة الحزب بدلا من صورتى الشخصية، فأخبرتها أنها لا يجب أن تفرض شروطا على الناس مادامت مرشحة وستتحدث باسمهم فقالت: نعم ستكون كلماتى باسمهم فسألتها: ما معنى كلماتك؟ فقالت: إننى لا أرضى أن أقف فى البرلمان وأتحدث بصوتى أمام الجميع، إنما سأتواصل مع رئيس المجلس والأعضاء من خلال تدوين ما أريده فى ورقة وأقدمه. فسألتها: وماذا عن المرأة فى برنامجك؟ فقالت: ببساطة لم أعد برنامجا بعد لأن وضع المرأة فى القائمة يجعل من الصعب نجاحها وأنا مع الحزب فى هذه النظرة البعيدة فقد وافقت اللجنة على وجود المرأة فى قوائمهم إلا أنها كانت فى نهاية القائمة وهذا تصرف حكيم لأن القوامة للرجل، ومساعدة الحزب هى من أولوياتى. أنا منتقبة.. وأعمل فى شركة أجنبية! سارى جلال إحدى المرشحات المنتقبات فى مجلس الشعب وعمرها 27 عاما، تحدثت معنا عن حملتها الانتخابية.. تقول: هذه المرة الأولى لى وأيضا للمنتقبات أن يشاركن فى الانتخابات، فأنا أرى أن النقاب ليس عائقا فى الحملة الانتخابية، كما أن التواصل مع الناس ليس شيئا صعبا، فأنا مهندسة كمبيوتر وأعمل فى شركة كمبيوتر خاصة بالمعادى، وأتعامل فيها مع كل الأجناس، كما أننى حاصلة على مركز مرموق فى العمل. وهذا كله لم يسبب لى أدنى مشكلة، فقد اكتسبت احترام كل مديرى وزملائى فى العمل، وهذا يعتبر شرفا لى كونى منتقبة، فأنا معترفة بأن النقاب شىء جديد على المجتمع خاصة أنه كان فى الماضى غير موجود على الساحة السياسية، لكننى واثقة من نجاحه، كما أعلم أن بعض الناس غير متقبلين فكرة النقاب ويهاجمونه بشدة، لكن البعض الآخر متقبله ويشجعه بقوة.. فيجب أن نشجع كل ما هو جديد. ومن أهم المشاكل التى تواجهنى الآن فى حملتى الانتخابية هى ضيق الوقت والدعم المادى، لأننى أقوم بتدعيم نفسى بنفسى ماديا وليس من الخارج كما يفعل بعض المرشحين، وأهم الدوافع التى جعلتنى أشارك هذا العام فى الانتخابات هى أن النظام السابق كان لا يعطى الحق لأى شخص عادى أن يخوض الانتخابات أى لا يستطيع أحد أن يحرك ساكنا، كما أننى كنت أريد أن أشارك فى برلمان منضبط بالشريعة الإسلامية، وهذا لم يكن موجودا من قبل لأن الشريعة وقتها ستكون ضد المصلحة السياسية التى كانت متبعة وقتها، لكن بعد قيام الثورة أصبح الوضع مختلفا تماما لأن الثورة أعطتنا الجرأة التى جعلت كل واحد منا يعبر عن نفسه، فحتى الآن لم توجد مرشحة منتقبة ضدى، فكل المنتقبات معنا، فلا يوجد إسلاميون ضد إسلاميين، فحزب النور هو حزب واحد وروح واحدة، فالقرارات فى الحزب هى قرارات حزبية وليست فردية، أما بالنسبة لحزب الإخوان فالفكرة ليست تعاونا، بل هو هدف واحد وهو أننا نريد الشريعة الإسلامية.