ما بين ميدان التحرير الآن بمطالب المعتصمين الموجودين به والتي يراها البعض تتعجل التغيير بشكل مبالغ فيه وتعطل حركة الإنتاج ولا تمنح فرصة كافية للمجلس العسكري ورئيس الوزراء خاصة بعد التعديل الوزاري الأخير وبين ميدان مصطفي محمود بالمهندسين بمن أطلقوا علي أنفسهم أبناء مبارك أصحاب حملة (آسفين يا ريس) التي لا يتقبلها ولا يفهمها أغلبية الشعب المصري والذين يظهرون علي فترات جاء ميدان روكسي بمصر الجديدة ليشهد مسيرات واعتصامات ممن قالوا إنهم يمثلون صوت الأغلبية الصامتة كما أطلقوا علي أنفسهم ، وهؤلاء يؤيدون الثورة ومطالبها لكنهم يختلفون في طريقة التعبير عن تلك المطالب ويرفضون أن يحكم المعتصمون بميدان التحرير مصر وأن يفرضوا مطالبهم علي الشعب المصري كله ويطالبون بمنح الفرصة كاملة للمجلس العسكري ومجلس الوزراء، بل ومنهم من طلب من المجلس العسكري أن يستمر في حكم البلاد. وهكذا أصبحنا أمام ثلاثة ميادين يريد كل منها أن يفرض كلمته علي الشارع المصري الذي ستكون كلمته الحقيقية في رأيي الشخصي في صناديق الانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية. لكن الملاحظ وبعيدا عن ميدان مصطفي محمود الذي لا يلقي أصحابه أي تجاوب حقيقي في الشارع المصري هناك حالة من الهجوم المتبادل بين المعتصمين الموجودين في التحرير وبين المعتصمين أيضا الموجودين في ميدان روكسي حتي إن كلاً منهم بدأ في الهجوم علي رموز الآخر وهو ما كان واضحا في مجموعة من الصور التي رفعها المعتصمون في روكسي ضد من يرون أنهم يروجون لفكرة الاعتصام في التحرير وتعطيل المصالح الحكومية كورقة ضغط علي المجلس العسكري ومجلس الوزراء. وإذا كان الرأي والرأي الآخر أمرا مفهوما بل ومطلوبا ولابد أن نعتاد علي تقبله لكن لابد أن يحدث هذا دون تخوين للآخر ودون أن نكيل الاتهامات لمن يخالفنا الرأي. هناك الآن اعتصام مستمر في التحرير ويقابله اعتصام آخر في روكسي وبغض النظر عن فرق الإعداد في كل ميدان وقوة كل اعتصام وتأثيره وضغوطه علي صانعي القرار الآن لكن ليس مطلوبا أبدا أن ننقسم إلي فرق في الميادين تخون بعضها ويري كل فريق غيره وكأنه عدو المستقبل وإلا قد نفاجأ غدا باعتصامات أخري في ميادين مختلفة ليرفع كل ميدان ما يراه من مطالب ورؤية تخون الآخر!