يبدو أننا مقبلون على عام دراسى ساخن بل ملتهب سواء على مستوى هيئات التدريس أو الطلبة والسبب هو حالة اللخبطة والارتباك المستمرة منذ شهور والمسماة بأزمة القيادات الجامعية والتى تفوقت على أزمة رئيس الدولة السابق نفسه الذى تنحى بعد 18 يوما فقط. فمنذ أن استقبل رئيس الوزراء وزير التعليم العالى وبعض القيادات الجامعية وأعطاهم الضوء الأخضر فى التعامل مع القرار الذى سبق وأصدره مع مجلسه برحيل كل القيادات الجامعية اللى عايز يمشى براحته واللى مش عايز برضه براحته! والدنيا مقلوبة رأسا على عقب! فنفس رئيس الوزراء هو من أصدر المرسوم بموافقة جماعية لمجلسه الموقر باعتبار كل المناصب القيادية فى الجامعات شاغرة من أول أغسطس ونتيجة رفض وتمسك بعض رؤساء الجامعات بكراسيهم تخلى عن القرار وكأنه لم يكن والحق يقال أن أحد أسباب تراجعه عدم تصديق المجلس العسكرى والذى لم يصدر المرسوم الرسمى بالقرار لنعود إلى نقطة الصفر لتكتسب هذه القيادات المرفوضة شعبيا وجامعيا شرعية بقائها لحين انتهاء مددهم القانونية ليلتهب المناخ الجامعى مرة أخرى بعد أن هدأ قليلا أيام د.عمرو سلامة الذى استقال بسبب حالة التناقض والتضارب بين الحكومة والمجلس العسكرى فما الذى يهين كرامة قيادات الجامعة عندما يتقدمون باستقالاتهم أو حتى يقالوا من مناصبهم بسبب غضب شعبى وشرعية ثورة إذا كان مبررهم هو استكمال مددهم القانونية ليخرجوا بشكل طبيعى لا متنحين ولامقالين وإذا كان الامر كذلك فبالمنطق نفسه لماذا لم نترك المخلوع الكبير رئيس الدولة كلها حتى يستكمل مدته الرئاسية؟ لا أعرف لماذا لايصدق بعض رؤساء الجامعات أن هناك ثورة قد قامت وأن أى رئيس مهما كان لايرضخ لإرادة الجموع إذن فهو مخلوع مخلوع يا ولدى! وأقول بعض رؤساء الجامعات لأن هناك بعضهم احترم ذاته ومكانته وفهم الرسالة وسارع بتقديم استقالته سواء بدافع شخصى أو استجابة لنصيحة وزير التعليم العالى د.معتز خورشيد المهم أنهم استقالوا حفظا لماء الوجه ودرءا لمشاكل كثيرة ينتظرها عام جامعى جديد فى أوضاع ملتهبة من كل جانب، بينما هناك البعض ممن يماطلون ويتمسكون بالكراسى حتى لو هدد الأساتذة بالإضراب وعدم بدء الدراسة وبالفعل هو ما فعله ائتلاف أعضاء هيئات التدريس وجماعة 9 مارس. يبدو أنهم يريدون تكرار مسلسل عميد الإعلام مرة أخرى أو الكبير أوى قبل خلعه بعد 18 يوما من التظاهر والاعتصام والاستشهاد لخيرة شباب البلد، يبدو أنهم لن يضحوا بكراسيهم ولامناصبهم مهما كان الثمن حتى لو أصبحوا رؤساء جامعة معينين من قبل نظام بائد وملوث ومستمرين رغم أنف الرأى العام الشعبى والجامعى رؤساء معينين على مجلس جامعة منتخب، وهو ما قاله لى منذ أسبوعين د.حسام كامل (كيف أكون رئيس جامعة معين على مجلس كله منتخب؟!). بالفعل تقدم هو ونائباه باستقالاتهم رسميا بعد أن قدمها شفهيا وطلب منه كتمانها حتى لايحرج الآخرين أمام أنفسهم أولا وأمام الرأى العام ثانيا. لكن بعد مقابلة رئيس الوزراء ونائبه د. على السلمى والتى عبروا فيها عن ضيقهم وغضبهم الشديد من القرار، بل ورفض البعض تنفيذه ظهرت مواقف الجميع واضحة فانقسموا فريقين فريق رأى أنه لابد وأن يترك الساحة الان دعماً لتجربة الديمقراطية فى الجامعة لينتخبوا من يشاءون، أما الفريق الثانى فقد رأى مثل غيره من الرؤساء إياهم الذين يعتبرون الكرسى المنصب منحة لاترد! ولهذا اندلعت المظاهرات فى الجامعات، ولكن شتان ما بين مظاهرة جامعة القاهرة التى قام بها بعض الأساتذة والعاملين فى الجامعة وبين مظاهرات جامعة عين شمس المتواصلة منذ فترة، فمظاهرة الاخيرة تطالب بالرحيل والإقالة لرئيس الجامعة، أما فى جامعة القاهرة فهى مظاهرة من أجل العدول عن الرحيل وبقاء رئيسها المستقيل وشتان ما بين رئيس جامعة استقال بعد أن أدخل الجامعة فى قائمة التصنيف العالمى مرة أخرى وأرجع الفضل للأساتذة والباحثين وبين من أدخل البلطجية إلى الجامعة وسمح بتأديب الأساتذة المعارضين فى الحرم! بالتأكيد الكرامة والهيبة وغير ذلك من المبررات التى يسوقها الآن خمسة رؤساء جامعات فقط وهم الرافضون للإقالة أو الاستقالة قد سقطت بالفعل بعد تصويت 5,83% من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات بتطبيق نظام الانتخابات فى اختيار القيادات من رئيس القسم للعميد لرئيس الجامعة ولأن للأرقام دلالتها فهذا الرقم الضخم يعنى عدم ثقة جموع الأساتذة فى القيادات المعينة وحاجة الجامعة إلى قيادات منتخبة وحتى لو كانت بدعة كما يعتبرها البعض فلتكن كذلك مادام الرأى العام يطالب بذلك.