هى إحساس نقى تجسد فى عدة صور، فهى الفنانة والمذيعة وأستاذة معهد الموسيقى والداعية والمتطوعة فى الخير. كان لقائى معها فى ستوديوهات قناة ال CBC فى مدينة الإنتاج الإعلامى.. عقب انتهائها من عرض برنامجها الشهير «الستات ميعرفوش يكدبوا».. وهو خامس برنامج تليفزيونى فى تاريخ عملها كمذيعة.. إذ سبق وقدمت برنامجها «منى وأخوتها» وبرنامج حور الدنيا وبرنامج لأجل فلسطين وبرنامج فور بنات.. وفى حوارى معها كانت جولتى داخل أحاسيسها كامرأة متعددة الخبرات والمواهب والمهارات.. تحدثنا عن الحب والستات الغلبانة.. وعن نصابى المشاعر والقلوب.. وعن الحب من طرف واحد.. وعن الذنوب والخوف.. وكذلك عن الفن. وبمنتهى السماحة والرقة قدمت منى عبدالغنى فى هذا الحوار روشتتها السحرية لكل القلوب المجروحة. بداية سألتها : ما السبب الذى جعلك تتنازلين عن عدة اتفاقات مع قنوات فضائية أخرى لتقديم برامج ستكونين فيها المذيعة الوحيدة واخترت أن تكونى بجانب مذيعتين تظهران معك طوال الحلقات فى برنامج «الستات ما يعرفوش يكدبوا»؟! - ابتسمت ابتسامتها الهادئة وقالت لى : - هذا البرنامج لا يحاكى مرحلة عمرية محددة.. بل يخاطب كل الأعمار والمستويات ويتناول فى كل يوم موضوعا مختلفا.. فيوم سياسة ويوم فن ويوم طب.. إلخ.. وكنت بالفعل قد اتفقت مع محطات أخرى لتقديم برامج ولكن حدث أن اتصل بى الأستاذ محمد هانى رئيس قناة ال cbc والسيدة سهير جودة وعرضا على فكرة البرنامج وشكله المختلف حيث سيظهر معى مذيعة ومحامية وكلتاهما سيشاركاننى التقديم. وكان حظى حلوا لأن البرنامج توافرت فيه كل عناصر النجاح من فريق إعداد وتقارير وديكورات وضيوف مميزين وهذه سمة تتميز بها الإعلامية والصحفية سهير جودة فهى رئيسة تحرير البرنامج.. وكانت من قبل تدير برامج ناجحة مثل برنامج البيت بيتك ومصر النهارده ومعروف عنها تميزها وتنوعها فى الأفكار.. ولهذا كان لى أن أتنازل عن عروض القنوات الأخرى وأختار هذا البرنامج والحمد الله أنه حقق نجاحا مميزا فى ثلاثة أشهر.. قاطعتها : لكن وجود مذيعة محترفة مثل مفيدة شيحة ومحامية لها خبرة فى الحوار لاشك أنه سيؤثر على أدائك.. فمن الملاحظ أنك هادئة ولا تميلين لمقاطعة الضيوف كعادة سائر المذيعات. - أجابتنى : هذا صحيح!! فأنا بطبعى أميل إلى الصمت عندما أجد حوارات كثيرة ولا أحب لحظتها التدخل أو المقاطعة.. ولكن تنوع أداء «المذيعة والمحامية وأنا» أضفى على البرنامج روحا مميزة اختلفت عن طبيعة برامج المرأة فى مختلف القنوات الأخرى.. هذا بخلاف أننى أنفرد بتقديم فقرة طبية كل يوم أحد وفقرة دينية مع الداعية إيناس مصطفى كل يوم ثلاثاء. سألتها : هو صحيح الستات ما يعرفوش يكدبوا؟!! - ابتسمت قائلة : الصالحات منهن فقط إللى ما يعرفوش يكدبوا.. سألتها : بعيدا عن منى عبدالغنى المذيعة.. ماذا عن منى عبدالغنى المغنية ذات الصوت الحلو؟ - أجابتنى : سبق لى أن قدمت بعض الأغانى الوطنية مثل «القدس هترجع لنا» وأغنية « سلامتك يا مصر» مع محمد الحلو ونادية مصطفى. هذا بخلاف أننى شاركت أنوشكا أغنية «إيدى فى إيدك» وهى لمستشفى سرطان الأطفال.. وغنيت مع الأطفال فى مسلسل «متخافوش».. أما فى الإذاعة فلقد قدمت فى شهر رمضان الماضى مسلسل «نساء فى حياة الأنبياء» عدة أغنيات بخلاف مشاركتى فى التمثيل. وحاليا أحضر عملا مع الشاعر «بهاء الدين محمد» والملحن «وليد سعد». فأنا أتجه للغناء الذى يحث على الفضيلة والذوق العالى. قلت لها : وماذا عن نشاطك ومساهماتك الخيرية؟ - أجابتنى : الحمد لله أساهم قدر استطاعتى فى العديد من الجهات الخيرية مثل جمعية «حياة بلا تدخين» ومؤسسة «ويانا» ومؤسسة الأورمان وبنك الطعام وأيضا فى منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم.. فنحن فى هذه المرحلة التى تمربها مصر فى أمس الحاجة لأن نتكافل ونتكافل فى مساعدة الآخرين والدعوة لجمع التبرعات، آملين أن يتقبل الله منا هذا الاجتهاد. سألتها : الأوضاع السياسية فى مصر فى الوقت الراهن ألا تشعرك بالقلق أو الخوف؟ - قاطعتنى : أنا بطبعى أميل إلى التفاؤل ولكن إحنا شعب مستعجل وسريع فى حكمه إحنا محتاجين لوقت وصبر عشان نتغير.. مش ممكن يكون التغيير فجائى. إحنا للأسف غيرنا حكومة ومغيرناش شعب.. إحنا محتاجين وقت عشان ثقافات وأخلاقيات قديمة تتغير. عندى أمل أن الناس تبطل تخون بعضها والأحزاب تبطل تخون بعضها.. والمسلمين والمسيحيين يبطلوا يخونوا بعضهم.. ر بنا يحفظ بلدنا وبلاد العرب. سألتها : خايفة من إيه ؟! - أجابت : الخوف الوحيد الذى يزعجنى هو التقصير فى حق ربنا.. فعندما أشعر بالتقصير أجدنى أدين نفسى بشدة.. فأحيانا شغلى يأخذنى من أهلى وعائلتى فأنشغل عن السؤال عليهم. سألتها : إزاى الإنسان يعرف مكانته عند الله خاصة أنه دائم الاجتهاد والمجاهدة والمقاومة لضغوط الحياة.. ويتعرض لفتن كثيرة وابتلاءات؟ - أجابتنى : هناك قول مأثور سيجيبك على هذا السؤال وهو «إذا أردت أن تعرف مقامك عند الله فانظر فيما أكرمك». قلت لها : ألم يزرك الاكتئاب فى يوم ما ؟! - أجابت : عمر المؤمن ما يكتئب.. فأنا دائما ألجأ إلى الله.. سألتها : اشتهر عنك أنك طبيبة للقلوب المجروحة وذلك لطبيعتك الهادئة الوديعة اسمحيلى أتعرف على دروسك ونصائحك فى الحب.. إزاى نعالج القلوب المجروحة؟ - أجابتنى بنفس ابتسامتها الهادئة : الدعاء واستقبال القبلة والبقاء بين يدى الرحمن ، فالله خير طبيب.. وعند انكسار القلب أشغل نفسى بالحق تعالى ولا أفكر فى أى شىء آذانى. وأحاول أن أحصل على الأجر والثواب من الله على صبرى وتحملى لهذا الجرح. سألتها : من قادر على التغيير فى الآخر.. الرجل أم المرأة ؟ - أجابت : الست قادرة على التغيير فى الرجل حتى ولو كان شيطانا وذلك بالصبر والحنان وبالنصح بالتى هى أحسن.. فالمرأة هى الحنان والأمومة الدائمة العطاء مع زوجها وأولادها.. فهى السكينة والاحتواء.. ودائما ما أنصح أى ست تلجأ للأخذ برأيى وأقول لها «الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين» فلو التزمت بتطبيق هذه الآية على من يؤذيها أو على زوجها سواء كان رجلا هاربا من المسئولية أو دونجوانا أو عصبيا.. إلخ. فسوف تشعر بالراحة. ومع مرور الوقت سيتغير هذا الرجل إلى الأفضل. سألتها: إيه هو الحب يا منى؟ -أجابتنى:الحب هو أنى أحس أنى عايزة أدى للآخر بدون مقابل.. وأتسامح معاه.. وعايزة أحتويه وأحب أقعد مع الناس إللى بتتكلم عنه وألقانى أحب إللى يقربنى لله تعالى وعمل الخير.. الحب مافيش فيه لف ودوران وفيه صراحة دائمة.. ولو حدث غير كدة تبقى كدة فتنة مش حب!! سألتها: إيه إللى يغضبك؟! -أجابت: أغضب لو حد اتكلم عن نيتى ولم يحسن الظن بى.. ويكون انفعالى داخليا وبصوت خافت وأجدنى أدير حواراً مع الآخر بمنتهى الهدوء ولازم ألتمس الأعذار للناس وأحسن الظن بهم. سألتها: مين الشخص إللى منى عبدالغنى تهرب منه؟ - أجابت: أهرب من الشخص الكذاب. سألتها: وإلى من تهربين؟ - على الفور قالت: أهرب إلى الله أولاً، ثم إلى زوجى ثانيا. قلت لها: ولما الزوج شريك عمرك يزعلك بتعملى إيه؟ - ابتسمت لى: أهرب لحماتى وأحكى لها لأنها أكثر إنسان يحب زوجى!! سألتها: وماذا تفعلين عندما تسيئى لأحد أو تغلطين فى حقه؟ قلت لها: يا منى الستات كلهم بيشتكوا من رجالة الزمن ده.. إيه رأيك؟ - ضحكت قائلة: الرجالة دول على راسنا من فوق دول غلابة عشان بيصدقوا الستات ومع ذلك فهناك عبارة مشهورة بتقول الست تبحث عمن تتزوجه أما الرجل فيبحث عمن يتسلى بها!!! أنا عن نفسى أحب الرجل سى السيد لأنه مفتاج جنتى.. أطيعه لو اختلفت معاه فهو ثمانى أبواب من الجنة.. ودائما أفضل أن تكون الست تابع للرجل.. فالرجال قوامون على النساء! قلت لها: تعرضت لابتلاءات كثيرة هذه الابتلاءات ماذا أخذت منك؟ - أجابت: هذه الابتلاءات زادتنى قوة فمنذ 12 سنة عندما اخترت الحجاب وجدت بعض الناس رفضت حجابى وخسرت تعاقدات فنية كثيرة ورجعت فلوسها لأصحابها ولكن كنت ألاقى آيات من ربنا وألاقى مالا أرزق به من غير ما أعرف جت لى إزاى!! هذا بخلاف أن بيتى اتحرق كله بعد حجابى بعامين فأذكر أننى قمت من نومى وقت الفجر على حريق فى حجرة النوم وسارعت بإيقاظ أولادى وأبيهم وأحضرت ستاند القرآن الكريم حطيته أمام حجرة النوم وجرينا إلى الشارع وبعد ساعة كان البيت كله قد احترق عدا الاستاند الموضوع عليه القرآن الكريم، هذا الكتاب لم تمسسه النار!! كنت أقف وسط جيرانى هادئة وأحمد الله على ابتلائه لى! قلت لها: أنت حاليا تستعدين لمناقشة الدكتوراه؟ - أجابت: انتهيت من جزء كبير منها فرسالة الدكتوراه بتاعتى عن الصعوبات التى تواجه دارسى الإلقاء للقصيدة والتغلب عليها. وحاليا أنا أعمل كمدرس مساعد فى معهد الموسيقى فى مادة تجويد القرآن والإلقاء الشعرى. قلت لها: نصيحتك الأخيرة فى هذا الحوار؟ - ابتسمت قائلة: عايزين نتدرب أن كل شىء بنحبه يكون فى إيدينا مش فى قلوبنا لأن كل شىء ملك لربنا.. لله ما أعطى ولله ما أخذ.