الصورة الجميلة التى ظهر بها شباب مصر لكرة القدم بقيادة ضياء السيد فى مونديال العالم بكولومبيا يجعلنا أكثر تفاؤلاً بالمستقبل، خاصة أن مثل هؤلاء الشباب الذين يتمتعون بالجنسية المصرية الأصيلة قد لا تظهر معادنهم إلا عند الشدة، وهذا ما فعلوه رغم الظروف التى نمر بها وبكل تأكيد، فإن هناك العديد من الأسباب لهذا التألق الذى كان بمثابة المفاجأة بالنسبة لنا جميعا منها على سبيل المثال لا الحصر الإرادة والتحدى، وإثبات الذات والثقة فى النفس، وبلدهم مصر.. هذا كله انعكس على شكل أدائهم فتعادلوا مع ضربة البداية مع نجوم السامبا «البرازيل» 1/1، وفازوا على منتخب بنما بهدف نظيف ثم استطاعوا أن يتلاعبوا بشباب النمسا وأمطروا شباكهم بالأربعة، وبصرف النظر عن النتائج الأخرى التى تحققت، فإن الروح الرائعة التى ظهر عليها شباب مصر قد رسمت البسمة على وجوهنا جميعا، وجعلتنا أكثر فرحة بشباب ما بعد الثورة. وعلى النقيض من ذلك كانت هناك صورة سيئة مرفوضة شكلاً وموضوعًا فى مونديال العالم العسكرى، الذى أقيم مؤخرا بالبرازيل، ونحن نشاهد جميعا لاعبا كبيرا ومخضرما «أحمد عيد عبدالملك» وهو يجرى ليركل لاعب منتخب الجزائر العسكرى بقدمه بكل قوة أمام ومرأى من الجميع فى المباراة النهائية للبطولة، ذلك المشهد الحزين الذى يعيدنا إلى الماضى الأليم وما حدث بين منتخبى مصر والجزائر فى تصفيات كأس العالم الأخيرة وما حدث من تداعيات مؤلمة بعدها.. وعن نفسى أرى أن مثل هذا الجرم الذى ارتكبه عبدالملك مهما كانت أسبابه يجب ألا يمر مرور الكرام بل يجب التحقيق الفورى مع اللاعب ومعاقبته حتى لو كان هناك استفزاز أو شتائم كانت من نصيب عبدالملك من جانب الطرف الآخر إلا أن لاعبنا فقد أعصابه تماما وأخذ حقه بنفسه على حد وصفه أو تعبيره إلا أننا لابد أن نتحلى أمام أى طرف منافس بضبط النفس والتمسك بالأخلاق الرياضية ولأن ما حدث يعيدنا إلى الماضى المؤلم ويزيد من حدة الاحتقان بين جماهير البلدين العربيين الشقيقين إلى ما لا نهاية! ويجب أن نتخذ من العقل حكمة للسلوك والتصرف تجاه أى رد فعل ونعمل من الآن فصاعدا لرأب الصدع من خلفية هذه الأحداث الحزينة، والعمل على منع حدوثها فى أى لقاءات رياضية مستقبلاً حتى نكون على مستوى المسئولية ونظهر أمام العالم أكثر تحضرا أو تحليا بالروح الرياضية السمحة، ولإعادة الأمور إلى وضعها الصحيح وغرس قيم الحب والتآخى بين الشقيقين، ولأنه من غير المنطقى أيضا أن تعصف بنا الكرة لتصل بنا إلى مثل هذا المنحنى الخطير أو لإحداث روح الفرقة بين الأشقاء الذين يربطهم مصير واحد مشترك ولغة واحدة، ولهذا أكرر يجب ألا يفلت عبدالملك من العقاب حتى لو كان حدث له ضرر من زميله الجزائرى وأقول لمهاويس الشغب ومثيرى الفتن هنا أو هناك: استقيموا يرحمكم الله.. ورمضان كريم.