حتى عربات مترو الأنفاق لم تسلم من الانفلات الأمنى، فقد حدثت مشاجرة بين بائعتين من الباعة الجائلين بالمترو وكانت السيدة الأولى تتعدى الخمسين عاما وعادة تتجول بين عربات المترو بالمناديل الورقية بعد أن تحكى قصة مرضها بالقلب، والسيدة الأخرى تحمل بعض الأغراض المنزلية وأدوات التجميل التى يحتاجها بعض النساء والفتيات، وكانت سبب المشاجرة هو صراع وملاحقة كل منهما على دخول عربة السيدات للبيع قبل الأخرى، ومكان المشاجرة فى البداية كان على رصيف المحطة وأخذت من الوقت حوالى 15 دقيقة شملت جميع الألفاظ الغليظة والخارجة عن حدود الأدب والأخلاق، حتى تدخل زوج السيدة الأصغر عمرا وبدأ فى تهدئة الموقف، وكانت ردوده هادئة وقتئذ، ثم اشتدت المشاجرة ووصلت إلى القذف بالأحذية فدفع زوجته داخل عربة السيدات حيث المشاجرة كانت أمامها وبدأ الزوج يصفع زوجته على وجهها لكى تصمت، فانتقلت المشاجرة من السيدتين على رصيف المترو إلى البائع وزوجته داخل عربة السيدات، وأغلقت أبواب العربات ليتحرك المترو من المرج ولكن داخل العربة أصوات صراخ وضرب بين الرجل وزوجته التى أخذت تستغيث بالراكبات داخل العربة وتجرى من زوجها الذى كان يدفع بأى سيدة تقترب منه ثم ألقى زوجته البائعة على الأرض وأخذ يركلها بقدمه حتى أصبح وجهها ممتلئا بالدماء فأصيبت جميع السيدات بالفزع والرعب وحاولن إيقافه وإبعاده ، وأخذن يستعطفنه بالكلمات والعبارات الخافتة خيفة منه وكان يرد بجملة (ما حدش يقدر يعملى حاجة وابقوا هاتولى الشرطة) وعندما وقف المترو فى محطة سرايا القبة وجدنا شرطة أو أمن المترو الذين رفضوا دخول العربة لفض المشاجرة ومنعوا صعود أى رجل آخر للعربة علما بأن جميع السيدات توسلن إليهم للركوب معهن لحمايتهن حتى ينزل البائع وزوجته من العربة ولكن دون جدوى.