كعادته دائماً يحاول مجلس إدارة اتحاد الكرة أن يستغل الإعلام في معرفة رد الفعل علي القرارات قبل اتخاذها حتي يبتعد عن صدور قرارات تتعرض للعديد من الانتقادات، ولكن قرار تعيين المدير الفني لمنتخب مصر الأول وجهازه المعاون لا ينطبق عليه هذا الكلام وذلك لأن الصراع ليس بين اتحاد الكرة والأندية وإنما بين أعضاء مجلس الإدارة بعضهم البعض. يحاول كل عضو من مجلس الإدارة أن يفرض رأيه علي الآخر وفقا لما تتطلبه اهواؤه الشخصية وليس مصلحة المنتخب وهو ما يهدد باختيار خاطئ يكون الضحية فيه هو منتخب مصر. يري مجدي عبدالغني عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة أن الكولومبي ماتورانا هو الأنسب لقيادة المنتخب الوطني لأنه أحد أهم رموز الكرة الكولومبية إضافة إلي أنه يشغل منصب المدير الفني للاتحاد الكولومبي لكرة القدم.. وقد حدث العديد من اللقاءات بين ماتورانا وعبدالغني وتم الحديث عن المنتخب المصري وما يمكن أن يصل إليه في المستقبل وتم ذلك بحضور محمد عبدالحافظ وكيل اللاعبين الذي سبق أن رشح ماتورانا للاتحاد المصري لكرة القدم. ويعتبر «سمير زاهر» أن وجود ماتورانا في الفريق سيكون خطراً علي المنتخب، حيث قال زاهر لأحد المقربين مازحا لا أريد أن يضع مجدي عبدالغني تشكيلة المنتخب بالتليفون. ويميل «زاهر» لتعيين الأمريكي «بوب برادلي» المدير الفني لمنتخب أمريكا إضافة إلي مدرب حراس المرمي «زكي عبدالفتاح» والذي كان يعاون برادلي مع المنتخب الأمريكي وأنه في حال تولي برادلي مسئولية منتخب مصر فإنه سيكون ضمن الجهاز الفني للمنتخب. وجمعت جلسة طويلة بين «زاهر» و«برادلي» للاتفاق علي التفاصيل النهائية ولكن جاء الصراع ليؤجل موعد التعاقد مع برادلي وإرجائه حتي وقت آخر لحين استقرار مجلس الإدارة علي مدرب واحد. وكان «حازم الهواري» قد رشح بقوة المدير الفني الصربي «زوران فاليوفيتش» المدير الفني السابق لنادي السهام الذهبية الجنوب أفريقي والذي درب منتخب الجبل الأسود قرابة الثلاث سنوات وقبله نادي النجم الأحمر الصربي وكانت له تجربة عربية بنادي الشباب الإماراتي موسم 2003/2004 وقبلها درب نادي سبمادوريا الإيطالي وقد حضر زوران إلي القاهرة للتفاوض ولكن الخلافات داخل اتحاد الكرة دفعت «زوران» للرحيل دون أن يتم اتخاذ قرار حاسم بشأنه. وتعالت أصوات داخل جدران مجلس إدارة اتحاد الكرة بأن الراتب الذي طلبه زوران مرتفع للغاية حيث طلب 40 ألف يورو إضافة إلي وجود مدرب أحمال بدنية سيقوم هو باختياره وهو الأمر الذي قد يثير العديد من المخاوف بشأن تعرض اتحاد الكرة لانتقادات حادة بسبب الراتب المرتفع لزوران خاصة مع مطالب الثورة بوضع حد أقصي للأجور لاسيما أن اتحاد الكرة قد أثار أزمة مع حسن شحاتة المدير الفني السابق للمنتخب بسبب الراتب الذي كان يتقاضاه والذي يقل كثيرا عن راتب زوران. وهناك أسماء دخلت في دائرة الترشيحات لكنها لا تجد صدي لدي غالبية مجلس الإدارة مثل «ميلوفان رايفاتش» المدير الفني السابق لمنتخب غانا الذي قاد فريقه لدور الثمانية لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا والذي رحل مؤخراً عن تدريب المنتخب القطري. كما برز في الصورة البرتغالي «كويليو» المدير الفني السابق لمنتخب تونس لكن سرعان ما تم استبعاده من قائمة الترشيحات لمنتخب مصر. وعلي صعيد الحلول المطروحة فإن «هاني أبوريدة» نائب رئيس اتحاد الكرة لايزال يميل لتولي «شوقي غريب» لمنصب المدير الفني لمنتخب مصر ولكن جاء الرفض من جانب زاهر وعبدالغني والهواري. وأمام هذا الصراع الشرس حول هوية المدير الفني القادم لمنتخب مصر قرر اتحاد الكرة أن يسند منصب المدير الفني ل«هاني رمزي» بشكل مؤقت في مباراتي سيراليون والنيجر حيث سيلعبهما بالمنتخب الأوليمبي، ووراء ذلك يكمن صراع آخر علي منصب المدرب العام لمنتخب مصر حيث تم ترشيح كل من «ضياء السيد» المدير الفني لمنتخب الشباب والذي قدم أداء طيبا في مونديال الشباب في كولومبيا إضافة إلي «علاء ميهوب» و«طارق العشري» وتم استبعاد «حسام البدري» بعد أن رفض الأخير تولي مسئولية الرجل الثاني بسبب ازدياد الخلافات داخل اتحاد الكرة. وسيقوم اتحاد الكرة بإعلان هوية المدير الفني الجديد بعد عيد الفطر المبارك حتي تهدأ الأمور بعض الشيء.