تقدم المجلس الأعلي للقوات المسلحة بأسمي آيات الشكر والتقدير للشرفاء من الشعب المصري العظيم الذين أقاموا درعا بين المتظاهرين والقوات المسلحة، مما أدي إلي وأد الفتنة وعدم إظهار القوات المسلحة في صورة من يعتدي علي أبناء الوطن، فيما عادت الأوضاع مرة أخري إلي طبيعتها، بعدما منع الجيش المتظاهرين من الوصول لوزارة الدفاع دون استخدام العنف ضدهم. من ناحيته حذر اللواء أركان حرب حسن الرويني - قائد المنطقة المركزية - من انسياق بعض الناس للوقيعة التي يحاول بعض العملاء افتعالها بين الشعب والجيش، واصفا إياهم بأنهم يريدون خراب البلد. وقال اللواء الرويني: هناك محاولات لإجهاض الاستقرار في مصر ومنع الانتقال للانتخابات، وأنا أؤكد أنه لم يحدث أن استخدمت الشرطة العسكرية العنف ضد المتظاهرين في منطقة العباسية وتم إقناعهم بأن شائعة كاذبة كانت وراء غضبهم. وهناك قوي داخلية وخارجية من مصلحتها عدم استتباب الأمن والأمان في مصر ومازالت هناك حتي الآن أطراف تسعي لإحداث الوقيعة بين الشعب والجيش، وهي أطراف لم ترض عن تفهم الثوار للخطوات التي قامت بها الحكومة والمجلس العسكري، وبدأت تشيع الفوضي في ميدان التحرير، وتشيع أن الجيش يضرب المتظاهرين في السويس علي الرغم من أننا أكدنا مرارا أن الجيش لن يتعامل بالعنف مع الشعب أبدا، لكن من يدعي ذلك يريد الخراب لمصر. وأشار الرويني إلي أن جميع المطالب التي تقدم بها الشباب يوم 8 يوليو الماضي نوقشت، وصدر بيان من الحكومة وبيان من المجلس العسكري وتم تغيير الحكومة، وتحديد مهام المرحلة المقبلة علي رأسها الأمن الذي لا يريد أعداء مصر أن يعود لها، بالإضافة إلي قضايا التنمية والسياحة ثم الانتخابات. - الأوضاع عادت إلي طبيعتها أكد اللواء حمدي بدين - عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة ومدير إدارة الشرطة العسكرية - أن الأمور عادت لطبيعتها بميدان العباسية وجميع المناطق المحيطة بها، وتم فتح جميع الطرق والشوارع المؤدية إلي الميدان. وأوضح أن الأهالي قاموا بمعاونة الشرطة العسكرية بتنظيف الميدان والشوارع التي شهدت المواجهات المؤسفة ورفع المخلفات من طوب وزجاجات وحطام سيارات، وعادت الحياة إلي طبيعتها، وأضاف أن هناك تلفيات وقعت بحوالي 21 سيارة مملوكة للأهالي بجانب احتراق سيارة. وأكد اللواء حمدي بدين أن الشرطة العسكرية لم تلق القبض علي أي شخص في مواجهات العباسية علي الإطلاق، مشيرا إلي أن الأهالي ضبطوا أشخاصا قالوا إنهم كانوا يقومون بتوزيع أموال خلال المواجهات، وتم تسليم هؤلاء الأشخاص بمعرفة الأهالي إلي الجهات الأمنية للتأكد من صحة هذه الأقوال، لكن لا يوجد أي متهم ألقت الشرطة العسكرية القبض عليه ولم تتم إحالة متهمين للنيابة العسكرية. وحول ما تردد حول اشتباك أفراد من الشرطة العسكرية مع المتظاهرين في مواجهات العباسية نفي اللواء حمدي بدين هذه الأقوال تماما. مؤكدا أن الشرطة العسكرية لم تتعامل مع أي من طرفي المواجهات، وكانت تعليمات المجلس الأعلي للقوات المسلحة أن تلتزم الشرطة العسكرية أقصي درجات ضبط النفس، وعدم الاحتكاك علي الإطلاق بالمتظاهرين وعدم الانجراف لأية مواجهات أو صدامات معهم. وأضاف أن موقف القوات المسلحة معروف ومعلن منذ بداية أحداث الثورة، وأن الجيش جزء لا يتجزأ من الشعب ولن يدخل في أي مواجهات مطلقا مع أي فئة، كما أن حرية الرأي والتعبير مكفولة للجميع. ويقتصر دور الشرطة العسكرية علي حفظ الأمن وحماية الأرواح والممتلكات، مشيرا إلي أن تبادل الطوب والزجاجات وغيرها من الجانبين أدي إلي إصابة حوالي 12 مجندا من أفراد الشرطة العسكرية. ورغم ذلك حافظ أفراد الشرطة العسكرية علي ضبط النفس وعدم الانجراف لأية محاولات للزج بهم في المواجهات، وحتي المجندين الذين أصيبوا في الأحداث كانوا رافضين مغادرة أماكنهم حرصا علي تأدية مهمتهم في تحقيق الأمن وحماية المنشآت وتم نقلهم إلي المستشفي للعلاج. وقال اللواء حمدي بدين: إن الشرطة العسكرية كان دورها تأمين الطرق المؤدية إلي مبني وزارة الدفاع وعند احتدام المواجهات بين طرفي المواجهات في الأحداث قررت الشرطة العسكرية حماية المتظاهرين وفتح ممر آمن لهم إلي ميدان التحرير، والاستعانة بكتيبة من قوات الصاعقة والمظلات لحمايتهم حتي عودتهم آمنين إلي التحرير. وأعلن إمام مسجد النور هذا في ميكروفون مسجد النور، وتعهدت الشرطة العسكرية بتأمين عودة المتظاهرين حتي ميدان التحرير تحت حماية الشرطة العسكرية وقوات الصاعقة والمظلات، وحتي دون أن يشعر المتظاهرون بوجود تلك القوات في معظم الأوقات، وتم تأمين جميع الطرق المؤدية بين التحرير والعباسية واستمرت قوات الشرطة العسكرية في ميدان العباسية وجميع الطرق المؤدية إليه حتي مغادرة جميع المتظاهرين وخلو الميدان تماما من المتواجدين. ودعا المجلس العسكري في رسالة جديدة علي موقعه الإلكتروني علي «فيس بوك» الشعب المصري إلي اتخاذ أعلي درجات الحيطة والحذر لإحباط جميع المحاولات التي تهدف إلي الوقيعة بين الجيش والشعب التي تم رصدها علي العديد من المواقع الإلكترونية التي تديرها مجموعة من العملاء والحاقدين، مؤكدا عبقرية هذا الشعب المصري وحسه الوطني الذي أبهر العالم بثورته البيضاء. وفي سياق متصل، أكد مصدر عسكري مسئول أن البيان رقم 69 الذي يتهم حركة 6 أبريل بإحداث الوقيعة بين الشعب والجيش سببه أن تلك الحركة هي الوحيدة الآن في ميدان التحرير، وتسعي لإحداث الفوضي علي الرغم من تحقيق معظم مطالب الثوار. وأضاف المصدر أن الحركة نفسها كانت ادعت من قبل أن المجلس العسكري قام بفض الميدان بالقوة بواسطة الشرطة العسكرية، وهذا لم ولن يحدث أبدا